الرأسمالية المصرية مختلفة ولا يمكن قياسها وفق القوالب المتعارف عليها المثقف المصري مثقف مرتبك دائما ما يغلف ليبراليته بغلاف ديني.. هذا ما أكده الدكتور رفعت السعيد خلال مناقشة كتابه " الرأسمالية المصرية عبر مسار مختلف..التداعيات والأسباب " في المنتدي الأدبي لأمانة القاهرة بحزب التجمع الذي يديره الكاتب والناقد أسامه عرابي الذي قال إن الدكتور رفعت السعيد يؤكد بهذا الكتاب أن العقلانية والعلمانية لا يمكن أن يتعالجا بمعزل عن القضايا الفكرية والثقافية والاقتصادية و السياسية الأخري فهي قضايا متشابكة يأخذ كل منها بالأخري وأن الكتاب يوضح البنية المختلفة للرأسمالية المصرية كما يؤكد الكتاب أن الرأسمالية تحتاج إلي مناخ سياسي مناسب تنمو فيه . وأكد السعيد أن المثقف المصري لم يكن شجاعا حتي ليعلن فكرته وأن العديد من المثقفين المصريين تراجع في مواجهة حدة هجوم المتأسلمين في بداية القرن العشرين ، مشيرا إلي كتابات ومواقف العديد من المثقفين المصريين امثال "محمد حسين هيكل و علي عبدالرازق وأحمد امين " ووصفها بالتراجع في مواجهة اتهامات بالكفر والالحاد ومحاولة "التوصل إلي حل وسط مع السلفيين" ثم في مواجهة القصر الملكي سواء في موضوع الخلافة أو علاقته بالمؤسسة الدينية ، وأضاف ان سعد زغلول نفسه كان نصف ليبراليا وكان شعبويا فعندما اعترض الأزهريون علي كتاب طه حسين في الشعر الجاهلي قال سعد زغلول: "هبوا مجنونا يهرك القول" وهو صاحب فكرة المجلس سيد قراره عندما كان رئيسا لمجلس النواب بدعوي أنه لا يمكن أن تدخل السلطة القضائية في شئون السلطة التشريعية ، وكان لا يسمح لأحد ان يبتسم في وجوده وأصدر قرارا بمنع محجوب ثابت من الوجود في مجلسه لذات السبب وعندما عرضوا قانونا بتغليظ العقوبة علي الذين يتظاهرون رغم اعتراض وزارة الداخلية وكان الاقتراح برفع الغرامة من جنيه إلي 10 جنيهات وقتها ثار سعد زغلول وقال إنه يجب احترام السلطة التنفيذية فعندما يخالف أحد تعليمات وزارة الداخلية يجب أن يسجن . وقال السعيد إن البداية الحقيقية هي تحرك جمعي مهما قل عدده تخوض معركة النهضة الشاملة وترفض الظلام والاستبداد والظلم نحن بحاجة الي نهضة شاملة متكاملة تفك إسار الدين من محاولات تسليعه وتفك إسار الإبداع لكي ينطلق دون قيد وتفك إسار العقل من محاولات تكميمه والخوض في غمار العلم والبحث العلمي بممكنات وإمكانات ومناخ منفتح . واختتم السعيد كلامه بأن هذا الكتاب محاولة لفهم الحاضر مؤكدا أننا ازاء رأسمالية مرتبكة ولا يجب أن نقيسها وفق القوالب الماركسية التي تعارفنا عليها مضيفا "نحن نفهم الرأسمالية خطأ وكل كلام لكارل ماركس نعتبره قانونا ولا نفرق بين الافتراضات والقوانين في الماركسية فالافتراضات لا تضع ضوابط لكيفية تحقيقها عكس القوانين التي تضع ضوابط واليات لتحقيقها" . بينما قال الكاتب والناقد أسامة عرابي: إن الكتاب يستدعي المستقبل ويمثل رؤية ترد الاعتبار لدور المثقف المصري الذي يكافح من أجل إعادة الاعتبار للمشروع التحديثي والتنوير العربي مضيفا أن الدكتور رفعت السعيد ينهض بمسئوليته التاريخية وفعاليته النقدية لينتقل من الانفعال إلي الفعل ومن التلقي إلي المبادأة مقدما صورة مضيئة لرجل العلم والثقافة النقدية بوصفه منتجا للمعني كاشفا للحقيقة داعيا إلي اقتراح صيغ جديدة تستعيد الفعل الجمعي تجاه الفردية الليبرالية وإلي تأمين الاستقلالية الذاتية للعقل وتأمين مسئوليته الفكرية الكاملة وطرح الرهانات الكبري المترتبة علي نقد التراث ليبدأ التحرير الكبير للروح وللذات البشرية ويضع المعرفة داخل مشروع سياسي اجتماعي يعيد تعريف السياسة والمعرفة من جديد . بينما أكد دكتور فرج عبدالفتاح عضو اللجنة الاقتصادية بحزب التجمع أن الكتاب بمثابة بحث علمي يوضح كيف نشأت الرأسمالية المصرية وهي متوارثة عبر نشوئها منذ عهد محمد علي موضحا التناقض بين العائلات الرأسمالية بين التجارة وتملك الأراضي ودلالات علي امتلاك الثروة من تصدير القطن ومولدات المياه ، مضيفا أن الوثيقة التي عرضت في الكتاب تؤكد أن مطالبات الإصلاح القديمة مازلنا نبحث عنها حتي الآن مثل توزيع السلطة وقانون الانتخابات وتحديد مسئولية الوزارء .