نظم حزب التجمع مؤتمرا تحت عنوان "نحو فهم اعمق للأوضاع في سوريا " بحضور سلامة كيلة ، ممثل اليسار السوري، ومنصور الأتاسي، منسق هيئة الشيوعيين السوريين ، وصلاح عدلي ، وكيل مؤسسي الحزب الشيوعي المصري ، والدكتور محمد حسن خليل، ممثلا للحزب الاشتراكي المصري، وأدار المؤتمر محمد فرج ، أمين تثقيف حزب التجمع . وقال فرج ، في كلمته الافتتاحيةنريد أن نخرج من اللقاء بفهم أعمق للاوضاع في سوريا . ويري منصور الأتاسي ، منسق جبهة الشيوعيين السوريين ، هناك سؤال اخر يطرح نفسه وهو لماذا تفجرت الثورة في سوريا؟ والجواب :لفشل النظام السوري في ادارة البلاد والاوضاع الاقتصادية ، علي حد قوله. اعتقالات السياسية وأشار الاتاسي الي خطاب بشار الاول الذي تحدث فيه عن برنامجه الاصلاحي ، ووافقت عليه كل القوي السياسية في سوريا وقالوا لنترك لهذا الشاب الفرصة ، ليتضح لنا بعد فترة انه غير قادر علي الاصلاح وادارة البلاد ، وبدأت الاعتقالات السياسية واغلق حينها منتدي الاتاسي . ومن الناحية الاقتصادية يري الأتاسي ، ان النظام السوري لم يحقق اي نسب تطور منذ عام 2008 ، فكان من المفترض ان تدخل 300 الف يد عاملة جديدة الي سوق العمل ولم يتحقق ذلك، كما شهد قطاع الزراعة 3 سنوات من الجفاف، فتحت فيها الزراعة للرأسمالية وارتفعت اسعار السماد والمازوت وادي ذلك الي تراجع الانتاج الزراعي الي 16% عام 2011 . وأكد ان هذه الأوضاع هي التي أدت الي تفجر الثورة في درعا ، وادلب ، وريف حلب ، والجزيرة ، وسهول حمص، وهي كلها مناطق زراعية ، وان هذا الانفجار ناجم عن اوضاع اقتصادية متراجعة لا يمكن خلالها استمرار العيش ، ولذلك خرجت الجماهير في أول الثورة تطالب بالاصلاح . العنف من اللحظة الاولي وأضاف منصور الأتاسي ، في عام 1983 كان دخل الفرد في سوريا 1900 دولار في الشهر وكان متوسط دخل الفرد الكردي1783 دولارا، وفي 2011 اصبح متوسط دخل الفرد 450 دولارا في الشهر . وحمل الأتاسي سياسة السلطة السورية التي اعتمدت علي العنف من اللحظة الاولي في مواجهة التظاهر السلمي المسئولية، مضيفا ان عنف السلطة هو الذي أدي الي حالة العنف الحالية ، وظهور المجموعات المسلحة، حتي تطورت الأوضاع وانشقت مجموعات عن الجيش النظامي وظهر ما يسمي بالجيش الحر . وقال ان تكلفة الثورة السلمية بسيطة جدا وكنا نجمع بكل حارة من الحارات ثمن لافته وثمن كاميرا وكل هذا كان في مقدورنا ، وعندما تحول العمل السلمي الي مسلح وبدأ تدمير المدن اصبحت تكلفة العمل المسلح عالية ولا تقدر عليها المجموعات المسلحة ، والتي يري الاتاسي انها التي تسببت وامنت تدخل العنصر الخارجي وهي نقطة تدخل خطيرة جعلتنا عاجزين والمدن تقصف من فوقنا. واضاف الاتاسي ان غياب البرنامج والقيادة اللازمة للثورة السورية لدي التشكيلات السياسية المختلفة هي أحد أهم العوامل المؤثرة في مسارالثورة وهي ما جعلتها عاجزة عن الاستكمال، وظهرت القوي المسلحة في الصورة في مواجهة النظام والثورة الديمقراطية ، مضيفا ان هناك ثورة تناضل من اجل الديمقراطية واخري تناضل من اجل اعادة الاستبداد من جديد . وقال اليوم يوجد 4 ملايين سوري خارج سوريا يقال عليهم ارهابيون مضيفا : ان ثورات الربيع العربي تعاني نفس الازمات وان اختلفت السيناريوهات واختتم الاتاسي حديثة قائلا : إن هذا اللقاء جاء نتيجة تحالف اليسار في مصر وسوريا ويري أن الفئة التي هيمنت علي سوريا هي الفئة نفسها التي هيمنت علي مصر قبل الثورة لذلك همشت نسبة كبيرة من المجتمع واستفادت منها 20 % من الشعب ، مؤكدا ان سوريا تاثرت بتراجع الاجور وارتفاع الاسعار ومن هذا المنظور لا امكانية للنظر الا من هذا المنظور وهو ان الشعب يريد التغيير. واقع الثورة السورية وأضاف كيلة "الاشكالية الان تنطلق من فهم الواقع والصراع مع الامبريالية في امريكا، فالاقتصاد الامريكي والاوربي يعيش حالة من الانهيار، مما ادي الي استخدام امريكا لاستراتيجيات جديدة وبات الشرق الاوسط من الدرجة 3 او 4 وهذا ما ظهر في الوضع السوري، ان تبقي امريكا بعيدة عن الثورة السورية ويصبح الدور الامريكي ثانويا فيها . وقال كيلة ، في هذا الوضع من المهم ان نتجاوز مسألة الانطلاق من السياسي لنري ما هو في الواقع ، ونحن الان في زمن ثوري والشعوب هي القوة الفاعلة في الشارع ويجب ان نفهم ما تريد ، ومن هذا المنظور لابد ان نتلمس واقع الثورة السورية والسلطة السورية التي لاتريد الاصلاح وغير قادرة عليه . مضيفا : بشار يريد ان يبقي الاقليات في صفه وبلبلة الشارع السوري بالحديث عن الاصوليين ويساعده في ذلك الاعلام الخليجي وبعض اطراف المعارضة السورية كالاخوان المسلمين رغم تهميش دورهم في الثورة " . الصراع بين الشبيحة وأضاف كيلة ، ان هناك مشكلات اساسية تتمثل في نقص السلاح والمال وهو الذي يؤخر توسع الثورة ، فيما تشكلت مؤخرا جبهة النصرة التي تمول من السعودية ، وتنظيم الاخوان الذي يمول من قطر ولكن هذه ليست القوي الاساسية المسلحة ، فهناك شباب يحملون السلاح ، وهناك صراع خارجي لتهميش هذه المجموعات وابعادها عن الثورة . ويري الدكتور محمد حسن خليل ، القيادي بالحزب الإشتراكي المصري ، اننا في احتياج الي الفهم العميق للاوضاع في سوريا، وان هناك نقطتين اساسيتين لفهم اللوحة المعقدة للثورة السورية ، والعنصر الاول فيها هو العلاقة بين الثورة كفعل شعبي ونضج تبلور القوي السياسية وفي القلب منها القوي اليسارية ، ومن الواضح انه ليس هناك علاقة مباشرة بين الاثنين وكلاهما ينبع من التفجر الطبقي . وقال خليل، "انفجرت الثورات العربية وفي اعماقها التناقضات الطبقية وهذا الوضع في مصر وسوريا ، وكان اليسار المحدود العدد والتأثير يواجه بثورة جماهيرية" ، مضيفا: بدأ الصراع في الانحسار بين ثلاث قوي بعد 11 فبراير وحتي الان، وهم القوي الثورية التي كانت ومازالت تناضل من اجل مطالب الثورة في مواجهة القوي الاسلامية التي استولت علي السلطة وانفردت بها، والنظام القديم الذي حاول تقديم اقل التنازلات من كل الجوانب الا ما انتزع منه بامر الثورة ، وفي سوريا نجد نفس أطراف الصراع الثلاثة الثورة ونظام بشار والقوي الاسلامية التي تصارع الجبهتين للهيمنة علي البلاد، وذلك يؤكد اننا امام السيناريو نفسه في مصر . واختتم خليل كلمته قائلا "المستقبل مرهون امام اليسار بجهد فكري وعملي لبلورة البرامج وتمليكها للجماهير وفضح الممارسات والافكار الرجعية " . ومن ناحية آخري يري صلاح عدلي ، وكيل مؤسسي الحزب الشيوعي المصري ، أن هناك صورة اعلامية توجه ولا تعطي صورة حقيقية لما يحدث في الثورة، وأن هذه الصورة هي المتسببة في تعقد الأوضاع في سوريا وأحدثت تغييرا كبيرا. وقال عدلي ، "الامبريالية لم تتغير وامريكا لا تزال كما هي وتتعامل مع الظروف المختلفه للحفاظ علي مصالحها وامريكا هي الداعم الاساسي للثورة المضادة المتمثلة في اخوان سوريا وفي ظل عدم وجود قوي لليسار استطاعوا التحالف مع القوي الرجعية للحفاظ علي مصالحهم". هدم الأساس السوري و يري ان في مصر بعد الثورة اكتشف الشعب ما قاله اليسار حول الفاشية الاخوانية ومدي خطورتها علي الوطن ، وأضاف : أن نظام بشار اسوأ من نظام مبارك واقرب الي الفاشية مثله مثل صدام حسين في العراق ، وان هذه الانظمة الفاشلة هي المسئوله عن تصاعد القوي الرجعية في الثورات العربية . وأكد عدلي، أهمية النظر للوضع الحالي في سوريا، قائلا "علينا ان نتبين الحالة التي تعيشها سوريا الان ، ومصالح امريكا في أن تظل الحالة كما هي حتي يهدم الاساس السوري" ، واكد وجوب وضع حل سياسي يسمح للقوي الثورية بممارسة حقها لان استمرار الصراع قي مصلحة القوي الرجعية، علي حد قوله. واتهم نشطاء سوريون "الإخوان" والجماعة الإسلامية في سوريا بالعمل علي إجهاض الثورة السورية، رغم أن حجمهم لايتعدي 10 % من الشعب السوري، فيما أتهم محمد علاء ، أحد شباب حزب التجمع قيادات الثورة السورية بالعمالة لدول خارجية لهدم الوطن السوري وجيشه .