استمرارا لموقفها المبدئي الذي لم يتبدل أو يتغير منذ أن بدأت إبداعها الروائي، وتأكيدا علي انها نموذج للمثقف الملتزم.. رفضت الكاتبة الأمريكية أليس ووكر ترجمة وإعادة إصدار روايتها الشهيرة “اللون الأرجواني او The Color Purple ” إلي اللغة العبرية، معربة عن استنكارها للسياسة الإسرائيلية المعتمدة إزاء الفلسطينيين وعن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، واحتجاجا علي سياسة الفصل العنصري التي تتبعها إسرائيل مع الفلسطينيين. و رداً علي طلب دار نشر “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية ترجمة الرواية، وجهت ووكر رسالة لدار النشر، شكرتهم فيها علي رغبتهم في ترجمة روايتها المذكورة والتي أصدرتها عام 1982، وحازت بموجبها علي جائزة بوليتزر، ولكنها أكدت استحالة الترجمة الآن، بسبب سياسة الفصل العنصري التي تتبعها إسرائيل. وكتبت أليس في الرسالة الموجهة لدار النشر، “لا يمكنني أن أسمح بذلك في هذا الوقت والسبب كما تعلمون، انه في الخريف الماضي في جنوب أفريقيا انعقدت محكمة راسل بشأن فلسطين، وحكمت أن إسرائيل مذنبة بتطبيق نظام فصل عنصري علي الفلسطينيين، وباضطهاد الشعب الفلسطيني داخل إسرائيل وفي الأراضي المحتلة. لم تكن “آليس ووكر” أول روائية ترفض ترجمة إبداعاتها الي اللغة العبرية تعبيراً عن تعاطف مع الفلسطينيين، كما لم يقتصر التعبير عن التضامن بهذه الطريقة علي المبدعين غير اليهود، اذ سبق للأديب اليهودي المغربي الراحل إدموند عمران المالح ان أكد رفضه القاطع لترجمة أعماله الي اللغة العبرية التي وصفها باللغة “غير المهمة”، والترويج لها في إسرائيل. ولكن البعض يري ان تضامن الكاتبة مع الفلسطينين كان يجب ان ينعكس في موافقتها علي ترجمة روايتها للعبرية، لتكون بمثابة رسالة توجهها للمجتمع الإسرائيلي تشير فيها لوجه الشبه والتقارب بين سياسة تل ابيب العنصرية إزاء الفلسطنيين وما كان يتعرض له الأمريكان السود في الولاياتالمتحدة. فيما يرد آخرون علي ذلك معتبرين ان ترجمة “اللون الأرجواني” لن يعني أكثر من ان تكون هذه الرواية مجرد رقم في قائمة الروايات المترجمة الي العبرية، فيما يرمز الرفض الي موقف مهم سجلته الكاتبة الأمريكية. وقد سبق للمخرج المصري يسري نصر الله ان أعلن رفضه بيع فيلمه “بعد الموقعة” في إسرائيل. وكان نصر الله قد أعلن عن ذلك في مايو الماضي خلال مشاركته في مهرجان “كان” الأخير. وكان يُسري قد علل سبب رفضه عرض الفيلم في اسرائيل، الذي يلقي الضوء علي الايام الأولي من ثورة “25 يناير” بأن إسرائيل دولة “ليست حليفة للثورة المصرية”، مضيفاً انه لا يحبذ ذلك طالما تحتل إسرائيل الأراضي الفلسطينية، وهو ما قوبل بترحيب من جانب صحفيين غطوا الحدث السينمائي الكبير.