ضربت موجة الغلاء المواطنين من كل اتجاه مما أدى إلى دخول المواطن فى دوامة من الحيرة , وجعل الأسر تعلن حالة من الطوارئ وشد الأحزمة على البطون لكي تستطيع مواصلة الحياة, ومع ارتفاع الأسعار اضطر معظم الحرفيين إلى رفع أسعارهم . وكل ما تسأل حد يقولك .."احنا النهاردة مش لاقين ناكل","كنا عايشين على الأرز والبطاطس..دلوقتى مش عارفين نشتريهم من الغلا"..هذه الكلمات ليست إلا تشبيها بليغا لحال المصريين وما وصلو إليه من فقر ..أصبح طعام المصريين خاليا تماما من الدسم أيضا من اللحوم البيضاء والحمراء ..ولا تقترب معظم الأسر من الفاكهة, البيض واللبن والخضار والبيض وغيرها من السلع المرتفعة التى أصبحت رفاهية فى حياة الكثير منا, الناس التى كانت تعيش على الفول والطعمية عزفت عن الشراء بعد ارتفاع أسعارهما فهناك من يعيش على العيش الحاف ولا يجد الغموس ومنهم من يأكل طقة واحدة فى اليوم ,أما متوسطو الحال فكيلو لحم كفاية عليهم فى الشهر ويكتفون بالسلع الضرورية. كشف استطلاع للرأي أعده مركز المعلومات ودعم القرار فى يونيه 2022حول كيف تواجه الأسر المصرية أزمة ارتفاع الأسعار فهناك نحو 46% من المصريين قالوا إنهم اضطروا لاستبدال بعض السلع التى اعتادوا عليها, و55% قالوا إنهم خفضوا استهلاكهم من بعض السلع الغذائية ,38,4% لم يقللوا استهلاكهم. وفى سوق باب الشعرية حاولنا نتعرف على أحوال المصريين بعد تراجع الجنيه أمام الدولار وارتفاع الأسعار عايشين ازاى ؟ وبيدبروا حالهم ازاى ؟ما عرفناه هو أن حال المصريين يصعب على الكافر..وهو ما تؤكده السطور القادمة أكدت بعض ربات البيوت إننا قطعنا اللحم والفراخ, وأصبحنا نكتفى بالضروريات لأن الأسعار مرتفعة جدا, وأقل طبخة تتكلف 100و150جنيها, ولذلك تضطر الكثيرات الاستغناء عن كثير من السلع كاللحوم والفراخ والفاكهة حتى الخضار الذى ارتفعت أسعاره مؤخرا فالنهاردة البطاطس اللى كانت ارخص حاجة فى السوق أصبحت ب 14 جنيها. واتجهت اغلب السيدات إلى تقليل كميات الأكل بمقدار النصف فبدلا من شراء كيلو أرز الذى ارتفع سعره إلى 18و20 جنيها تكتفى الكثيرات بنصف كيلو, حتى المكرونة التى كانت بديلا للأرز عند بعض الأسر ارتفعت أسعارها . فأكدت "ام رحمة"ربة منزل أن زوجها راجل ارزوقى على باب الله يوم معاه ويوم معهوش ,واكلها شوية فول أو طعمية فى الفطار بتجيب 5 جنيهات فول كل واحد سندوتش وخلاص وفى الغدا بنقضيها يوم صنية بطاطس وشوية رز مسعقة وممكن بصارة او حتة جبنة قريش, وقالت إن الحاجة الوحيدة اللى لسة رخيصة هى العيش وعندما سألتها عن أكل رحمة ورودينا بناتها قالت بيكلوا زينا ..احنا ممعناش نجيب لبن ولابيض ده كيلو اللبن ب20 جنيها , والبيضة ب 3 جنيهات واللحمة والفراخ غالين ممكن نجيب نص كيلو بانيه من نفس العيال كل أسبوع او أسبوعين . سيدة أخرى كانت تشترى" بيض "قالت إن البيض بديل الوحيد لأطفالها بعد ارتفاع أسعار الفراخ واللحوم , باشترى البيض الكسر لأنه ارخص شوية البيضة ب 2 جنيه بدل 3جنيهات. وتقول الحاجة "أم مجدى"على المعاش احنا بنكتفى بالمهم وبنجيب على الاقد زمان كنا نخزن الطماطم والخضار والفاكهة بتبقى موجودة لكن دلوقتى الحال اتغير ورغم انى مبقدرش أنزل كل شوية بجيب الحاجة اللى تفى اليوم , حد يصدق أن كيلو البطاطس يصل ل14 جنيها والرز اللى كان ب 2و3 جنيهات يبقى ب20 جنيها , حتى الواحد اتحرم من انه يشرب فنجان القهوة الربع كيلو وصل 40 جنيها. وأكدت أنها كانت تشترى كميات معينة من الخضار واللحوم , ولكن مع ارتفاع الأسعار اضطرت إلى تقليل كم مشتراوتها من الخضار واستغنت عن شراء اللحوم وأيضا لم تعد تشترى السمن البلدى لطهو الطعام واكتفت بالسمن النباتى أو زيت الخليط. "أم هشام" بائعة فى السوق قالت إنها بطلت تشترى لحمة بلدى بنشترى كيلو من الجمعية سعرها حنين شوية ومرة نطبخ اى خضار ومرة نقضيها كدة واهى ماشية ,وأشارت إلى أن الست بتمشى فى السوق بتكلم نفسها كل حاجة غالية . وتستكمل "ام ياسمين"أن الواحد بيلف السوق مرتين و3 بندور على الحاجة الأرخص حتى لو كانت الحاجة رديئة ها نعمل ايه الواحد ماشى يكلم نفسه من الغلا, وتقول كنا بناكل اللحمة مرتين أو تلاتة فى الشهر دلوقتى ممكن الشهر يعدى ومنقربش منه ها نعمل إيه عندنا عيال ومصاريف مدرسة ودروس ده غير فواتير الكهربا والمية "ربنا يرحمنا برحمته" وهناك الكثيرون ممن يعيشون على هياكل الفراخ ورجليها وعظام وبقايا اللحوم, ففى محل فرارجى بالظاهر "أكدت رضا محمد "صاحبة المحل أن الناس بتيجى تسأل على الهياكل ورقبة الفراخ اللى كنا بنبعها لأصحاب الكلاب والقطط , ولما سألت إحدى السيدات التى كانت تلح فى شراء نص كيلو هياكل هيتعملوا ازاى ؟!قالت مع كيلو بطاطس وبصلتين وكام حبة طماطم ولو عندك فلفل رومى تمام وعلى نار هادية وجنبهم شوية رز او بالعيش هترمى معاكى والعيال هتاكل وتشبع , واضطرت "رضا "الى دبح فرختين علشان تدى للست طلبها من الهياكل والاجنحة رغم انها مش متأكدة اذا كان هناك من يشترى اجزاء الفرختين ام لا ؟! كما أنها لجأت إلى حيلة لمواجهة ارتفاع الأسعار والركود الذى يحاصرها بعد زيادة أسعار الدواجن وهى البيع بالتقسيط لزبائنها خاصة أن أغلب الأسر لا تقوى على شراء فرخة كاملة حتى البانية أصبح الكثير يعزف عن شرائه بعدما وصل الى 120 جنيها. بعد ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن فلم يتبق للفقراء سوى الهياكل والعظام ..هذه الصورة لا تعبر تماما عن الواقع الأليم الذى يعيشه قطاع واسع وعريض من المصريين ممن يبحثون عن لقمة العيش.
………………………. " قصة وراء كل باب"… كيف هزمن الدولار؟! ربات البيوت يتحدين " تعويم الجنيه " والغلاء الفاحش ببطولات فردية أم محمد: رجعت أخبز فى البيت من تانى وابيع لجيرانى هند دراز: بخيط شراويل من بواقى أتواب القماش وعلّمت نفسى بنفسى أم أحمد: بشترى هياكل الفراخ وبكفى يومى بأى شكل
تحقيق- رضا النصيرى
يعيش الشارع المصري حالة من الارتباك في الوقت الحالي نتيجة القرارات التي اتخذها البنك المركزي بتحرير سعر الجنيه بشكل كامل ورفع سعر الفائدة 2%، الأمر الذى انعكس بشكل واضح على الحالة المعيشية داخل كل بيت ، خاصة وأن هناك ارتباطا بين هذا التعويم وبين الأسعار بشكل مباشر، حيث شهدت الأسعار زيادات متوالية بشكل ألتهم أى زيادات فى الرواتب التى أقرتها الحكومة، بل أدخلت كثيرا من المنتمين إلى الطبقة المتوسطة إلى شريحة أدنى بعد أن تآكلت مدّخراتهم.، وفى استطلاع رأى ل " الأهالى" بين بعض الأسر، لوحظ تغير واضح وكبير فى أنماط الاستهلاك، حيث رصدت زيادات في اتجاه نحو هياكل الدجاج كبديل عن الطيور، وكذلك زيادة استهلاك البقوليات والنشويات كبديل عن البروتين الحيواني، الأمر الذى قد يعقبه آثار سلبية على صحة الأطفال ، وأن كان هناك مبرر لكل أم ب " مش عارفين نعيش وكويس أننا لاقيين نأكل "، كلمات تقع على المسمع وكأنها طلقات رصاص فى الصدور، هذا هو ما وصل اليه حال الكثير من الأسر بعد تعويم الجنيه واستمرار الغلاء! تصدرت ربات البيوت المشهد، فعرفت المرأة المصرية بصلابتها، وقدرتها على تحدي الظروف المعيشية ومهارتها في التأقلم على جميع الأوضاع، فتستطيع أن تعيش الرفاهية والعناء ، وهكذا نجحت فى تجسيد دور البطولة لمواجهة ما يحدث من موجهات غلاء متتالية وصلت إلى حد ال " حرب" الشرسة من أجل الحياة فى أبسط صورها من مأكل وملبس والحد الأدنى من المتطلبات المعيشية لاى أسرة، وها هن يواصلن التحدي ببطولات فردية فى مساندة أزواجهن أو أنفسهن "علشان المركب تمشى " كما يقول المثل . الخبز " رجعت أخبز تانى".. كانت البداية مع أم محمد ، زوجة وأم لأربعة من الأبناء فى اثنين فى مرحلتين من مراحل التعليم وتوأم فى سن الخامسة ، قالت أم محمد إن ما يحدث من غلاء ليس بجديد علينا ، وأن كان الأمر أصعب هذه المرة عما سبق ، مشيرة إلى أنها أصبحت لا تستطيع شراء " الفينو" لصغارها كل صباح لعمل سندوتشات المدرسة التى تعينهم على يومهم الدراسى واستيعاب دروسهم ، الأمر الذى اضطرها أن تعود مرة أخرى للخبز فى البيت لتوفر ثمن الفينو ، وهنا كانت انطلاقة فكرة أنها تخبز وتبيع لجيرانها والأقارب ممن يقطنون فى محيط سكنها خاصة هؤلاء الذين ليس لديهم " بطاقة تموين " وكانوا يشترون الرغيف السياحى ب 75 قرشا ثم جنيها والآن الرغيف بجنيه وربع. وترى أم محمد فى ما تفعله خيرا لها وللآخرين حيث تساعد زوجها على المعيشة حتى وان كان بالقليل، وكذلك تساعد جيرانها بالحصة على خبز بسعر أقل من الأفران والباعة الجائلين بالشوارع، ممن يستغل أحوال الناس دون رحمة، مضيفة أن " الحياة أصبحت صعبة ولازم نتصرف علشان نعرف نعيش، بدل السلف والاستدانة". ورغم أنه خلال الحديث مع ربات البيوت لم يكن هناك اختلاف كبير بين حيل بعضهن فى التكيف مع الغلاء للتحايل على المعيشة ، الا أن هناك حالات تجاوزت الصعاب بشكل " يرفع له القبعة" وسط تحديات الحياة، فكانت " هند عبد الفتاح" أو أم عبده كما يناديها الجيران ، تعيش حياه مستقرة مع زوجها الممرض فى أحد المستشفيات الخاصة إلى أن توفى فى حادث سير تاركا لها أثنين من الصغار " ولد فى الأول الاعدادى وبنت فى الخامس الابتدائي"، ولم يترك لها معاشا تسند عليه، وفجأة وجدت نفسها أمام مسئولية زاد حملها وثقلها شبح الغلاء المتوحش الذى لا يرحم ، فلم تجد حتى " العيش الحاف" على حد تعبيرها، وهنا لم يكن إمامها إلا أن تبحث عن عمل فى ظل ركود رهيب ، زاد مهمتها صعوبة.
علّمت نفسى وأضافت هند، حاولت ابحث عن عمل يناسب فى مكانه وعدد ساعاته ، مراعاتى لأطفالى بحيث يكون قريبا من المنزل وعدد ساعاته قليلة ، ولكن فشلت فى ذلك ، وقالت "باكية": قضيت أيام طويلة على مساعدة الآخرين ، الأمر الذى كان من الصعب أن يستمر ، ولم يكن أمامى سوى ان أتحدى نفسى وما يحدث، وبالفعل حاولت أن أتعلم القص والخياطة، وطلبت ماكينة خياطة الكترونية بالقسط ، وبدأت فى خياطة شراويل للأطفال من بواقى أتواب القماش من بعض المحلات بأسعار بسيطة ، مؤكدة ان الكثير من ربات البيوت يعانون من نفس ما عانت منه ولم يجدن من يمد لهن يد العون، ويواجهن شبح المعيشة بأنفسهن. أما " أم أحمد"، فتشابهت فى بطولتها مع أخريات من ربات البيوت ممن يفكرن فى " كيف يكفوا يومهم بأي شكل"، فتقوم ام احمد بشراء بدائل أرخص لما تحتاج إليه فى منزلها يوميا، فبدلا من شراء فرخة فى ظل تجاوز الكيلو ل 40 جنيها، اتفقت مع البائع للحصول على الهياكل" الجناح والرجل والرقبة"، وهو نفس ما فعلته فى أمور أخرى ، حيث تشترى الفول وتقوم بتدميسه فى المنزل لتكفى نفسها ، فى ظل رفض بعض المطاعم بيع الكيس بثلاثة جنيهات ، على سبيل المثال لا الحصر، مشيرة الى أن " الارز"، والذى يعتبر من اهم الوجبات اليومية لأى أسرة لم نجده فى التموين هذا الشهر وعند الشراء من الاسواق سعره غالى وجودته اقل ، ومضطرة اشتريه ، قائلة: " بقيت اشترى البطاطس ب 12 جنيه الكيلو واسلقها لاولادى واعملهم سندوتشات للمدرسة بدل البيض والجبنة واللانشون" . الأولويات وتقوم عفاف صفى، بإدارة منزلها على حسب الأولوية، حيث تضع مصاريف تعليم أولادها في المقدمة، ثم المصاريف الخاصة بالمنزل، مشيرة إلى السلع التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير في الآونة الأخيرة منها البطاطس والبيض والطماطم وزيت الطعام والجبن وغيرها من السلع، مؤكدة أنه حتى في ظل هذا الغلاء، ينبغي على المرأة أن توازن بين متطلبات المنزل، فعلى سبيل المثال "أن تشتري ربة المنزل الطماطم منخفضة السعر والأقل جودة وتستغلها في عمل الصلصة، ومن الممكن أن تستغني عن بعض أنواع الجبن الباهظة الثمن"، موضحة أنها قللت من الذهاب إلى "السوبر ماركت" بعد ارتفاع الأسعار، وتقوم بشراء احتياجاتها في وقت العروض فقط، بالاضافة الى الابتعاد عن شراء وتناول الطعام الجاهز وتحضير كل الأطعمة التي تحتاجها في المنزل بمنتجات بسيطة وموفرة.