عندما نهرني سائق التاكسي مرددا بوليس بوليس في عصبية مبالغ فيها لكي أنزل بعيدا عن ميدان تكسيم وشارع الاستكلال " كما ينطقها الأتراك " لم أكن أتوقع أن الأمور قد وصلت لهذا الحد. فأول مابادرني فور نزولي من التاكسي بعيدا عن ميدان الاستقلال بحوالي 500 متر رائحة الغاز التي أصبحنا نعرفها عن ظهر قلب ووجدت الشباب يقف في مجموعات بعضهم يرتدي الكمامات وبعضهم يمسك في يديه انواعا مختلفة من الزجاجات التي يوجد بها سوائل مضادة للغاز. بالطبع كانت رائحة الخل تزكم الأنوف وكلما اقتربت من ميدان تقسيم او شارع الاستقلال زادت اعداد الشباب حتي وصلت لمكان التظاهرة وهناك لا يمكن رؤية لون السماء بسبب لون الدخان الرمادي. وقتها أخذت اتفحص وجوه الشباب لأختار منهم من استوضح منه الامر. وأد الأشجار تقول بيازا إن السبب الرئيس لاندلاع الأزمة هي شروع الحكومة التركية في اتخاذ خطوات نحو تحويل أحد المتنزهات العامة والتي يوجد بها كم من الأشجار يصل ل 600شجرة بعضها من الأشجار المعمرة والنادرة بالقرب من تقسيم إلي مركز تجاري عالمي . وقد سبق و رفضت المعارضة التركية هذا المشروع حيث يعد هذا المتنفس أحد الأماكن التي يرتادها محدودو الدخل في أيام العطلات ولأن اقتطاع هذه الأشجار سيكون ضارا جدا بالبيئة خاصة أن منطقة تكسيم عامرة بالمحلات والمولات التجارية . وتضيف بيازا التي كانت تحدثني وهي تنظر لبوستر عملاق لأردوغان .قائلة لا بد وان يرحل لقد ظهرت حقيقة مايريد ! وعندما سألتها عن السبب وراء تزايد المتظاهرين لهذا الحد حيث وصل عددهم يوم 31 مايو إلي حوالي 6000 شخص قالت :بدأت الاعتصام المناهض لقطع الأشجار يوم الخميس 30 مايو بحوالي أربعينا فردا فقط ثم وصلوا إلي حوالي 300 فرد من أصدقاء البيئة والنشطاء بعد عدة ساعات وعندما راحوا يهتفون برحيل أردوغان قامت الشرطة التركية باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع والمحظور استخدامه في فض التظاهرات السلمية وفق القانون التركي. تصريحات أردوغان ويضيف عماد وعندما قام المعتصمون بنشر ما قاموا بتصويره من مشاهد تفضح ما قامت به الشرطة علي شبكات التواصل الاجتماعي . كان رد رئيس الوزراء قمة في الاستفزار حيث قال " إنه ماض في المشروع مهما كانت النتائج " وبالتالي كانت النتيجة تزايد عدد المتظاهرين حيث وصل عدد المتظاهرين يوم 31 مايو إلي 6000 شخص تقريبا . حيث تضامن مع المعتصمين بالميدان عدد من النشطاء والمعارضين لسياسة أردوغان وبعض الفنانين التشكيليين. وغيرهم. الديكتاتور يمهد لنفسه وفي سياق سياسي آخر تقول شمس " تتكلم العربية الفصحي بطلاقة " فهي من أصل عراقي ولكنها تقيم في تركيا منذ عشر سنوات تقول إن أردوغان يفتعل الأزمات حيث كان يمكنه التراجع عن المشروع ببساطة ولكنه يهدف حشد مؤيديه للموافقة علي الإصلاحات الدستورية " من وجهة نظره . لتحويل نظام الحكم في تركيا من نظام برلماني لنظام رئاسي. حيث إنه ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة وبذلك يمهد لأطماعه السياسية. وتضيف شمس أن الفضل في نجاح الحشد بهذا الشكل سواء كان في اسطنبول أو أنقرة يعود لشبكات التواصل الإجتماعي التي يجيد الشباب استخدامها وتوظيفها لأهدافه . وأثناء حديثنا فوجئنا بعودة البوليس مرة أخري واستخدامه للغاز المسيل للدموع بكثافة بالإضافة لخراطيم المياه مما دفع بعض المتظاهرين إلي اللجوء للشوارع الجانبية . ودفع البعض إلي عبور الكوبري المواجه لميدان تقسيم والشروع في تمزيق بوستر عملاق لنائب رئيس الوزراء التركي . الذي كان يتعامل مع الأزمة علي طريقة مبارك " دعوهم يتسلوا " حيث تجاهل الثوار أكثر من مرة بسفرياته المتكررة وحضوره المعارض والمؤتمرات وإجاباته المستفزة عن أسئلة وسائل الإعلام . وأخيرا قطعه لمواقع التواصل الإجتماعي مثل الفيس بوك . وجدير بالذكر إن معظم الشباب يؤكدون تراجع الديمقراطية في تركيا في السنوات الأخيرة . وهذا يتضح من اداء الحكومة . وما دفع أيضا نزول انماط مختلفة من المواطنين المطالبين بسقوط اردوغان بسبب عدم تلبية مطالبهم المختلفة .