احتفل حزب التجمع بالقليوبية بمقره الدائم ببنها بمرور سبعين عاما على ثورة 23 يوليو 1952 وذلك فى حضور الدكتور /عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان وشيخ المؤرخين والحاصل على جائزة الدولة التقديرية. حضر الاحتفال كلٌ من الاستاذ كامل السيد/ أمين الحزب بالقليوبية الذى حيا الضيوف والحضور، الاستاذ / أحمد عبد السلام أمين التنظيم بالقليوبية، الاستاذ / محمد فياض عضو المكتب السياسى بالحزب، الاستاذ / محمود الشربيني أمين حزب التجمع بشبين القناطر، الاستاذ / محمد سلطان أمين الحزب بالقناطر الخيرية، الدكتور/ ابراهيم شريف أستاذ علم الاجتماع جامعة بنها وعضو الحزب، وعدد من السادة أعضاء الحزب بلجنة المحافظة، ونخبة من المهتمين بالشأن العام والذين وجهت لهم الدعوة لحضور الاحتفال. أدار اللقاء /المهندس على الهادى القيادي بحزب التجمع، حيث قدم التحية للسادة الحضور والدكتور عاصم الدسوقى وأعطاه الكلمة للبدء فى محاضرته، التى استهلها بتقديم تفسيرات لأهم أسباب قيام ثورة 23 يوليو، حيث حملت كلماته عنوان أحوال مصر العامة قبل الثورة . استعرض في كلمته تاريخ مصر قبل قيام الثورة الى قيامها وانفجارها، مستشهدا بأحد أهم التقارير الأمريكية التي رصدت تردى الأوضاع في مصر بدقة آنذاك، حيث كتب هذا التقرير 1949 تحديداً في السابع من شهر يناير، وأن ماذكر فيه هو تفشى الرشاوى واتساع الفوارق الطبقية في مصر بسوء بالغ، مما ينبئ بضرورة حدوث حدث سياسي وشيك، وهو الأمر الذى يهدد الاستعمار الانجليزى فى مصر بشكل مباشر. أكد الدكتور عاصم الدسوقي أن مصر كانت تعانى من التفاوت الطبقي، إلا أن ثورة 23 يوليو أعادت للشعب المصرى حقوقه ومقدراته، كما أنها كانت السبب في تأسيس جيش وطني قوي يحمي مصر دون تبعية لأي من كان، تحت شعار واحد هو مصلحة الوطن العليا، فحرر الوطن من الاحتلال وعمل على القضاء على سيطرة رأس المال والإقطاع وبناء اقتصاد وطني قوي وتأييد ودعم حركات التحرر الوطني، عربيا وأفريقيا، وتحقق ذلك على مدى سنوات حكم الراحل جمال عبد الناصر، الذى وضع مبادئ ثورة يوليو أملا فى تحقيقها. استعرض الدكتور عاصم الدسوقى ايضا مبادئ ثورة 23 يوليو ليشدد على أهمية مبدأ تحقيق الديمقراطية السليمة، موضحا أهمية لفظة السليمة التى وضعت بغرض التمييز عن الديمقراطية الملكية، لأن الديمقراطية الملكية حرمت جماهير الشعب المصرى من عمال وفلاحين من التقدم والتمتع بالحرية والبرلمان والسلطة التشريعية من واقع قانون الانتخابات، الذي صدر مع دستور 1923 ، والذي نص على أن من يرشح نفسه لمجلس الشيوخ ممن يدفع ضريبة أطيان زراعية قدرها 150 جنيه كتأمين يرد بعد نجاحه فى الانتخابات، وهو ما يعني أن يكون مالكا حوالي 300 فدان. إن هذا القانون اختزل مجلس الأمة فى ملاك الأراضى الزراعية واصحاب رؤوس الاموال، أى الاقطاعيين ، وفى هذه الحالة ومن الطبيعى ان نجد كل القوانين التى صدرت تصب فى مصلحة الملاك، وعلى النقيض أتت ديمقراطية ثورة 23 يوليو السليمة فبات للعمال والفلاحين مندوبين فى مجلس الامة بمجرد اجراء الانتخابات لأول مجلس امة عام 1957 ، وهو ما يضاف لأهم استحقاقات ثورة يوليو . قال شيخ المؤرخين عاصم الدسوقي أن ثورة 23 يوليو حققت أهدافها من أول شهرين من انطلاقها، ومنها القضاء على الاستعمار وأعوانه . القضاء على الإقطاع . القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم . وإقامة عدالة اجتماعية . وبناء جيش وطنى قوى. اضاف ايضا انه فى سبتمبر 1952 بعد الثورة بشهرين صدر قانون الإصلاح الزراعى الخاص بتحديد الملكية للاراضى الزراعية ب200 فدان، والذى قضى على سيطرة الإقطاع على الحكم، حيث كان كبار ملاك الاراضى الزراعية يسيطرون على الحياة البرلمانية والتنفيذية، وكافة المشاريع التى صدرت منذ دستور 1922، وتابع أن أبرز مشاهد ثورة يوليو تحديد الملكية الفردية، ومنع الفصل التعسفى، وصدور قانون التأمينات، وتأميم قناة السويس، وتحديد إيجار الأراضي الزراعية، حيث كان الفلاح لا يملك أرضاً زراعية ويقوم بتأجير الأرض من المالك بقيمة تبدأ من 25 جنيه لافتا أن ثورة يوليو أعادت للمواطن المصري كرامته وعزته. أضاف أن شعار الحكومات كان هو القضاء على الفقر والجهل والمرض، وهذا يعني الاعتراف الرسمي بأن مصر كان بها فقر وجهل ومرض، ثم اضيف هدف بعد ذلك وهو مكافحة الحفاء، وهذا معناه ان الناس كانت حافية فى الشارع ومش لاقية صندل أو حتى قبقاب. اضاف انه عند قيام ثورة 23 يوليو كان قد أتم الشهادة الابتدائية، ولما كان يمشي في الشارع كان يجد المواطنين يسيرون حفاة في الشارع، وهذه وقائع حقيقية، وعن انجازات الثورة أنها أعادت كرامة المواطنين وخفضت إيجارات المساكن 10% التي جرى بناؤها خلال العشر سنوات السابقة، وأصدرت قانون منع الفصل التعسفي. ومن ضمن الإنجازات أيضاً استقلال مصر، لأن الثورة أجبرت الإنجليز على الجلاء بعد مفاوضات استمرت من 1953 حتى 1954 ، وكانوا قبل ذلك قد رفضوا الخروج رغم وجود مفاوضات بدأت 1924 حتى قيام الثورة، وقال الدكتور عاصم إن كل حكومة كانت تدخل فى مفاوضات لم تحصل على شيء، لأنه لا يوجد في يد المفاوض المصرى ما يخيف الإنجليز، لكن حين قام الجيش بالثورة وتسلم السلطة أصبح هو المفاوض، فاضطر الانجليز الى الجلاء وتحقيق الاستقلال التام. انتهى بعد ذلك اللقاء والاحتفال بمرور 70 عاما على ثورة يوليو المجيدة وفتح باب الاسئلة والاستفسارات وجميعها تم الرد عليها، وعقب ذلك تم توجيه الشكر لشيخ المؤرخين الدكتور عاصم الدسوقى وجميع الزملاء والضيوف وانتهى اللقاء على امل اللقاء فى احتفالات وندوات اخرى قادمة ان شاء الله