أعلن الإخوان الإرهابيون الحرب علي المواطنين والجيش ومؤسسات الدولة ولجأوا إلي السلاح والاغتيال، ويواصلون التهديد بنشر الفوضي، ويصرون علي تعطيل عودة الحياة الطبيعية والاستقرار الضروري للنهوض بالبلاد ومعالجة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، ويروج من اعتادوا أن يكونوا فقهاء للسلاطين لفكرة أن الأمة يجب أن تكون رعية مطيعة للمرشد العام أو للإمام محمد مرسي! وبناء علي تعليمات جماعة الإخوان الإرهابيين، تم شن واحد وثلاثين هجوما خلال عشرة أيام علي أيدي الجماعات التكفيرية والإرهابية في سيناء أسفرت عن سقوط أكثر من 16 قتيلا حتي الآن. هكذا أصبحت وسيلة الضغط من أجل إعادة المخلوع الإخواني إلي الحكم هي القتل والإرهاب، بما فيها قتل المدنيين العزل مثل عمال مصانع الأسمنت بمدينة العريش، وقتل كل من يشتبه في أنه يتجسس علي معتصمي رابعة العدوية. وفي نفس الوقت، فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعتبر نفسها راعية لجماعة الإخوان، مازالت تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا وحطام تلك الجماعة التي حافظت علي التزاماتها وتعهداتها تجاه واشنطن.. وتدرك الأخيرة أن انهيار تجربة الإخوان في مصر لن تكون من غير تأثير علي تونس والمغرب واليمن وليبيا وسوريا، كما تدرك أن سقوط المشروع الإخواني يعني سقوط المشروع الأمريكي في المنطقة، الذي يقوم علي أساس تقسيم المنطقة إلي دويلات طائفية ومذهبية متناحرة، الأمر الذي يضمن تكريس الهيمنة الإسرائيلية علي المنطقة. ويؤكد اللواء ثروت جودة، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، أن الإدارة الأمريكية دفعت 25 مليار دولار لجماعة الإخوان بعد وصولهم إلي السلطة لتنفيذ مخطط تقسيم مصر إلي عدة إمارات إسلامية ونوبية وقبطية. ومنذ تولي محمد مرسي الرئاسة.. كان يركز كل اهتمامه علي اختراق المراكز الحيوية في المجتمع المصري في إطار خطة التمكين لإقصاء كل ما عدا الجماعة من مكونات هذا المجتمع، وكانت جماعة الإخوان تنظر إلي مصر باعتبارها «غنيمة حرب». إنها أقلية لا تتلاءم أفكارها وطبيعتها مع المصري الذي يعيش علي موروثات تاريخ مصر الطويل القائم علي التعددية وقبول الآخر والتنوع. ورغم النشاط الإرهابي الذي تقوم به هذه الجماعة والتحريض علي العنف والقتل.. وسقوط ضحايا كل يوم، ورغم لهفتها علي استدعاء تدخل أجنبي مسلح وحربها الإعلامية والنفسية والمادية ضد جيشنا الوطني، ورغم إنكار الجماعة لفكرة الوطن والوطنية.. فإن البعض مازال يطالب بدعوتها إلي الحلبة السياسية! هؤلاء لا يستطيعون الحياة بعيدا عن الطغيان والفاشية! معلوم أن الجماعة لم تنتقد استخدامها للعنف والاغتيالات عبر تاريخها ولم تتراجع عن حربها ضد الشعب والجيش، ولم تراجع جرائم اعتداءاتها المتكررة علي القانون والقضاء والإعلام وإهدارها للأمن القومي المصري إلي جانب مفاسد زرع أتباعها غير الأكفاء في كل أجهزة ومؤسسات الدولة.. ومع ذلك فإن البعض لا يستطيع الاستغناء عن وجودها كشريك في الحكم (!) رغم أن ثورة 30 يونيو التاريخية استهدفت إسقاط حكم جماعة الإخوان! من حق كل مواطن أن يؤسس حزبا سياسيا.. بشرط أن يكون سياسيا وليس حزبا يروج للطائفية والمذهبية ويمارس التكفير لمعارضيه ولمن يخالفون في الدين أو المذهب.. وبشرط أن يؤمن بمبدأ المواطنة وتداول السلطة وحرية الفكر والتعبير والإبداع الأدبي والفني وبالحقوق الاقتصادية والاجتماعية للشعب. أما إذا كان حزبا يقحم الدين في السياسة والسياسة في الدين.. فإنه سيمزق النسيج الوطني الواحد.. ويثير الفتن الطائفية والمذهبية ويدمر كيان الدولة المصرية المدنية الحديثة.. وفي هذه الحالة سيكون الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، علي حق عندما يقول إن «زوال الأهرامات أهون علينا من عودة نظام الفاشية الدينية الإخواني الديكتاتوري» وقادته المتآمرين علي مصر.