بالبحث عن نماذج تاريخية من المعاقين وجدنا أن هناك عددا كبيرا منهم استطاع أن يسير خطوات متقدمة نحو الابداع والانتاج الوفير مرتكزا علي سلاح العقل. منهم الامام الترمذي صاحب سنن الترمذي المشهور وأحد أصحاب كتب السنة المشهورة في الحديث كان أعمي ولكنه أبدع في علم الحديث. وهناك الإمام الزمخشري كان مفسرا للقرآن الكريم وعالما في اللغة وواضعا الأسس البلاغية وكان اعرج ولكنه كما قال العلماء والمؤرخون عنه من ائمة المفسرين. أبو العلاء المعري عاش حياته مكفوفا ورغم ذلك كان شاعرا ومفكرا وفيلسوفا فعندما فقد بصره تمسك بالبصيرة وجعل العقل مقياسا لجميع الاحكام وله الامامة المطلقة بقوله «لا إمام سوي العقل»؟ وهناك أيضا طه حسين عميد الأدب العربي ولد عام 1889 وتوفي عام 1973 اصيب بالعمي في الرابعة من عمره ورغم ذلك حصل علي الدكتوراه في الادب من فرنسا وأسس جامعة الاسكندرية وصار مديرا لها ثم وزيرا للمعارف وأسس جامعة عين شمس وأحدث ثورة نقدية وادبية واسعة، وله العديد من المؤلفات والمقالات والقصص. والكاتب د. أحمد يونس فرغم إنه كفيف لكنه تخصص في أدب الأساطير الشخصية وله العديد من المقالات. وعلي مستوي العالم يوجد في مجال العلوم والتكنولوجيا الكسندر جراهام بيل مخترع التليفون فكان يعاني منذ صغره من صعوبات في التعلم، وهناك توماس اديسون مخترع المصباح الكهربائي وكان يعاني من صمم خفيف، وايضا هنري فورد مخترع محرك السيارات كان يعاني من ضعف في القدرة علي القراءة، وايضا اسحاق نيوتن مكتشف الجاذبية الأرضية كان يعاني من الصرع وتلعثم في الكلام. والفنان الشهير ليوناردو دافينشي الذي اخترع تصميم الدراجة كان يعاني من ضعف في القدرة علي القراءة والعدد. أما اعجوبة المعاقين فهي هيلين كيلر التي ولدت في إحدي الولاياتالأمريكية عام 1880 وقبل أن تبلغ الثانية من عمرها اصيبت بمرض افقدها السمع والبصر وبالتالي عجزت عن الكلام ولكنها لم تستسلم ومن أشهر ما قالته هيلين كيلر أنني أحاول أن اجعل شمسي الداخلية ضوءا في عيون الآخرين وسعادتي النفسية بسمات علي شفاههم.