تحقيق - عصام سعد: الشللية في المسرح المصري ظاهرة باتت تهدد الحركة المسرحية بالانهيار الكامل والكل يدرك تماما أنصاف المواهب الذين احتلوا ادارات المسارح المختلفة التابعة للبيت الفني للمسرح. فالشللية تعمل للمصالح الشخصية دون النظر في اهمية النهوض بالمسرح المصري باعتباره وسيلة حية للتعبير عن المجتمع ومشاكله وهمومه والامر اصبح يشبه السبوبة التي تدفع المسرح الي الانهيار وتؤكد موته بعد اصابته بوعكات صحية كادت تعصف به.. فكيف يمكن التخلص من تلك الظاهرة ؟ وهل يفعلها وزير الثقافة ويأتي بقيادات تستطيع ان تنهض بالمسرح المصري ؟ الكاتب والمؤلف دكتور كمال يونس يقول ان الشللية سبب ونتيجة للفساد الفني ورداءة المنتج المسرحي بشكل عام ولقد اتخذت وسائل احتكارية تدفع المبدعين الحقيقيين بعيدا عن ساحة العمل الفني بل وتمنع تسليط الضوء علي ابداعاتهم, والشللية موجودة في كل مواقع الإنتاج المسرحي, ففي الثقافة الجماهيرية كانت الشللية هي الأبرز في تقديم الأعمال سواء لمؤلفين من العاملين بالهيئة أو أعمال لمؤلفين علي صلة بالهيئة ولو رجعنا إلي دفاتر وسجلات وكشوف حسابات الأعمال المسرحية فسنجد الدليل علي هذا بكل وضوح وهذا ما جعل الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا يضع تلك المهمة علي عاتقه وهي تفتيت الشللية والاستئثار بتقديم الأعمال سواء لمؤلفين أو مخرجين ونجح إلي حد ما ولكن يبقي المشوار طويلا وهناك شلل بحسب التخرج فمثلا خريجي معهد الفنون المسرحية هذا تكتل وأداب حلوان تكتل آخر وآداب اسكندرية شلة أخري وكل يستعين بأفراده شلته في أعماله هذا عدا المصالح المشتركة والفواتير المستوجبة الدفع وحتي علي مستوي المخرجون ومصممي الديكور والأشعار والموسيقي والمؤلفين في البيت الفني للمسرح يتضح هذا جليا أما لجان القراءة فحدث ولاحرج كذبة أطلقها البعض ليدرأ بها الكتاب المحترمين ويحاربونهم بتقاريرها المضللة. ويقول الدكتور احمد سخسوخ الكاتب والناقد وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية الاسبق ان الشللية احد اسباب فساد المسرح المصري فلا تقدم اعمالا الا من هذا المنظور و التي تخطط في الظلام وتغتال المواهب الحقيقية و هذه الشلة ترتبط بمنافع مع بعض المديرين وبعض رؤساء الهيئات مما يؤدي الي تمرير الاعمال التي ليست فنية من الاساس وتؤدي في الوقت نفسة الي رفض اعمال الكتاب الكبار, فنحن نري علي سبيل المثال اعمالا لاشخاص غير موهوبين علي خشبه المسرح تؤدي الي اهدار اموال عامة وهجران الجمهور للمسرح بسبب ضعف الاعمال الفنية التي تسئ الي المؤسسة والحركة المسرحية, واذكر ان الرائد الراحل سعد اردش كان قد مضي علية سبعة سنوات دون ان يقدم عملا مسرحيا واحدا في البيت الفني للمسرح في الوقت الذي قدم فيه سبع اعمال مسرحية خلال عام واحد لاحد الاشخاص غير الموهوبين فنيا. الناقد والمخرج دكتور عمرو دوارة يقول: للاسف مازالت الشللية هي المسيطرة في كثير من الاختيارات سواء في اختيار المسئول او اختيار العروض والمشاركين في تقديمها, وللقضاء علي هذه الظاهرة السلبية لابد من وضع معايير موضوعية محددة لكيفية الاختيار سواء للاشخاص او النصوص وكذلك بالنسبة للانتاج, ومن ثم يجب وضع معايير من خلال نخبة متميزة من النقاد والمسرحيين وتطبيقها بمنتهي الجدية من خلال مكاتب فنية حتي لا يكون الاختيار للاهواء الشخصية ويتطلب ذلك تنظيم مكاتب فنية في كل فرقة من فرق البيت الفني للمسرح