عندما صعد شيخنا الشاب هاني عبد العزيز أحمد الشهير بالشيخ هاني الحسيني ليتلو القرآن الكريم في المسابقة الدولية بالعاصمة الماليزية كوالالمبور . وبمجرد نطق اسم دولته ( مصر ) صدر صوت من القاعة يقول : مصر كانت زمان.. ولكن شيخنا خيب ظن هذا المتحدث وانطلق في تلاوته وسط استحسان الحاضرين ليتذكروا أساطين التلاوة المصرية مصطفي إسماعيل ومحمد صديق المنشاوي وعبد الباسط عبد الصمد ومحمد رفعت والطبلاوي وغيرهم كثيرون أبدعوا في تلاواتهم وماتزال تسجيلاتهم محط اهتمام كبير في كل بلاد العالم . وأثبت شيخنا أن مصر ولادة رغم كل محاولات التعقيم والإجهاض وأن هذا البلد يستحق مكانة أفضل فهو يمتلك أكبر آبار المواهب لا النفط كما يقول د. خالد منتصر .. أقيمت المسابقة الشهر الماضي ولأول مرة منذ خمسة عشر عاما حصلت مصر علي المركز الأول، وللأسف لم يحظ الخبر باهتمام إعلامي ، وعند عودته لم تستقبله زفة في المطار، وكان الغريب أن مستقبليه هم أعضاء من السفارة الماليزية بالقاهرة وبعض الطلبة الماليزيين الدارسين بالأزهر.. والشيخ هاني الحسيني في العقد الثالث من عمره وخريج معهد القراءات الأزهرية ، حفظ القرآن كاملا في سن العاشرة وعمل إماماً في أكثر من مسجد منها مسجد السلطان ابوالعلا ومسجد نادي الزهور ثم اخيرا مسجد جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ، وكان أهم قارئ تأثر به وتربي علي سماعه والتعلم منه هو الشيخ محمود علي البنا وأيضاً الشيخ محمد صديق المنشاوي.. وقارئنا دارس للمقامات الموسيقية يعي طبيعة كل مقام، ويعرف كيف تتغير نبرة الصوت حسب طبيعة الآية التي يتلوها مثله مثل أساتذة المدرسة المصرية في القراءة والتي تظل الأولي علي مستوي العالم رغم قراءات البداوة والقراءات الأخري غير المستحبة، والتي تقرأ ب " رتم " ثابت يجعلك لا تستطيع التركيز بعكس قرائنا المصريين الذين يقرأون كما لو كانوا يشرحون ويفسرون الآيات إلي جانب حلاوة الصوت وعذوبته وجماله .. وها هو شيخنا يؤكد أن مدرستنا باقية حتي لو تعرضت لهزات مؤقتة.