نظم النادي النوبي العام مؤتمرا يوم الخميس الماضي احتجاجا علي عدم تمثيل النوبيين في مجلس الشوري، أكد المجتمعون إدانتهم للمنهج الذي تجاهلهم تماما في التعيينات وألقي كلمة التجمع الزميل عاصم فهمي أمين مساعد الحزب في عابدين الذي أشار إلي أن حزب التجمع واليسار المصري بشكل عام قاما علي أكتاف نخبة نوبية شديدة الوطنية شديدة الانتماء للكيان الأم مصر، نذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر، رحمة الله عليهم جميعا مختار جمعة وزكي مراد ونور جاسر ومبارك عبده فضل وغيرهم الكثيرون. ولا شك أن هذه النخبة ساهمت في توجيه فعاليات اليسار المصري لمشاكل أهل النوبة، وقد كان فعلا اليسار المصري مستشعرا لمسئولياته تجاه النوبة وأهلها، ولا يسعنا في هذا المجال سرد مواقف اليسار المصري في هذا الشأن. إن عدم تمثيل النوبيين ضمن التسعين عضوا المعينين بمجلس الشوري هو محاولة إقصائية أخري توجه لأهل النوبة استكمالا لما سبق من محاولات عديدة، عندما وصفوا النوبيين بأنهم غزاة وكان الاعتذار أكثر وقاحة بوصفهم جالية، استتبع ذلك الكثير من الاتهامات للناشطة النوبية منال الطيبي عندما أصرت ألا يمارس التمييز بسبب اللون أو العرق، وكم كانت سعادتهم غامرة عندما تقدمت باستقالتها وعبر عن ذلك رئيس اللجنة طالبا من الأعضاء توجيه خطاب شكر لها. ومن الغريب أن يتجاهل هذا الفصيل أبناء الوطن من النوبيين في تحمل المسئوليات الوطنية الجسيمة، وفي ذات الوقت يدعو أحد أقطابه لعودة اليهود «الصهاينة» لأرض مصر، الذين اغتصبوا فلسطين الشقيقة. إن هذه المحاولات الإقصائية المتتالية في حق النوبيين تشير إلي رغبة دفينة لدي هذا الفصيل في دفع النوبيين دفعا للمطالبة بالانفصال، وليس بعيدا عنا جغرافيا أو زمنيا ما آل إليه الوضع في السودان تحت حكم هذا الفصيل، فضلا عن ذلك فإنها تشعرنا برغبة في التنصل من سابق التزاماتهم وتعهداتهم بإعادة توطين النوبيين في أراضي أجدادهم. إن حزب التجمع بوصفه حزبا يدافع عن الفقراء والمهمشين، كما ينادي بوحدة تراب الوطن يرفض ويدين هذا المنهج الإقصائي الذي يمارسه فصيل الإخوان المسلمين سواء كان هذا الإقصاء سياسيا أو اجتماعيا أو إثنيا.