أن تعترف مصر بالمذاهب السنية الاربعة "الحنبلية والشافعية والمالكية والحنفية" فان هذا يعد أمرا معروفا وليس بجديد ولكن ان تقر وتعترف بالمذهب الاثنى عشرى الجعفرى الشيعى فان هذا أمر قد يكون مفاجئا لكثيرين ممن يعيشون على أرض هذا الوطن، وكلمة السر تكمن عند الشيخ محمود شلتوت شيخ الازهر أما عن الزمان فقد حدث هذا عام 1959 … هذا ماعرفته "الأهالى " بل واستطاعت أن تحصل أيضا على صورة ضوئية من تلك الفتوى التى ربما اثارت جدلا الى الان . الحكاية بدأت منذ عام 1959 أى فى ستينيات القرن الماضى عندما صدرت فتوى من شيخ الازهر شخصيا تجيز التعبد بالمذهب الجعفرى "الامامى "كمذهب خامس، وكان الشيخ شلتوت من علماء السنة الذين دعموا فكرة التقريب وايضا الشيخ الشرباصى ،أما ماورد فى الفتوى فهو ماسوف ننشره بالحرف وهو ان "مذهب الشيعة الامامية الاثنى عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعا كسائر مذاهب اهل السنة وانه يجوز على المسلمين ان يعرفوا ذلك وان يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة فماكان دين الله وماكانت شريعته بتابعة لمذهب او مقصورة على مذهب فالكل مجتهدون مقبولون عند الله تعالى "-هذا جزء من الفتوى ومن يريد الاطلاع بتعمق فسوف يجدها بنصها كاملا ، فى مجلة "رسالة الاسلام " التى كانت تصدر عن دار التقريب بين المذاهب وقد جعل عنوانها "فتوى تاريخية " ،وقد كتب الشيخ محمد تقمى القمى السكرتير العام لجمعية التقريب فى العدد التالى للمجلة مقالة بعنوان "التقريب " يشيد فيها بالفتوى ،،ومن الجدير بالذكر ان شيخ الازهر السابق محمد سيد طنطاوى اكد على استمرار العمل بالفتوى عام 1997عقب القبض على مجموعة من الشيعة وقتها .وفى اوائل عام 2004 تقدم عدد من الشيعة فى مصر بطلب الى وزارة الداخلية للاعتراف بهم كطائفة دينية رسمية بموجب القانون رقم 15 لسنة 1997ولم تقم الوزارة بالرد عليهم حتى يومنا هذا.ويؤكد البعض ان الحديث عن الشيعة فى مصر ازدهر عندما نشأ تقارب بين السنة والشيعة فى منتصف الاربعينيات على يد جماعة التقريب وظهرت جمعية "آل البيت "وظلت الظروف مساعدة لها خاصة فى ظل التقارب بين مصر وايران وقتها ولكن بعد الثورة الايرانية 1979تم الغاء الجمعية واغلاق المسجد التابع لها . ومن بعدها ظهرت العديد من الكتابات والتصريحات على لسان بعض قيادات الازهر فى السنوات الاخيرة مابين مهادنة ورفض حتى عادت نبرة الهجوم خلال الايام الماضية وقرار تشكيل لجنة بالازهر لمكافحة التشيع تبعها تصريحات للشيخ احمد الطيب برفض مااسماه بالمد الشيعى فى مصر وهو ما رفضته أيضا د.امنة نصير استاذ العقيدة الاسلامية والفلسفة فى تصريحات"للمصرى اليوم " –والكلام على لسانها –اندهش من تصريحات د.احمد الطيب شيخ الازهر حول التخوف من المد الشيعى فى مصر ووصفتها بالتصريحات الخارجة عن المسئولية العقائدية والفكرية للازهر فى قيادة المنطقة واضافت فى تعليقها "نحن نعيش فى زمن عرائس الماريونت وبناء على ذلك هناك محاولات لتقسيمنا بشكل دائم وقالت ان الشيعة هم مسلمون لا غبار على اسلامهم وانهم اختلفوا مع السنة فى بعض الفروع الفقهية فقط كلاهما سنة وشيعة يعبدون الله ويتجهون لقبلة واحدة ويقرأون قرآن واحدا كلاهما يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وتساءلت "نصير " ما الداعى لعمل لجنة لمكافحة التشيع فى الازهر هل هو ملاريا ؟"، واعتبرت مايحدث مجرد" هوى سياسى " تقوده السعودية ومن يسير فى ركابها وبعرف بالاستقطاب "السنى "اضافت انها تذكر احدى المرات التى تم دعوتها للحوار مع مندوب المفوضية الاوروبية وكان يرافقها د.هالة مصطفى الصحفية واكد مسئول انجليزى من السفارة البريطانية وقتها، انهم كانجليز اقرب للمصريين من الشيعة وهو مارفضته "نصير " تماما وعلقت انه لافروق بين الشيعة والسنة وانهم كغرب يضخمونها لمأرب فى نفوسهم يمكننا ان نسمية "dirty work ". واوضحت "نصير "ان هذا الموقف يفسر اتجاه الغرب فى هذا الموضوع ،وان هذا الموقف تكرر حينما جاءها مراسل امريكى لعمل حوار فسألته ماذا لو اقامت مصر وايران وتركيا حلفا فرد عليها :"امريكا لن تتركك ساعة تكملين هذا الحلم " واشارت الى فتوى الشيخ محمود شلتوت فى الستينيات باجازة التعبد بالمذهب الجعفرى الشيعى وتساءلت "نصير "الى متى ستبقى المنطقة تموج فى بعضها البعض وطالبت اساتذة العقيدة بابصار الناس بالحقيقة واختتمت تصريحاتها "ليت اسلامنا يسعنا جميعا " . من ناحية اخرى يعلق د.محمود اسماعيل استاذ التاريخ الاسلامى بانه لا ذرة خلاف بين المذهب السنى والشيعى وانه خلال احد ابحاثه توصل الى ان الخلافات بينهما فى 16 نقطة فقط ليست جوهرية فى حين تصل الاختلافات بين المذاهب السنية الى مئات الاختلافات مضيفا " ان معظم الروايات المتعلقة بالاحاديث الخاصة بالشيعة هى روايات صحيحة لانهم تداولوها ابا عن ابن عن الفقيه الامام على بن ابى طالب، والذى قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم " انا مدينة العلم وعلى بابها " ويضيف "اسماعيل " ان الهجمة على الشيعة فى مصر هى هجمة امريكية الاصل وان الازهر يعلم تماما انه لا فرق بين المذهب الشيعى والسنى وان مصحف فاطمة لا صحة له وانه مجرد تخاريف متهما النظام السابق والحالى فى مصر بالبلبلة بين الشيعة والسنة والمسلمين والاقباط .