معرگة بأسلحة قديمة عندما سمعت عائشة عبدالهادي كلاما مختلفا من لجنة المعايير بمنظمة العمل الدولية خرجت أسلحة الهجوم والاتهامات الجاهزة المعتادة التي تبدأ من الوصف بغير الشرعية وتصل أحيانا للاتهام بالعمالة والخيانة. والحكاية أنه في مؤتمر العمل الدولية والاتحاد الدولي للنقابات الذي انعقد في جنيف منذ بضعة أيام رصدت لجنة المعايير بمنظمة العمل الدولية تجاوزات الحكومة المصرية ضد حقوق العمال في تقريرها الذي قدمته في الجلسة الأولي للمؤتمر، فما كان من وزيرة القوي العاملة إلا الدفاع عن الحكومة والنظام وهو الدفاع الذي ارتدي ثوب الهجوم واستخدم أسلحته، وقد انتقلت ساحة المعركة من مقر المؤتمر عبر الهاتف إلي الفضائيات. وفي المعركة اتهمت الوزيرة فريق العمال الدولي باستقاء معلومات من منظمات غير محايدة وغير دقيقة وهذا وارد طبعا، ألا وهو تقديم معلومات غير دقيقة وغير محايدة، ولأن هذا السلاح مقبول ويمكن مناقشته والرد عليه بأن الشارع المصري خير مصدر لانتهاك الحكومة حقوق العمال - والشعب كله - وإن العمال الذين اعتصموا شهورا أمام مجلس الشعب لم يكونوا في نزهة خلوية بل كانوا يصرخون من القهر والظلم وهما نتاج سياسات حكومات الحزب الوطني التي باعت المصانع وباعت العمال ووضعتهم تحت أنياب من يسمونهم «المستثمرين» وما يسمونه «مناخ الاستثمار» وهو المناخ الذي سمم حياتنا وأهدر ثرواتنا. ولأن كتاب حياة العمال «باين» من عنوانه ومردود فيه علي الحكومة والوزيرة فقد أخرجت الوزيرة أسلحة أخري قديمة ومنها أن اللجنة اعتمدت علي تقارير الاتحاد الدولي للنقابات الذي يعتمد بدوره علي جهات غير شرعية في مصر، تتلقي أموالا من الخارج بهدف زعزعة الأمن والاستقرار بين العمال، وإثارة البلبلة. وبهذا الدفاع الذي يشهر أسلحة الهجوم، تعيدنا الوزيرة إلي سبعينيات القرن الماضي أيام كان السادات يشهر سلاح الشيوعية والعمالة والحصول علي أموال من الاتحاد السوفيتي، فلم يكن قد انتشر مصطلح التمويل من الخارج أيامها. إن الحكومة ليس لديها سوي اتهام من يخالفها بالحصول علي تمويل من الخارج أو فقدان الشرعية، بينما تعرف الوزيرة جيدا وكل أعضاء الحكومة والحزب أن الحصول علي تمويل من الخارج يخضع لقانون الجمعيات الأهلية، ويتم بإشراف وزارة التضامن، أما غير الشرعية تلك، فمردود عليها أيضا بأن الترخيص لأي كيان خاضع للقوانين المنظمة لإشهاره والمقيدة أيضا. وإذا كانت الوزيرة لم تحدد تلك الجهات الممولة والهادفة لإحداث البلبلة، فالحقيقة أن من يحدث البلبلة والسخط هي: الحكومة والحزب وسياسات النظام الحاكم. ثم ما رأي كل هؤلاء فيما كتبه الكاتب الكبير أحمد رجب عن أموال المعونة التي تتلقاها الحكومة المصرية وقال إنها تنفق في شراء العربيات المرسيدس للوزراء؟!