أردوغان يسعي لرئاسة البلاد بقلم \ عادل الشهاوي يتزامن انعقاد المؤتمر الثالث العام “لحزب العدالة والتنمية ” التركي الحاكم ممثل تيار الاسلام السياسي مع تطورات داخلية وخارجية تمثل تحديا له وبخاصة لرئيسه رجب الطيب اردوغان ،رجل تركيا القوي الذي بات يتدخل في كل التفصيلات بالدولة والحزب في فرض نفوذه وسيطرته علي جميع المقاليد. يطمح أردوغان في القفز لمنصب رئاسة البلاد، وفي ظل حضور متحاليفه من تيار الاسلام السياسي بدول المنطقة كالرئيس المصري د.مرسي وقيادات حماس وحزب النهضة التونسي والتيار الليبي الأصولي وبالقطع لعدد أحر من دول ما تسمي “بالربيع العربي ” التي عصف بها تيار الاسلام السياسي ،المؤكد أن أردوغان سيوظف أعمال المؤتمر وزاوره المدعوين والذي ستستمر أعماله لمدة 3 أيان ،في توجيه رسائل ضمنية للداخل والخارج ،مفادها باختصار بأنه مازال الرجل القوي وأقوي الموجودين بالمنطقة ،حتي برغم افلاس سياساته حيال الأزمة السورية ،لكنه مازال يطمع بدور ريادي ضمن السيناريوهات الأمريكية وفق تسلسل وتطور تلك الأزمة . فعلي المستوي الداخلي سيقرر المؤتمر مصير قيادات الحزب بالصف الأول ،وحيث تمنع اللائحة الحزبية الترشيح لعضوية البرلمان التركي لأكثر من 3 مرات ويتضمن ذلك عددا من الوزراء الحاليين في تعيينهم بالحكومة ،بل إن ذلك أمر بات يخص “اردوغان” نفسه الذي يجب عليه التخلي حتما عن قيادة الحزب وأخرين بالانتخابات البرلمانية المزمع اجرائها في يوليو 2015 ،الا أن اردوغان قد حسم مستقبله السياسي بخوض انتخابات معركة الرئاسة لتركيا في مايو 2014 ( وفق ماتتناوله وسائل الاعلام التركية ) خلفا للرئيس عبد الله جول التي تنتهي ولايته مؤسس الحزب وأول رئيس وزراء له عقب انتخابات فبراير 2002 .. تؤكد المعلومات عن سيناريوهات حزبية معدة لمستقبل الحزب والبلاد في حال انتخاب اردوغان لمنصب رئاسة البلاد في ظل عدم وجود منافسة قوية له من التيارات اليسارية والعلمانية المعارضة وبخاصة حزب الشعب الجمهوري ، في ظل حقيقة وواقع أن الشعب التركي محافظ في الطبع والسلوك ،حتي برغم انتقال الصراع الحزبي للعامة بالشارع التركي في البدائل المطروحة لشخصية اردوغان في منصب رئاسة الوزراء ،يغذي ذلك التجربة الروسية عبر تبادل المناصب بين بوتين ومدفدييف ،وهو أمر واقع الحدوث ،الا أن احتمالات طارئة خارجية من شأنها تغيير ذلك السيناريو ،تكمن في طرح شخصية عبد الله غول لمناصب دولية رفيعة تكريما له، في شائعات تتواتر علي مواقع الأمين العام لحلف الناتو ، أو منصب السكرتير العام للأمم المتحدة. ويعتقد مراقبون للوضع التركي بأنه من المرجح أن يشير اردوغان لوزير الخارجية أحمد داود أوغلو كخليفة له . وعلي كل فتلك الأمور ترتبط بالتفاهمات بين أنقرةوواشنطن حول الدور التركي المستقبلي بالمنطقة والمرتبط بتداعيات الأزمة السورية وبخاصة انعكاساتها علي كل من لبنان والعراق وايران بشكل خاص ومن ثم علي خلفية الدستور الجديد المزمع وضعه من الحزب الحاكم وتحويل النظام الجمهوري البرلماني السائد الي نظام رئاسي ،بعد الاطاحة التي جرت بالمنافس العنيد للحزب الممثل في المؤسسة العسكرية وقليم أظافرها ،وسيطرة الحزب علي كل مفاصل الدولة ،بمافي ذلك وسائل اعلام تابعة للقطاع الخاص ،في ظل ظهر فئة “الرأسمالية الاسلامية ” المرتبطة بالحزب الحاكم والمستفيدة من وجوده بالسلطة والتي ظهرت مع حكمه منذ عشر سنوات مضت.. المهم في ذلك كله من أن البدائل المطروحة لشحصية اردوغان في المنصب الحكومي ترتبط بدور تركيا في المنطقة العربية وجدلا مع الملف السوري وتطوراته في الخطط الأمريكية ،وعموما بات واضحا بأن واشنطن تسعي لتسويق النموزج التركي بالدول العربية عبر سيطرة تيار الاسلام السياسي المفضل كحليف لها ،بعد نجاح مساعيها في القضاء علي النموذج الأتاتوركي العلماني ،لكن السؤال يطرح نفسه من جانب أحر :هل سترضي الأسرة السعودية الحاكمة وتيارها الوهابي في تسييد ذلك سياسيا وعقائديا فصفحات التاريخ تذكر مقاومة الوهابيين للخلافة العثمانية بل من بعدها الهجوم السعودي علي النموذج الأتاتوركي، بل إن التيار الوهابي بات يعلن عدم ارتياحه من النموزج التركي الحالي المتحالف مع قطر المنافسة لأي دور سعودي بالمنطقة ..!!