إقالة الحگومة ومحاگمة النظام.. ضرورة عاجلة متابعة: سامح التوني أطفال في عمر الزهور لم تفرح بطفولتها ملائكة تسير علي الأرض تجد نفسها وبدون مقدمات أمام عجلات القطار وتكون هذه هي الحصة الأولي والأخيرة من المسئول عما حدث لهم. المكان قرية المندرة التابعة لمركز منفلوط محافظة أسيوط التي تبعد حوالي 30 كيلومترا عن المحافظة. الزمان السابعة إلا عشر دقائق صباح يوم السبت الموافق 17/11/2012 في هذا التوقيت حصد قطار الموت رقم 165 المتجه من أسيوط إلي القاهرة أرواح 52 طفلا ما بين السادسة والرابعة عشرة من عمرهم وثمانية عشر مصابا. تفاصيل الحادث في هذا التوقيت: وجد السائق علي حسين علي سائق الأتوبيس رقم 2032 أتوبيس مدارس نور الإسلام الأزهري التابع لقرية بني عديات السلاسل ملقاة علي الأرض مما أدي إلي اعتقاده بعدم مرور أي قطارات في هذا التوقيت وجد نفسه تحت عجلات القطار مما أودي بحياة 52 طفلا من قرية المندرة والحواتكة والقري المجاورة وقام القطار بسحب الأتوبيس مسافة 2 كيلومتر وأثناء تفقدنا للمكان وجدنا موتور الأتوبيس ملقي في الحقول المجاورة وسالت دماء الأطفال الذكية علي طول السكة الحديد ولم يرحم الإهمال صرخاتهم وأحذيتهم وكتبهم وأقلامهم متناثرة بطول المسافة. وتركنا موقع الحادث وتوجهنا إلي مستشفي منفلوط المركزي وجدنا علي الباب الخارجي للمستشفي أسماء الشهداء الصغار علاء سيد جمال وعمر محمد رشاد الشلح ومحمد سعيد فتحي وخليفة سعد إبراهيم وأحمد فوزي حسين ومصطفي عرفة حسين وأحمد محمد حلمي ومحمد سراج جابر معبد ومصطفي عزت مصطفي وأدهم جمال عبدالرشيد وعبدالرحمن عمرو وأحمد سيد حسين ودعاء جمال شحاتة وعربي محمد عربي ومنة ياسر طلعت ومعاذ سعد الشلح وآيات جابر فرغل وأحمد عنتر علي وإيمان يحيي علي حمدالله وعبدالرحمن عبدالكريم وأروه حسين أحمد وعبدالرحمن علي وسيد ياسر، هذه بعض الأسماء التي وجدناها لحظة دخولنا من باب المستشفي. وتوجهنا بالسؤال إلي مدير المستشفي الدكتور إيهاب عبدالحكم محمود مدير مستشفي منفلوط المركزي الذي ذكر أن حالات الوفاة 52 حالة و18 مصابا وحالات الإصابة عبارة عن فقد أجزاء من الجسم وتم تحويلها إلي مستشفي أسيوط الجماعي، وهناك خمس جثث لم يتم التعرف عليها وبسؤال الدكتور محمد عبدالرازق نائب مدير المستشفي أكد ما قاله الدكتور إيهاب وأضاف أن من بين القتلي المدرسة المشرفة إيمان محمد جابر والتي توفيت وهي تحمل في بطنها طفلا والمواطن عبدالله حسين شيمي الذي استقل الأتوبيس ليتمكن من عمل غسيل كلي في قرية بني عديات التي بها معهد نور الإسلام الأزهري الذي يدرس فيه التلاميذ وذكر أنه تم استدعاء كل الأطباء وحضر السيد المحافظ الدكتور يحيي طه كشك بعد الحادث بحوالي ساعة ويرافقه السيد مدير الأمن وانتقل السيد المحامي العام لنيابات شمال أسيوط وطاقم من النيابة العامة للمعاينة وإجراء التحقيقات وتمكنا من الوصول إلي عميد معهد نور الإسلام الأزهري بقرية بني عديات القبلية وهو محمد عبدالعزيز حافظ وسألناه هل من المعقول أن يحمل الأتوبيس ثمانين طفلا في حين أن سعته لا تتعدي الثلاثين راكبا قال أنا لست مسئولا عن أتوبيسات المعهد وأنه حدث عطل للأتوبيس الآخر مما أدي إلي تكدس التلاميذ في أتوبيس واحد وذهبنا إلي محطة سكك حديد منفلوط لمقابلة ناظر المحطة إلا أنه رفض الإدلاء بأي أحاديث وقد قام عامل المزلقان سيد عبده رضوان بتسليم نفسه لمركز شرطة منفلوط خوفا من الاعتداء عليه من جانب الأهالي وتجمهر أهالي الأطفال الضحايا علي الطريق الزراعي القاهرة – أسيوط وقاموا بقطع الطريق وطالبوا بإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل وقاموا بحرق الفلنكات في موقع الحادث ومنعوا مرور عربات من القوات المسلحة كانت تحمل جنودا متوجهة إلي القاهرة. وتوجهنا بالسؤال إلي محمد أحمد معروف مشرف أول إسعاف منفلوط وأمين متعلقات إسعاف المركز عن دور الإسعاف بالحادث ورفع آثاره ذكر لدينا سيارتان إسعاف علي الطريق السريع لا تكفي لحمل هذه الجثث الكثيرة مما اضطر أهالي الموتي إلي حمل الأطفال في سيارات ربع نقل وتم نقل بعضهم إلي مشرحة القوصية لأن مشرحة منفلوط لم تكف لاستقبال هذا العدد الكبير. ومن المفارقات الغريبة أن أحد أولياء الأمور قد تأخر ابنه عن استقلال الأتوبيس المشئوم فهرول مسرعا وراء السائق وطلب منه أن يستقل ابنه الأتوبيس بعد مشادة كلامية بينهما وفي سياق آخر لم يتمكن رئيس مجلس الوزراء من التواجد في مكان الحادث لأن الجهات الأمنية ذكرت له أنه قد يحمل الأهالي الأسلحة النارية وأنهم لا يستطيعوا تأمين دخوله إلي موقع الحادث وذكر بعض الأهالي أنه قد تم إرسال شكاوي إلي المسئولين بخصوص هذا المزلقان لعدم وجود أجراس إنذار وإشارات ضوئية وكذلك عدم وجود عامل المزلقان بصفة دورية لأنه يقوم بترك المزلقان ويتوجه لأداء حوائجه الحياتية ولكن دون فائدة. وهناك ثلاث روايات جاءت علي لسان بعض الأهالي المجاورين للمزلقان يقول أحدهم إن سائق الأتوبيس قام بفتح المزلقان بفك السلاسل الحديدية حتي يستطيع العبور والرواية الثانية جاءت من مواطن آخر يقول إن الأتوبيس قد تعطل علي قضبان السكك الحديدية. والرواية الثالثة أن عامل المزلقان لم يكن موجودا وقت الحادث والأمر متروك لجهات التحقيق لإثبات تلك الروايات وقد باتت القرية والقري المجاورة لها حزينة لما حدث وأقامت سرادقات العزاء وسوف نوالي بتفاصيل أكثر فيما بعد.