أكد د. «ضياء الدين القوصي» -الخبير المائي – ومستشار وزير الموارد المائية والري السابق – أن اجتماع وزراء الري لدول حوض النيل الشرقي المقام في العاصمة السودانية الخرطوم علي درجة من الأهمية ليس فقط باعتباره الأول لمناقشة تقرير اللجنة الثلاثية الدولية للخبراء عن سد النهضة الإثيوبي، وإنما يعول عليه المصريون كثيرا في وضع خريطة طريق لحل الأزمة التي تهدد حصة مصر من مياه النيل والتي يأتي 65% منها من الهضبة الإثيوبية وحدها. واتفق «القوصي» مع رأي وزير الري المصري دكتور «محمد عبدالمطلب» في ضرورة اتباع سياسة التهدئة مع الجانب الإثيوبي علي عكس ما كان يحدث في الفترات السابقة من جو العصبية والتوتر مما أدي إلي تصعيد الملف برمته، مشيرا إلي أن سيناريو الخروج من الأزمة لابد أن يطبق بعد الاتفاق أولا علي ضرورة الالتزام بتنفيذ قرارات وتوصيات اللجنة الثلاثية الفنية من خلال تغيير تصميم السد ومواصفاته من حيث الارتفاع ليكون 90 مترا بدلا من 150 مترا وتكون سعة البحيرة 9 مليارات متر مكعب بدلا من 74 مليار بحيث تصبح أبعاد السد غير مضرة بمصر والسودان. وأوضح «القوصي» أنه من الضرورة أن يتم طرح استراتيجية شاملة للتنمية بين دول الحوض الشرقي، بالإضافة إلي حسن استغلال توافر المياه من جنوب السودان وإثيوبيا وأوغندا حيث يتساقط علي هذه الدول أكثر من 1500 مليار متر مكعب من المياه في العام لا تتم الاستفادة منها، وهو الأمر الذي سيتم بحثه في هذا الاجتماع بهدف استغلال 550 مليار متر مكعب من المياه تتساقط علي جنوب السودان وحدها ولا يصل مصر منها سوي 5 مليارات متر مكعب. وأشار «القوصي» إلي أنه لا مانع من إبداء مصر رغبتها في المشاركة في تمويل إعادة تصميم السد وسياسة ملء الخزان بالإضافة إلي المشاركة في إدارة محطة الكهرباء وتسويق الطاقة الكهربائية مع الحصول علي جزء من أرباح هذا التسويق علي أن يتم بدء هذا المسار الفني للسد علي وجه السرعة وتنفيذ ما تقرر من خلال آلية وبرنامج زمني متفق عليهما.