منذ ساعات.. دقت الأجراس.. معلنة بداية عام جديد.. وأمل جديد.. وعالم جديد! عالم جديد ولو مع العام الجديد.. وليس أمامنا إلا أن نكون أمة من أعظم أمم العالم الجديد.. أو لا نكون.. وسوف نكون أمة من أعظم أمم العالم الجديد.. بإذن الله. العالم القديم.. انتهي.. وانتهت شرعيته وانتهت معه أسطورة الدول الأربع الكبري.. الأكثر تسليحا.. والأكثر قدرة على البطش بكل أنواع الجراثيم والعملاء والخونة وأرباب اللحى الكثيفة والجلابيب التى تطبق عند المؤخرة. هذا العالم القديم.. انتهي.. وانتهى زمن تقسيم كوريا وتقسيم فيتنام وتقسيم ألمانيا.. وتمزيق العالم العربي.. وتدمير الدول الإسلامية.. بمخدرات الفتاوى ومنومات الإحباط والكسل.. وغيبوبة الجهل وخفافيش العمائم الذين ينشدون الأمية بين البسطاء للتلذذ بامتصاص دمائهم ولعابهم، باسم الإسلام. هذا العالم القديم انتهي.. وانتهت معه الشرعية التى اعتمدت عليها واشنطن طوال سنوات الحرب الباردة.. وفقدت الولاياتالمتحدة.. أهم وأقوى الحلفاء فى أرجاء العالم القديم.. وبدأت تستبدلهم تحت إدارة الرئيس أوباما.. بعصابات الإرهاب.. لدعم مصالحها وبقايا نفوذها فى الخارج! وبعد أن كانت أمريكا.. تعتمد على حلفاء.. لهم ثقلهم على المسرح الدولي.. بدأ الرئيس أوباما يستعين بعصابات الإرهاب الدولية لتنفيذ أهداف واشنطن والدفاع عن مصالحها وشن اعتداءات الإرهاب على خصومها، وتشكيل ما يسمى بتنظيم «الجهاد العالمي» الذى جرى توزيع مراكز ثقله فى عدد من الدول الأوروبية والعربية والأفريقية! لم تعد واشنطن تعتمد على القواعد العسكرى التى تكبد الميزانية الأمريكية.. مبالغ طائلة.. وإنما باتت تعتمد على جماعات إرهابية تعمل لحسابها حيث توجد لواشنطن بقايا مصالح.. وبقايا نفوذ!! أريد أن أقول إن العالم الذى كنا نعرفه قد انتهي.. وانتهت معه أساليب ووسائل الصراع.. فبينما كان العالم القديم يعتمد على الحروب والانقلابات وإثارة الصراعات.. والحروب بالوكالة.. بدأنا نشهد مولد عالم جديد يظهر على السطح معتمدا على قواه الناعمة.. وهى القوى الاقتصادية والثقافية والإبداعية والقدرة على استخدام وسائل وأدوات العصر.. وبدأت تطل علينا العديد من الأنماط الجديدة للتعاون بين الدول.. ليس من بينها أى تعاون عسكرى كما كان عليه الحال من قبل. هذا العالم الجديد تتزعمه قوى اقتصادية عملاقة تضم الصين واليابان وروسيا وألمانيا.. ولا كان فيها لأمريكا وبريطانيا.. ولذلك فإن رد الفعل الذى صدر عن واشنطن ولندن.. ضد قرارنا باعتبار جماعة الإخوان الإرهابية.. جماعة إرهابية.. هو شهادة لنا بأننا نقف على الطريق الصحيح.. وأننا نقف مع تيار الصمود والتقدم.. والاعتدال.. وليس مع الرئيس أوباما.. الذى بدأ يلف العمامة.. ليشغل وظيفته الجديدة كرئيس جديد لتنظيم القاعدة!