تثبت مصر يوما بعد يوم أن القرآن الكريم قد قُرئ على لسان أبنائها... كما تؤكد المقولة الشهيرة... وآخر هذه الإثباتات هو هاني عبد العزيز الحسيني الذي فاز بالمركز الأول في المسابقة الدولية الثانية والخمسين لتجويد وتلاوة القرآن الكريم في ماليزيا. صحيفة الجمهورية أجرت حوارا مع الشيخ هاني الذي أعاد المركز الأول لمصر في هذه المسابقة بعد 15 عاما من الغياب، بدأه بمرارة شديدة حيث قال إن المسئولين في مصر يعملون في جزر منعزلة، فرغم أن وزارة الاوقاف هي التي رشحته لخوض المسابقة' إلا أنه منذ سفره لم يهتم أي أحد بالسؤال عنه حتى فاز بالجائزة فاتصل به وزير الأوقاف والداعية خالد الجندي... في الوقت الذي تغيب فيه السفير المصري في كوالالمبور عن حضور حفل تكريمه على يد ملك ماليزيا ورئيس وزرائها... وقال هاني: "لو أتيحت لي الفرصة للقاء الرئيس مبارك ثانية كما التقيته قبل ذلك فسوف أقدم له شكوى رسمية ضد المعاملة السيئة التي يلقاها المصريون بالخارج. فأنا لم أكن هارباً من مصر بحثاً عن وظيفة. وإنما كنت ذاهباً حاملاً اسم مصر. ولو كان الأمر مع فريق كرة قدم أو لاعب يتم تكريمه لتغير الأمر تماماً". وعن ملابسات فوزه بالجائزة رغم كونه ليس أزهرياً ومتخرجا في كلية التجارة.. يوضح الشيخ هاني الحسيني أنه أزهري الهوي والتوجه والتعليم. فقد أسعدته الظروف للقراءة أمام الرئيس مبارك عام 1995 في إحدي المناسبات الدينية، واستغل الفرصة ليقدم له طلباً للالتحاق بالأزهر الشريف، ثم حصلت علي شهادات عالية في القراءات من الأزهر الشريف، ثم كلية القرآن الكريم بطنطا.. ثم تم ترشيحه لتمثيل مصر في هذه المسابقة التي فاز بها عن جدارة وسط إعجاب وتشجيع كبيرين من أبناء ماليزيا. وعن مقترحه في العناية بحفظة القرآن الكريم. يبين أن حالة نقابة القرآن الكريم بمصر تدعو للأسف حيث تعيش علي الدعم المالي البسيط الذي تقدمه وزارة الأوقاف، والأمر مرتبط أيضاً بإلغاء الكتاتيب التي كان الطلاب يتعلمون فيها فنون التلاوة وحفظ القرآن ويتقنون اللغة العربية، ولو ظلت الدولة تدعم الكتاتيب لما ضاعت جهود الثقافة ولبقيت الهوية العقلية والفكرية للشعب المصري بدلاً من طغيان العامية علي اللسان المصري بما يهدد استمرارية الثقافة العربية التي تشكل هوية الفرد والمجتمع. وعن الطريق الذي سلكه عقب ذلك التكريم والفوز للمشاركة في النهوض بمستوي الحافظين لكتاب الله تعالي يقول الشيخ هاني الحسيني: "لقد اتفقت على إقامة أكاديمية لحفظ كتاب الله تعالى برعاية وزير الأوقاف د. محمود حمدي زقزوق والشيخ خالد الجندي. حيث يدخلها الطالب الموهوب في حفظ وتلاوة كتاب الله تعالى منذ المرحلة الابتدائية أو السابقة عليها. ويتم اختيار هؤلاء الطلاب بعناية من خلال لجان متخصصة. ويدرس الطلاب كافة العلوم واللغات وغيرها من المواد اللازمة ولكن في ذات الوقت يتم إنشاء فصول بأسماء الراحلين من العظام الشيوخ محمد رفعت ومصطفي إسماعيل والحصري والشعشاعي والموجود حالياً أطال الله عمره الشيخ أبوالعينين شيعشع الذي سيكون مشرفاً عاماً علي المدرسة التي لن أصمت حتي ترى النور".