هل هناك دور للولايات المتحدة في الصراع السياسي الذي يجري في مصر الان؟ وبصورة مباشرة هل تشاور الرئيس محمد مرسي مع الادارة الامريكية قبل اتخاذه قرار اعادة مجلس الشعب وبالتالي سحب سلطة التشريع من المجلس العسكري؟ هل غيرت الولاياتالمتحدة حلفاءها في مصر وتخلت عن جنرالات الجيش الذين ارتبطوا في علاقات تعاون مستمرة منذ اربعة عقود معها وقررت الوقوف وراء مرسي ؟ الصحف الامريكية لا تكف عن الاهتمام بالصراع الدائر في مصر ، وتستند علي معلومات حقيقية من المسئولين الكبار الذين يديرون الملف المصري وبعضهم قام بزيارات الي القاهرة مثل وزير الدفاع ليون بانيتتا ومساعد وزير الخارجية وليام برنز علاوة علي تقارير السفارة الامريكية في القاهرة التي يتسرب بعض منها الي نواب في الكونجرس ومعلقين ومحللين كبار اخر تلك التقارير المهمة ما جاء في التحليل المهم في صحيفة الواشنطن بوست امس الثلاثاء الكاتب ” جاكسون دييل “وأشار فيه الي النقاط التالية ان الولاياتالمتحدة تريد تصحيح أخطائها السابقة في الشرق الاوسط وتجاه الدول العربية بالتوقف عن دعم الأنظمة الديكتاتورية ان مصر ذات اهمية استراتيجية للولايات المتحدة لوجود قناة السويس بها ومعاهدة السلام مع اسرائيل واكد وزير الدفاع بانيتتا ثم مساعد الخارجية برنز علي ذلك بوضوح خلال زيارتهما لمصر ، وان الادارة الامريكية مارست ضغوطا علي المجلس العسكري لتسليم منصب الرئيس لمحمد مرسي وعدم تسليم المنصب للمرشح المفضل للجنرالات الفريق احمد شفيق ولدي الادارة الامريكية خطة واضحة للاقتراب من مرسي خطوة خطوة ، حيث ربطت المساعدات بنقل كامل للسلطة الي الرئيس المنتخب ، والاهم تغيير شكل المساعدات العسكرية التي ستوجه لبرامج لمواجهة الإرهاب وحماية الحدود المصرية مع اسرائيل والالتزام بمعاهدة السلام معها وفي نفس الوقت تقليل تقديم معدات عسكرية متقدمة ضمانا لعدم معارضة الكونجرس الذي يرفض تسليح أنظمة اسلامية تتخذ سياسات مختلفة مع السياسات الامريكية وفي حزمة المساعدات للنظام الجديد التوصية لدي صندوق النقد والبنك الدولي لتقديم القروض والدعم للسياسة الاقتصادية التي ستسمر في تشجيع القطاع الخاص وحماية الاستثمارات الدولية ، اضافة الي حماية حقوق النساء والأقباط وحرية الرأي والتعبير والتداول السلمي للسلطة ، وهو ما اكد عليه مرسي وزعماء الاخوان خلال الاتصالات العلنية والسرية الولاياتالمتحدة كما تخلت عن مبارك فإنها تواصل التخلي عن نظامه وبالتالي لم ترحب بإمكانية تولي احمد شفيق الحكم وكذلك استمرار دور للمجلس العسكري والمشير طنطاوي في احتجاز السلطة التشريعية وأعطت الضوء الاخضر لمرسي في أبعاد المجلس العسكري عن الساحة السياسية وإبعاد اي دور المؤسسة العسكرية ، لان الادارة الامريكية اصبحت لا تعترف الا بعنوان وحيد للحكم في مصر وهو الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي لم تتسلل داخل الدولة العميقة في مصر وانما نجحت في كسب دعم الولاياتالمتحدة التي غيرت الخيول القديمة باخري اكثر قوة وحيوية والدليل انها تكسب كل السباقات متفوقة علي كل المنافسين .