انهارت إلي الأبد أنظمة تقديس الحكام فى مصر، وتحقق انتصار تاريخي لثورة 52 يناير وثورة 03 يونيو، وانتصرت أيضا دولة القانون.. ومبادئ حقوق الإنسان وحقق المصريون معجزة جديدة هي مكافحة رئيسين للدولة فى أقل من ثلاث سنوات. وظهر بوضوح أن الشعب المصري لن يتنازل – بعد الآن – عن حقه فى المساءلة والمحاسبة لكل من ارتكبوا أخطاء أو جرائم تلحق الضرر ببلاده وأن هذا الشعب لن يتردد فى محاكمة كل من يستخفون بذكائه وقدراته، ولن يتساهل مع من يهدرون أمنه القومي ويفرطون فى ترابه الوطني وسيادته علي أرضه ويستدعون التدخلات الأجنبية ولا يعرفون معني الوطن والوطنية. كانت الجماعة الإرهابية تراهن علي إمكانية أن تؤدي أعمال العنف والشغب والتخريب والقتل والتفجير وكل أشكال الإرهاب إلي النجاح فى إعادة محمد مرسي العياط إلي كرسي الحكم.. ولكنها فشلت، وبعدها بدأت المراهنة علي أن نشاطها الإرهابي سوف ينجح فى عرقلة محاكمة مرسي.. ولكنها فشلت، رغم توسيعها لدائرة الفوضي. وكانت الجماعة الإرهابية تراهن علي نجاح الضغوط الأمريكية فى إطلاق سراح مرسي ومنع محاكمته.. وفشلت أيضا، ليس ذلك فحسب.. بل إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اعترف، خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، بأن الشعب المصري أظهر للعالم مدي قوته، وبأن الولاياتالمتحدة تندد بالهجمات علي الكنائس ودور العبادة وبالإرهاب فى سيناء والاعتداء علي رجال الشرطة، كما اعترف الوزير الأمريكي بأن مصر – وطن ربع سكان العالم العربي – وأنها كانت قائدة للمنطقة حتي قبل أن توجد دولة اسمها الولاياتالمتحدةالأمريكية. المهم الآن أن ترتفع وسائل الإعلام والصحف إلي مستوي الموقف، إذ ليس من المعقول أن تستغرقنا متابعة جلسات محاكمة مرسي طوال الشهور القادمة بعد أن استغرقنا فى متابعة جلسات محاكمة مبارك طوال شهور ماضية، فالمفترض أن تأخذ هذه المحاكمة حجمها العادي لكي ينشغل المصريون بقضايا الدستور والانتخابات البرلمانية وإحياء النشاط الاقتصادي وإعادة بناء مؤسسات الدولة. وعلي رجال الإعلام أن يدركوا – ولو متأخرا – أن صفحة جماعة الإخوان قد طويت إلي الأبد، وأنها لا تحتاج إلي مراسم دفن!