حالة من الركود يشهدها المسرح المصري – حاليا – فلا جديد يقدم علي خشبة المسارح منذ فترة طويلة، فمسارح الدولة شبه متوقفة، وإن وجد لها نشاط، فهو هامشي لا يكاد يسمع به أحد. والأزمة ليست وليدة اليوم، بل هي نتاج تراكمات عدة وتعدد أخطاء باتت تدمنها المؤسسة الثقافية الرسمية، أخطاء في الإدارة، وأخطاء في القائمين علي إدارة العملية المسرحية، بالإضافة إلي ضعف التمويل المالي الخاص بإنتاج العروض. وهذا أدي بالتالي إلي هروب عدد كبير من نجوم المسرح إلي التليفزيون والسينما هجرة نهائية نظرا للإغراءات المادية والانتشار الجماهيري. كذلك فإن القائمين علي العملية المسرحية لم يحاولوا تجديد خطابهم المسرحي، لدرجة أن المسرح المصري لم يقدم عرضا له قيمة منذ أكثر من خمس سنوات اللهم إلا بعض المحاولات التجريبية للينين الرملي وبعض المخرجين المتميزين أمثال ناصر عبدالمنعم وعصام السيد وإميل شوقي وغيرهم. كما أننا نجد عودة إلي النصوص القديمة علي الرغم من مئات المسرحيات التي طبعت في الهيئة المصرية العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة وغيرهما من دور النشر لكتاب جدد وآخرين مخضرمين. وهنا لابد أن نتساءل لماذا لا يتم استغلال مثل هذه النصوص وعدد كبير منها يحمل درجة عالية من الجودة؟ والجواب واضح أن الشللية والمحسوبية مازالت تسيطر علي الهيئات الثقافية، وهو ما نطالب بضرورة تغييره خاصة بعد ثورة 30 يونيو، والتي لن تستكمل أهدافها إلا باحترام العقل والثقافة وتمكين أصحاب المواهب بالمكانة التي تليق بإبداعهم الذي يمتلك حس الوثوب إلي المستقبل، كذلك لابد أن تنظر المؤسسة الثقافية إلي مسرح الأقاليم نظرة جادة، فهناك ما يزيد علي 300 فرقة تابعة لقصور الثقافة، وبها مواهب متميزة في التأليف والتمثيل والإخراج بحاجة إلي اهتمام، ولعل مستقبل المسرح المصري متعلق بنهضة هذا المسرح الإقليمي الذي كان دائما رافدا مهما للمسرح الرسمي من خلال أسماء تألقت علي خشبة مسرح الدولة.