هيلين كيلر أديبة ومحاضرة وناشطة أمريكية تعتبر أحد رموز الإرادة الإنسانية، حيث إنها كانت فاقدة السمع والبصر، واستطاعت أن تتغلب على إعاقتها وتم تلقيبها بمعجزة الإنسانية لما قاومته من إعاقتها، حيث إن مقاومة تلك الظروف كانت بمثابة معجزة. ولدت هيلين كيلر فى مثل هذا اليوم عام 1880 بولاية ألاباما، وتعود أصول عائلتها إلى ألمانيا، لم تولد هيلين عمياء وصماء، لكن بعد بلوغها تسعة عشر شهرًا أُصيبت بمرض شخصه الأطباء أنه التهاب السحايا والحمى القرمزية، أفقدها السمع والبصر، فى ذلك لوقت كانت تتواصل مع الآخرين من خلال "مارتا واشنطن" ابنة طباخة العائلة التى بدأت معها لغة الإشارة، وعند بلوغها السابعة أصبح لديها 60 إشارة تتواصل بها مع عائلتها. بالرغم من أنها عمياء وصماء لكنها استطاعت الحصول على شهادة فى اللغة الإنجليزية، فذهبت إلى مدينة بالتيمور لمقابلة طبيب مختص بحثا عن نصيحة، فأرسلها إلى ألكسندر جراهام بل (مخترع التليفون) الذى كان يعمل آنذاك مع الأطفال الصم فنصح والديها بالتوجه إلى معهد بركينس لفاقدى البصر حيث تعلمت لورا بردجهام، وهناك تم اختيار المعلمة آن "سوليفان" التى كانت فى العشرين من عمرها لتكون معلمة هيلين وموجهتها ولتبدأ معها علاقة استمرت 49 سنة. حصلت آن على إذن وتفويض من العائلة لنقل هيلين إلى بيت صغير فى حديقة المنزل بعيدًا عن العائلة، لتعلّم الفتاة المدللة بطريقة جديدة فبدأت التواصل معها عن طريق كتابة الحروف فى كفها وتعليمها الإحساس بالأشياء عن طريق الكف، فكان سكب الماء على يدها يدل عن الماء، وهكذا بدأت التعلم ومعرفة الأشياء الأخرى الموجودة حولها. وبعد مرور عام تعلمت هيلين تسعمائة كلمة، واستطاعت كذلك دراسة الجغرافيا بواسطة خرائط صنعت على أرض الحديقة، كما درست علم النبات، وفى سن العاشرة تعلمت هيلين قراءة الأبجدية الخاصة بالمكفوفين وأصبح بإمكانها الاتصال بالآخرين عن طريقها، ثم تعلمت طريقة برايل للقراءة فاستطاعت القراءة من خلالها ليس فقط باللغة الإنجليزية، ولكن أيضا بالألمانية واللاتينية والفرنسية واليونانية. التحقت هيلين بمعهد كامبردج للفتيات، وكانت سوليفان ترافقها وتجلس بقربها فى الصف لتنقل لها المحاضرات، التى كانت تلقى وأمكنها أن تتخرج فى الجامعة عام 1904 حاصلة على بكالوريوس علوم فى سن الرابعة والعشرين. بعد تخرجها فى الجامعة عزمت هيلين على تكريس كل جهودها للعمل من أجل المكفوفين، وشاركت فى التعليم وكتابة الكتب ومحاولة مساعدة هؤلاء المعاقين قدر الإمكان. وفى أوقات فراغها كانت هيلين تخيط وتطرز وتقرأ كثيراً، وأمكنها أن تتعلم السباحة والغوص وقيادة العربة ذات الحصانين. ثم قفزت قفزة هائلة بحصولها على شهادة الدكتوراه فى العلوم والدكتوراه فى الفلسفة، أنها حقا معجزة بشرية، توفت فى أول يونيه 1968.