منذ حادثة ملعب هيسيل ببلجيكا في التاسع والعشرين من مايو عام 1985 في نهائي كأس أوروبا أبطال الدوري بين يوفنتوس الإيطالي وليفربول الانجليزي، التي خلفت الكثير من القتلي والمصابين ، فرض الاتحاد الأوربي حزمة من الاجراءات الصارمة لوقف مثل هذه الكوارث التي تلوث الوجه الجميل والمتسامح للرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة. شغب الجماهير في مصر صداع صار مزمناً في رأس الرياضة المصرية بعد انتشار ثقافة التشجيع الغريبة للعديد من روابط المشجعين، بل امتد بوجهه القبيح من داخل الملاعب الي خارجها.. لا فرق بين مباراة كرة قدم محلية ودية كانت أو رسمية افريقية أو عربية وتوغل في الجسد الرياضي ووصل لألعاب أخري مثل لعبتي السلة واليد.. البداية هذا الموسم كانت في لقاء ودي بين الأهلي وكفر الشيخ في ملعب (التتش) باشتباك بين بعض الجماهير وعناصر الأمن ثم كانت المأساة في لقاء كرة اليد بين الأهلي والزمالك في دوري اليد علي صالة الأمير عبد الله الفيصل بأهلي الجزيرة عندما هاجمت بعض جماهير الزمالك النادي الأهلي وخلفت وراءها الكثير من الدمار لمنشآت القلعة الحمراء بخلاف الترويع والارهاب لأعضائه الآمنين. بين الحادثين شهد لقاء الأهلي والاسماعيلي في ختام دوري المجموعات في دوري أبطال افريقيا أحداث شغب رغم عدم أهميتها وتم علي اثرها احتجاز العديد من جماهير الأهلي التي تعرضت للوم والهجوم بعد دخلتها الخارجة علي النص في لقاء فريقها مع غريمه التقليدي الزمالك في ثمن نهائي كأس مصر في مايو الماضي. تري ما أسباب هذا الانفلات غير المسبوق علي الساحة الرياضية في مصر؟ هل سياسة (العصا) لعناصر باتت تسبب تهديدا مباشر للأمن العام؟ أم سياسة (الجزرة) لشباب صغير ومتحمس يحتاج للتوعية والنصيحة حتي يستمر في أساليبه المبتكرة التي تملأ الملاعب حيوية ونشاطا؟ حقا انها ظاهرة غريبة علي أخلاقنا وديننا .