تصوير : خالد سلامة مازلنا خارج العاصمة.. في مركز الصف, الواقع على بعد 30 كيلو مترا جنوب حلوان, لتتلاشى الدولة ومؤسساتها مع كل خطوة نخطوها فى طريقنا الى بقعة جديدة من أرض مصر, يمتزج فيها الفقر والجهل بالتهميش والإهمال الحكومي, يلجأ الكثير من فقراء أهالى الصف وأطفيح للعمل فى صناعة الطوب الطفلي, التى تشتهر بها الصف وتنتشر فيها بصورة كبيرة في قرية أسكر والودي وعرب أبو ساعد, ورغم المخاطر والاضرار التى يتعرض لها العمال فى هذه الصناعة, لكن الفقر لا يرحم حسب قول عبدالكريم حسن, الذي قطع احد اصابع يده اليسرى على ماكينة التقطيع, والذي قال ان العمل فى صناعة الطوب شاق ويحتاج الى مجهود كبير, حيث يبدأ العمل منذ الساعة الخامسة فجرا وحتى الساعة الثالثة عصرا, يعمل خلالها العمال بين حلة العجين والفرن ليتقاضوا فى نهاية اليوم 50 جنيها نظير 10 ساعات من العمل الشاق, ومواجهة الموت كل لحظة على أفران الحريق. فيما تحدث محمد محمود, أحد أصحاب المصانع, عن المشاكل التى تهدد صناعة الطوب الطفلي, التى يعتمد عليها أغلب أهل مركز الصف وأطفيح, والتى جاء على رأسها ارتفاع اسعار المازوت والمحروقات, بالاضافة الى انتشار البلطجية وقطاع الطرق الذين يقومون بفرض الاتاوات على سيارات نقل الطفلة السوداء للمصانع, و سرقة السيارات والاعتداء على السائقين فى بعض الاحيان لطلب الاموال مقابل ردها, مؤكدا ان هذه المصانع يعيش عليها الاف الاسر بخلاف ما تدفعه للدولة من ضرائب ورسوم, مطالبا بحماية الصناعة من البلطجة وتوفير المحروقات وتمهيد الطرق التى تتسبب فى تلف السيارات . الإخوان والفتنة الطائفية شهد مركز الصف خلال الفترة الأخيرة محاولات كثيرة لاشعال الفتنة الطائفية بين أهالى المركز,وقال عادل يوسف, أحد أهالى مركز الصف, ان المسيحيين يتعرضون للكثير من المضايقات بعد 30 يونيه, حيث تتعرض الكنائس من حين لاخر لاعتداءات من انصار جماعة الاخوان المسلمين, أثناء مرور مسيراتهم من امام الكنائس, كما يقومون بتوجيه الشتائم والسباب لنا وكأن المسيحيين وحدهم هم من ثاروا ضد مرسي وجماعته, مضيفا ان كنيسة العذراء بمركز الصف شهدت اعتداءات وحشية بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة, حيث قام الاخوان بمهاجمة الكنيسة بالاسلحة الالية والمولوتوف, وحاولوا اقتحامها لولا تصدي الاهالى والموجودين بالكنيسة فى ذلك الوقت. نظرة يا حكومة منذ الساعات الأولى من الصباح تفترش "أم فاطمة" الأرض لتبيع الخضراوات لأهالي القرية, لتعود فى نهاية اليوم بقليل من المال يكفي لاطعام أبنائها الثلاثة, ويساعدها على حمل أعباء المنزل الابن الاوسط محمد,11 سنة, الذي التحق مؤخرا بأحد مصانع الطوب, للتكفل بمصاريف مدرسة شقيقته الكبيرة وأخيه الأصغر, بعد وفاة والده قبل 5 سنوات. كل ما تريده "أم فاطمة" هو الستر حسب وصفها, وان تنظر الحكومة الى الفقراء وتساعدهم عن طريق المعاشات أو الاعفاء من فواتير الكهرباء والماء ومصروفات المدارس, وان توفر لهم ولاولادهم الأمان والحياة الكريمة. وتتلخص مشكلات الصف وأطفيح عند سائق التوك توك على عبد الحليم, فى غياب الأمن الذي أدى الى انتشار البلطجة والسرقة وتجارة السلاح, وعدم اهتمام الدولة بتوفير مختلف الخدمات من مستشفيات ومدارس وصرف صحي ومراكز شباب بالاضافة الى أزمة نقص أنابيب الغاز التى يتعرض لها المركز من حين لاخر وتصل خلالها سعر اسطوانة الغاز الى 30 جنيها, كما طالب عبدالحليم بالاهتمام بتجميل المركز ورصف الطرق وتوظيف الفقراء . فيما يرى محمد رسلان ان أغلب الموظفين فى القطاع الحكومى بالصف وأطفيح يأتون من الخارج ولا يستفيد من هذه الوظائف أهل القرية, وارجع هذا الى الواسطة فى التعيين, وهو ما يجبر أهل البلدة للعمل فى الفاعل ومصانع الطوب والزراعة باجور لا تكفى اسرة من 3 افراد, بالاضافة الى معاناة اهالى المركز يوميا فى المواصلات التى لا تتوفر بشكل كاف يمنع استغلال السائقين للأهالي, حيث يقوم سائق الميكروباص "بتعطيش" الموقف لتحميل اكبر عدد من الركاب ومضاعفة الاجرة عليهم . الزراعة والفلاح وحول الزراعة فى أطفيح يرى رسلان أن الاراضى الزراعية كادت ان تختفي بسبب عمليات التبوير المستمرة لها للبناء عليها او بيعها, لما يتكبده الفلاح من خسائر فى بيع المحاصيل التى يعمل على زراعتها طوال العام, موضحا ان اغلب الفلاحين مستأجرين وليسوا اصحاب اراض, ولا يحصلون على الاسمدة والكيماويات المدعمة اللازمة للمحاصيل من الجمعيات الزراعية, لان مالك الارض هو من يقوم باستلامها وبيعها فى السوق السوداء باسعار مرتفعة ليشتريها المزارع من جديد بأضعاف ثمنها وفى نهاية الموسم الزراعي يخسر الفلاح وبيته يخرب. الثروات المحجرية المتوفرة الطفلة السوداء : وتصلح للاستثمار في صناعة الطوب الطفلي وتتمثل في جبال الصف والعياط الرمال الناعمة : وتصلح للاستثمار في صناعة الطوب الطفلى والزجاج ويتمثل في جبل الصف الحجر الجيري :ويتمثل في طريق (مصر-إسكندرية الصحراوي) ويدخل أساساً في صناعة السكر والحديد والصلب . الدولوميت : وهو من أنواع الحجر الجيري ويوجد في شرق التبين والكريمات ويمكن الاستثمار منه في التكاسى ورصف الطرق والمباني البازلت : ويتمثل في جبل الواحات ويصلح للاستثمار في أعمال الرصف وديكورات واجهات المباني الرخام . الألباستر :ويصلح في أعمال الرخام والتحف والزينة ويتمثل في جبل الواحات والصف والكريمات.