الشباب قالوا: ارحمونا من الهدوم الضيقة...والبنات قالوا: البطالة والفراغ هما السبب «أموت أنا وأعيد السنة» كانت هذه الجملة هي المعاكسة المتعارف عليها في بداية القرن الماضي وتطورت المعاكسات حتي أصبحت هذه الأيام أكثر جرأة حيث يستخدم شباب اليوم عبارات قبيحة وألفاظ خادشة للحياء.. ويري البعض أن الفتيات هن السبب الرئيسي وراء المعاكسات اليومية خاصة في ظل عدم الاحتشام وارتداء ملابس خليعة علي حد قولهم في حين رأي البعض الآخر أن السبب الرئيسي وراء انتشار المعاكسات هو الكبت الذي يدفع بالشباب للتحرشات ومعاكسة الفتيات.. وحول هذه القضية التي أصبحت سمة من سمات العصر، تجولت الأهالي في الشارع لمزيد من المعرفة. هلا محمود طالبة في السنة الثالثة كلية تجارة 19 عاما نفت ما يتردد حول تحمل الفتاة مسئولية المعاكسات بسبب ملابسها الخليعة مؤكدة أن السبب الحقيقي وراء انتشار المعاكسات هو تدهور حال الشباب والبطالة وعدم قدرتهم علي الزواج، وأضافت قائلة أحيانا بتكون «قلة أدب مش أكثر». في حين رأت هويدا طالبة بمعهد خدمة اجتماعية أن هناك جزءا من المسئولية يقع علي عاتق الفتاة حيث ترتدي بالفعل أحيانا ملابس مثيرة مما يدفع بالشباب للتعرض لها، ولكنها تري أن المسئولية الأكبر تقع علي عاتق الشباب مشيرة إلي وجود عوامل أخري غير الملابس المثيرة مثل الفراغ وعدم القدرة علي الزواج والانحلال الخلقي الذي انتاب المجتمع مؤخرا. غياب الأخلاق المعاكسات بالنسبة للشباب أصبحت «كيف» وليس كما يقال إن ملابس الفتيات المثيرة حيث تتعرض المحجبات اللاتي يرتدين العبايات للمعاكسة مثل السافرات وأكثر هذا ما أكدته سارة 15 عاما مشيرة إلي غياب مفهوم الأخلاق لدي الشباب وهذه مسئولية الأسرة في تربية أبنائها. وتقول مني وهبة 27 عاما: إن المعاكسة ناتجة عن التربية الخاطئة لكثير من الأسر المصرية التي تتعامل بمنطق «البنت غير الولد» حيث تعطي للشباب الحرية في فعل ما يريد وتنزع هذه الحرية من الفتاة وهذا أيضا ما تكرس له بعض المدارس التي تفصل بين البنين والبنات ولا يتم الاختلاط بين الجنسين إلا في سن متأخرة مما يولد شعورا بالحرمان لدي الطرفين تنتج عنه ظاهرة المعاكسات عكس ما يحدث في المجتمعات وخصوصا لدي الغرب. وكان لشباب رأي آخر حيث كانت البداية مع مروان نهائي هندسة 25 عاما قائلا :إن الفتيات هن السبب الأول والأساسي وراء المعاكسات نظرا لأسلوب تعاملهن وملابسهن الخليعة العارية والضيقة في الوقت الذي ترفض فيه أي نصائح تحت شعار «أنا حرة» مشيرا إلي أن الفتيات أصبحن يتبادلن المعاكسات مع الشباب بحثا عن عريس، وخوفا من العنوسة في حين أن هذا ليس مبررا لمعاكستهن للشباب. ويتفق مع هذا الرأي محمد حسن بكالوريوس حاسب آلي الذي يري أن الملابس المثيرة تستفز أي شخص كي يعاكس هذا بخلاف ردود أفعال الفتيات التي تشجع علي الاستمرار في المعاكسة التي كانت تقتصر قديما علي عبارات الغزل أما الآن أصبحت كلها عبارات خادشة للحياء وألفاظ قبيحة حيث أرجع ذلك لغياب البعد الديني والانفتاح علي الفضائيات الأخري وغياب التربية السليمة. في حين يري محمد عبدالرحمن 23 سنة بمعهد الدراسات المتطورة بالهرم أن الضغوط اليومية والظروف السيئة وكثرة المشاكل سبب قوي وراء المعاكسات حيث يستخدمها البعض كنوع من التخفيف عن نفسه أو الترفيه. الممنوع مرغوب أما عماد محمد 21 سنة بكالوريوس تجارة يقول: إن المسئولية تقع علي عاتق الشباب الذين أصبح تفكيرهم ينحصر في الجنس الآخر بنسبة 90% كما أن الفصل بين الشباب والفتيات يزيد من الفجوة والمشكلة حيث نجد أن الممنوع مرغوب وبالتالي يجب أن نتدارك هذه الأزمة ونعود تدريجيا للاختلاط بين الجنسين حتي يتم تدريبهم علي التعامل المبكر مع بعضهم البعض. وحول هذه الظاهرة تقول مني عزت مسئولة ملف التحرش بمؤسسة المرأة الجديدة: إن الفراغ وغياب الأنشطة مثل الرياضة والقراءة وغيرها وراء تزايد المعاكسات في الشارع المصري حيث أصبح الشباب يقضي وقته في التسكع والوقوف علي النواصي خاصة بعد غياب الأنشطة وعدم وجود أي اهتمام لدي الشباب وأصبحت المعاكسات هي المتعة الوحيدة لديهم. وتضيف مني أن هذه الظاهرة موجودة داخل المجتمع طيلة الوقت نتيجة الثقافة الشائعة «أن جسد المرأة عورة» ومن المفترض أن تغطي جسدها لذلك نشأ خطاب معادي للنساء في المجتمع بشكل عام دفع بالشباب للتعرض للفتيات سواء بالتحرش أو المعاكسة، هذا بالإضافة للثقافة التي تختزل المرأة في مجرد جسد ليس أكثر. وفي ظل غياب قانون رادع لذلك تؤكد مني عزت أن الشباب يتمادون في فعل ذلك لغياب المحاسبة علي هذه الأفعال ويقع في النهاية اللوم علي الفتاة وحدها لأن ثقافة المجتمع منحازة للرجل وتعاقب المرأة علي جرائم لا ترتكبها.