«صحة البحر الأحمر» تنهي استعداداتها لاستقبال عيد الأضحى    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 4-6-2025 في مصر بعد ارتفاعه الكبير (آخر تحديث)    محافظ البنك المركزي يبحث مع رئيس البنك الصناعي والتجاري الصيني تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي    قمة مصرية إماراتية اليوم في أبو ظبي    أول مرة منذ 3 سنوات.. وزير دفاع أمريكا يتغيب عن اجتماع الناتو.. ما السبب؟    اليوم.. قمة مصرية إماراتية في أبو ظبي    إسرائيل: مراكز توزيع المساعدات في غزة ستغلق اليوم والطرق المؤدية إليها تعتبر مناطق قتال    انتظام لجان امتحانات الشهادة الإعدادية فى اخر ايامها بأسيوط    موعد إعلان نتيجة الصف الثالث الإعدادي 2025 في الجيزة ترم ثاني    حالة الطقس اليوم الاربعاء 4-6-2025 في محافظة قنا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 4-6-2025 في محافظة قنا    كامل الوزير: انتقال زيزو للأهلي احتراف .. وهذا ما يحتاجه الزمالك في الوقت الحالي    مجلس الأمن يصوت اليوم على قرار لوقف دائم لإطلاق النار في غزة    ترامب يضاعف الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم وسط تحذيرات أوروبية من رد سريع    زلزال يضرب جزيرة «سيرام» في إندونيسيا بقوة الآن    توافد الحجاج إلى"مشعر منى" لقضاء يوم التروية (فيديو)    دوري الأمم الأوروبية، قمة نارية اليوم بين ألمانيا والبرتغال في نصف النهائي    علي الهلباوي يحتفل مع جمهوره بعيد الأضحى في ساقية الصاوي    رشوان توفيق عن الراحلة سميحة أيوب: «مسابتنيش في حلوة ولا مرة»    انخفاض أسعار النفط بعد زيادة إنتاج مجموعة أوبك+    النيابة تقرر حبس 5 متهمين بالتنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بالأقصر    كامل الوزير: تذكرة المونوريل بنصف تكلفة بنزين السيارة    الدولار ب49.62 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأربعاء 4-6-2025    "مايكل وملاكه المفقود" لهنري آرثر جونز.. جديد قصور الثقافة في سلسلة آفاق عالمية    رسميا.. رفع إيقاف قيد الزمالك    مصرع وإصابة 17 شخصا في انقلاب ميكروباص بالمنيا    إصابة 14 شخصًا في انقلاب ميكروباص بالطريق الصحراوى الغربى بأسيوط    ظهور وزير الرياضة في عزاء والدة عمرو الجنايني عضو لجنة التخطيط بالزمالك (صور)    «إنتوا هتجننونا».. خالد الغندور ينفعل على الهواء ويطالب بمنع زيزو من المشاركة مع الأهلي في المونديال    ليلى علوي تنعى الفنانة سميحة أيوب: "كانت الأم المشجعة دايمًا"    تنسيق 2025.. هؤلاء الطلاب مرشحون لجامعة "ساسكوني مصر"    موعد أذان فجر الأربعاء 8 من ذي الحجة 2025.. ودعاء في جوف الليل    «شعار ذهبي».. تقارير تكشف مفاجأة ل بطل كأس العالم للأندية 2025    «احنا الأهلي».. رد صادم من ريبيرو على مواجهة ميسي    دعاء النبي في يوم التروية.. الأعمال المستحبة في الثامن من ذي الحجة وكيفية اغتنامه    «حسبي الله فيمن أذاني».. نجم الزمالك السابق يثير الجدل برسالة نارية    يُعد من الأصوات القليلة الصادقة داخل المعارضة .. سر الإبقاء على علاء عبد الفتاح خلف القضبان رغم انتهاء فترة عقوبته؟    رئيس حزب الجيل: إخلاء سبيل 50 محبوسًا احتياطيًا من ثمار الجمهورية الجديدة    مراجعة المخططات النهائية لأعمال تطوير محاور العاشر من رمضان    90.1 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال جلسة منتصف الأسبوع    للتنظيف قبل العيد، خلطة طبيعية وآمنة لتذويب دهون المطبخ    الهلال يسعى لضم كانتي على سبيل الإعارة استعدادا لمونديال الأندية    تعرف على أهم المصادر المؤثرة في الموسيقى القبطية    أبرزهم شغل عيال وعالم تانى.. أفلام ينتظر أحمد حاتم عرضها    مي فاروق توجه رسالة نارية وتكشف عن معاناتها: "اتقوا الله.. مش كل ست مطلقة تبقى وحشة!"    مسلم يطرح أحدث أغانيه "سوء اختيار" على "يوتيوب"    رئيس الأركان يعود إلى مصر عقب انتهاء زيارته الرسمية إلى دولة رواندا    رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد شراكة وتطوير لإطلاق مدينة «جريان» بمحور الشيخ زايد    قبل العيد.. ضبط 38 كيلو أغذية غير صالحة للاستهلاك بالمنيا    إرهاق جسدي وذهني.. حظ برج الدلو اليوم 4 يونيو    «الإفتاء» تنشر صيغة دعاء الخروج من مكة والتوجه إلى منى    تامر حسني: «زعلان من اللي بيتدخل بيني وبين بسمة بوسيل ونفسي اطلعهم برة»    بمكون منزلي واحد.. تخلصي من «الزفارة» بعد غسل لحم الأضحية    رجل يخسر 40 كيلو من وزنه في 5 أشهر فقط.. ماذا فعل؟    "چبتو فارما" تستقبل وزير خارجية بنين لتعزيز التعاون الدوائي الإفريقي    "صحة المنوفية": استعدادات مكثفة لعيد الأضحى.. ومرور مفاجئ على مستشفى زاوية الناعورة المركزي    ماهر فرغلي: تنظيم الإخوان في مصر انهار بشكل كبير والدولة قضت على مكاتبهم    لأول مرة.. الاحتلال يكشف أماكن انتشار فرقه فى قطاع غزة..صورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عاطف مغاوري يكتب :حماس من الانقسام الى الانفصال
نشر في الأهالي يوم 15 - 06 - 2020

بالأمس يكون قد مرت علينا ذكرى مؤلمة أنها الذكرى الثالثة عشر على الانقلاب الذى قامت به حركة حماس فى (14)يونيو حزيران2007 على الشرعية الفلسطينية،الانقلاب الذى تستر بشعارات ذائفةتمثل اجراما فى حق الشعب الفلسطينى وتوظيفا اجراميا مخادع،وخروجا عن ابجديات النضال الفلسطينى،عندما مارست القتل،والاعتقال،والهدم، وألحاق الاصابات التعجيزية بالشباب الفلسطينى وكانت التهمة،والجرم انهم ابناء (فتح) مفجرة الانطلاقة للنضال الفلسطينى المعاصر،واول الرصاصة،واول الحجر،وارتكبت حماس كل مايسئ الى النضالى الفلسطينى ويسعد الاعداء،ويحزن الاهل والصديق من التطاول على رموز النضال الفلسطينى،وأقتحام كافة المقرات التابعة لحركة فتح،والسلطة الفلسطينية ،ومؤسسات الرئاسة،وكل ذلك تحت شعار(اليوم فتح مكة)!!،(واليوم التحرير الثانى لغزة)!!ويعتقد البعض فى صحة خطاب،ومنطق حماس متأثرا بالدعاية السوداء التى روجتها (حماس)،وتنظيمها الدولى الاخوان،ومن تساوق معها فى المخطط الذى رسم لها بأتقان،ومنذ ان انطلقت وأعلنت عن نفسها مع أنطلاقة الانتفاضة الاولى،والتى عرفت اعلاميا بأنتفاضة الحجارة،والتى قام بها الشعب الفلسطينى فى7/12/1987وكان مهندسها الشهيد خليل الوزير(ابوجهاد) الذى استشهد فى تونس فى16/4/1988،الانتفاضة التى كان وقودها اطفال فلسطين،والاجيال التى لم ترى،ولم تعايش سوى الاحتلال،وممارسته الاجرامية،والتى استهدفت من جرائها محو الهوية الفلسطينية.
ولقد كانت الانتفاضة ابلغ الرد على العدو ومن تساوق معه ان الخروج من بيروت هو النهاية التى خطط لها للقضاء على الرقم الفلسطينى (منظمة التحرير الفلسطينية)، وأتصفت تصرفات ،ومسلك حماس اثناء الانتفاضة موقفا،ومسلكا انعزاليا منفصلا عن القيادة الموحدة للأنتفاضة تحت اسم(حركة المقاومة الاسلامية فى فلسطين) حماس بما يعنى ويشير انها منذ البداية مولودا على ارض فلسطين ولكنه ليس لفلسطين وهوماسوف تثبته الاحداث والتطورات،وماسوف تتخذه حماس من مواقف ارتبطت فيها بمحاور ودولا فى الاقليم،وتنظيما أمميا ألا وهو جماعة الاخوان،وبذلك رهنوا قرارهم بمن هو خارج الحركة الوطنية الفلسطينية التى يمثل لها انتماءها العربى والاسلامى ظهيرا داعما لامصادرا لأستقلال القرار الفلسطينى ذو البعد الدولى لقوى التحرر.وعندما تم توقيع اتفاق (أوسلو)،والذى عادت بموجبه القيادة الفلسطينية،ومؤسسات منظمة التحرير الى الارض الفلسطينية لتناضل ،وتكابد،وتقاوم ويلات وجرائم الاحتلال وهى فى حضن ابناء شعبها.
فماكان من حماس ألا أن ناصبت السلطة العداء والتربص بها للأنقضاض والتشهير بها وألحاق كل نقيصة بالقيادة الفلسطينية،ومنظمة التحرير منذ البداية،ومن منطلق طرح نفسها البديل لما انجزه الشعب الفلسطينى من أطرتنظيمية،ونضالية تمثل الكل الفلسطينى(منظمة التحرير الفلسطينية) التى جاهد،وقاتل الشعب الفلسطينى من اجل ان يكون له صوتاواحد،وممثلا شرعيا وحيدا لمخاطبة العالم عامة،والعرب خاصةحيث لم تحسم قضية الاعتراف بمنظمة التحرير الممثل الوحيد والشرعى من قبل الدول العربية ألا من قمة الرباط 1974 ومن بعدذلك كان الاعتراف الدولى بالمنظمة1975 وخطاب ابوعمار الشهير امام الجمعية العامة للأمم المتحدة،وبذلك جاء سلوك حماس ،وماقامت به من سباحة عكس التيار العام للحركة الوطنية الفلسطينية،والذى كان اتساقا مع المخططات المعادية للشعب الفلسطينى والتى لاتريد له الخيربل تريد التخلص من القيادة التاريخية للنضال الفلسطينى الراحل ياسر عرفات(ابوعمار)وفى ذلك لدينا العديد من الشواهد والمواقف ونذكر منها على سبيل المثال لاالحصر..
الموقف المعلن من إيهود باراك بعد مباحثات القمة الثلاثية فى منتجع كامب ديفيد التى جمعت بين كلا من(عرفات/كلينتون/باراك)عام2000حيث فشل باراك وبدعم من الرئيس الامريكى فى الحصول على تنازلات من ابوعمار فصرح باراك"ان ياسر عرفات لم يعد شريكا فى عملية السلام"تصريحات كهذة من مسؤول بموقع باراك،وبحضور الرئيس الامريكى لاتأتى من باب التهديد الكلامى ،بل جاءت لتدشن رحلة الخلاص من ابوعماربكل مايرمز اليه من تمثيل سياسى،وموقف وطنى،والتخلص من الالتزامات التى ترتبت على طرفى اتفاق أوسلو وماتلاها من تطورات،وبذلك تم الاتفاق بين باراك،وشارون على قيام الاخير بزيارة الى الحرم القدسى لأستفزاز المشاعر،ومع علمهما بأن الزيارة لن تمر بسلام ابدا،ورغم الاتصالات الجانبية لمنع الزيارة لما ستحدثه من تدهور خطير فى الجانب السياسى والامنى،فإن شارون اصر على الزيارة بحماية غير مسبوقة من قوات الجيش،والشرطة الاسرائيلية فى يوم28/9/2000،وهو لم يكن مصادفة انه يصادف ذات اليوم مرورخمس سنوات على توقيع الاتفاق الانتقالى الخاص بالانسحاب الاسرائيلى من الضفة الغربية،وقد حدث ماكان متوقعا حيث انفجر بركان الغضب الفلسطينى تجاه الزيارة المشؤومةوبدأتساقط الشهداء،والجرحى،والاعتقالات،والتى عرفت بأنتفاضة الاقصى،وكشف النقاب فيما بعد ان المخطط أعد بليل،وهو ماعبر عنه لاحقا رئيس الشباك(عامى أيلون) فى مؤتمر صحفى فبل انتهاء خدمته اواخر2000 حيث أعلن"أن التحضيرات للقيام بعملية عسكرية ضد السلطة الوطنية ومؤسساتها الأمنية والمدنية قد بدأت فى شهر فبراير/شباط عام2000 اى خلال مفاوضات الحل النهائى التى أنطلقت اواخر عام1999″!!وعندما أعلن الرئيس الامريكى جورج بوش عن خطته المعروفة أعلاميابخطة(حل الدولتين).
والاهم فى الخطة ماأعلنه بوش فى خطابه بأن" الشعب الفلسطينى يستحق قيادة ديقراطية افضل من القيادة الراهنة"وهو كان تصريحا واضحا جدا فى الدعوة لإنهاء مرحلة حكم وقيادة ياسر عرفات السياسية والتطلع لإستبداله بقيادة جديدة.
ومع تصاعد فعاليات انتفاضة الاقصى التى انطلقت منذ28/9/2000وأزدياد العنف،والاجرام الصهيونى تجاه الشعب الفلسطينى فى غزة،والضفة الغربية،
والتى انتهت بأجتياح شارون بقواته مناطق الضفة ومارس القتل والتدمير والاعتقال حتى استقر بها المطاف بحصار المقاطعة فى رام الله،ومؤسسات السلطة الوطنية،وفى القلب منها مقر قيادة أبوعمار،حيث أعلن شارون عن خطة "الانسحاب الاحادى" من قطاع غزة وذلك فى نهاية عام 2004،وقبل تصفية ابوعمار،حيث مثل الانسحاب الآحادى ارباكا سياسيافلسطينيا فى كيفية التعامل معه،بين الرفض،والتعامل معه مع ضرورة الاستعداد للتعامل مع نتائجه فى حالة التنفيذ خاصة ان خروج القوات الاسرائيلية من قطاع غزة بشكل احادى لايجبر السلطة على التعامل الرسمى معه،ولامقابل سياسيا له،وخاصة ان شارون تجاهل السلطة كليةوكان سينفذ خطته وافقت اولم توافق،وهو المغزى الأهم لرسالة الخلاص من ياسرعرفات،ولايمكن استبعاد ان خطة "شارون"جاءت استعدادالفرض حقيقة سياسية فى قطاع غزة بعد تصفية ابوعمار،حيث ان الفارق الزمنى بين عرض الخطة وتنفيذ مؤامرة التصفية ليس سوى شهور عدة،وهو مايشير الى ان خطة شارون الأحادية جاءت ضمن مشروع اوسع تم تحضيره فى المطبخ الامريكى الصهيونى لفصل غزة عن الضفة بمسميات مختلفة، فالخطة التى كانت ترمى للخروج الأحادى من داخل القطاع مع بقائه تحت الاحتلال العام الجوى والبحرى والبرى فيمالايحدث مثيله فى الضفة.وبعد استشهاد ابوعمارفى 11نوفمبر/تشرين الثانى2004،وحيث تمكنت القيادة والمؤسسات الفلسطينية وبنجاح من اجتياز الازمة،وملء الفراغ الذى مثله رحيل ابوعمار ،وذلك بأختيار السيد محمود عباس(ابومازن) رئيسا لمنظمة التحرير،ودولة فلسطين حيث أجريت الانتخابات الرئاسية فى يناير/كانون الثانى2005وفازبها ابومازن.
وبات يجمع صلاحيات رئيس الدولة،والمنظمة،والسلطة.وانتظر الشعب الفلسطينى ان تنتهى رحلة الحصار على السلطة ماليا،وسياسيا،وان تسهم الولايات المتحدة ،والدول الاوروبية ،والعربية فى أعادة الاعمار لماتم تدميره من مؤسسات السلطة،والعودة للوفاء بالالتزامات المالية لمساعدة السلطة على الوفاء بألتزاماتها تجاه شعبها،ولكن وكمايقولون لقد امتلأت الخزائن بالوعود،ولأنهم لم يجدوا فى القيادة الفلسطينية ما كانوا ينتظرونه بعد رحيل ابوعمار،بل كانوا على العهد ولم يسمعوا من ابومازن غير ماكانوا يسمعونه من الراحل ابوعمارعندها مارسوا الضغوط واوقفوا الوفاء بماتعهدوابه من قبل،واذ بالمطلب الامريكى بإجراء انتخابات،والذى كان ضمن رؤية جديدة تقدمت بها الادارة الامريكية من قبل وفى أعقاب احتلالها العراق2003فيما عرف بمشروع كونداليزارايس"الفوضى الخلاقة"عبر إحداث تغييرات فى بعض انظمة الحكم وفتح الطريق للإخوان المسلمين وتيارات الاسلام السياسى للدخول فى المؤسسات الرسمية،ومؤسسات الحكم،وحاولت القيادة الفلسطينية تجاهل الرغبة الامريكية،وطلبت فترة زمنية لإعادة اصلاح ماتم تدميره بفعل آلة الحرب الاسرائيلية،وفى نهاية المطاف أعلن عن موعد اجراء الانتخابات فى يناير/كانون الثانى2006، والجديد هو اعلان حماس مشاركتها فى ظل شروط اتفاق أوسلو التى سبق لها ان رفضت المشاركة بأنتخابات عام1996بأعتبارها "خيانة وطنية" وذلك حسب وصف حماس لها،بل وهددت فى حينه كل من سيشارك من عناصرها بها،ولم يكن إعلان حماس المشاركة فى انتخابات2006 من أجل انهاء اتفاق أوسلو،ومن يراجع برنامج حماس الانتخابى يجد العنوان الرئيسى"الاصلاح والتغيير"ولن يجد موقفا يطالب بإلغاء الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير وإسرائيل،بل كان أهتمامها منصبا على الاصلاح والفساد وتعبيرات "المقاومة العامة"برنامج كان واضحا أنه رسالة جديدة من حماس الى الغرب والولايات المتحدة،وجرت الانتخابات التى سبقتها تصريحات امريكية بحوالى(48) ساعة بتلقى السلطة اموالا امريكية للتنسيق الامنى،وبالنظر لحالة الارتباك،والثقة المفرطة فى البيت الفتحاوى فازت حماس بعدد من المقاعد يفوق كل التقديرات حيث حصلت على مايقارب(74)مقعدا من اجمالى(130)،ولم تكن هذة النتائج تعكس قوة حماس بقدر ماتعكس الارتباك،وعدم الاستعداد والالتزام التنظيمى،وخطأ فى تقدير الامور المحلية،والاقليمية،والدولية،وبخاصة عدم منح الرئيس حق صلاحية الدعوة لأنتخابات مبكرة عندنشوب صراع بين مؤسسات الحكم،وايضا اقرار النظام الانتخابى بالتمثيل النسبى الكامل.وعلى ضوء هذة النتائج وكما هو مخطط له بدأت حالة الصدام وحدوث حالة من الازدواجية فى السلطةومؤسساتها بعد خطاب التكليف الذى أرسله الرئيس محمود عباس الى اسماعيل هنية قائد حماس البرلمانى والمكلف بتشكيل الحكومة،وكان الخطاب واضحا وحسب ماتقضى به الاعراف والقواعد الدستورية بضرورة الالتزام بكل ماسبق من ألتزامات للسلطة والمنظمة،لكن خطاب اسماعيل هنية الذى تقدم به كبرنامج للحكومة(الحمساوية)لم يراعى ماورد فى خطاب التكليف من ملاحظات الرئيس،وتجاهل كليا خطاب التكليف،بل أنه لم يتشاور مع الرئيس فى الخطاب ومضمونه،مماأعتبر خروجا على القواعد الدستورية وبداية لصراع قادم،بل انقلابا مبكرا،وخلق حالة من الازدواجية غير مسبوقة،وان استمرارتلك الازدواجية لاتنتهى ألا بأزاحة الآخر،وتمسك الرئيس بالاعراف،والقواعد الدستورية،وماأن لمست حماس ان الرئيس لم يستخدم حقه الدستورى فى محاسبتها ووقف جنوحهاحتى سارعت وبنية مبيتة بالطلب تشكيل قوة أمنية خاصة بها ولها؟؟!! سمتها القوة التنفيذية تحت ذريعة ان الامن الداخلى يخضع لصلاحيات رئيس الوزراء،والتى اصبحت من ابرز عوامل الانقلاب الحمساوى وأداته فى الرابع عشر من شهريونيو/حزيران2007،وبعدأن تمكنت حماس من تطوير وتوسيع قوتها الامنيةوبمنح الرتب الخاصة بهم،ودون اقرار من الرئيس اومشاورته،وفى الوقت الذى تمكنت من وضع عناصرها فى مواقع وظيفية عليا دون الالتزام بقانون الخدمة المدنية،ومارست(التمكين المبكر) فى مؤسسات السلطة العميقة.
ومع تصاعد وتيرة الخلاف،واتساع الفجوة،تم عقد لقاء بمكة وبدعوة سعودية وصدر عنه بيان توافقى،وتشكلت بموجبه حكومة (وحدةوطنية)لكنها لم تستمر سوى اشهر قليلة قبل ان ينتهى بها الامر بالانقلاب العسكرى الدموى الذى نفذته حماس فى14/6/2007بعد ان نضج فى المطبخ الحمساوى ،وبعد تهيئة مسرح العمليات للانقضاض على الشرعية النضالية الفلسطينية ليتحول قطاع غزة من جزء من مشروع وطنى فلسطينى وحلم الدولة ذات مؤسسات تباهى بها امام الامم ،وتسقط المقولة الضالة والمضللة(شعب بلا ارض لأرض بلاشعب)التى اخترعتها الحركة الصهيونية،وتساوق معها البعض لتسهيل،واقامة الحجة للاستيلاء على فلسطين وتشريد شعبها،الى ارض تم أختطاف شعبها من قبل جماعة مسلحة،ومحاصر من قبل الاحتلال،وخلق وهم التحرر من رق الاحتلال وصولا الى الانفصال السياسى والسكانى بين شطرى الوطن والذى لم ينجح فيه الانفصال الجغرافى مابين الضفة والقطاع،وهاهو القطاع قددخل رحلة الاختطاف منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم ،ولايظهر فى الافق بوادر انقشاع تلك الغمة،وزوال الامارة لتكون الدولة بكل مؤسساتها تجاهد ومعها شعبها من اجل زوال الاحتلال،ولتستمر رحلة الكفاح الوطنى حتى نيل الحرية والتحرر والاستقلال على انقاض كل انقسام او انفصال واندحار كل دعاة الانقسام بفعل الكل الفلسطينى الذى يعانى ويلات الانقسام والانفصال فى الوقت الذى تشتد فيه الهجمة الصهيونية/الامريكية فى محاولاتها لتصفية القضية،وشطب الحق الفلسطينى الذى فشلوا فى تحقيقه عبر قرن من الزمان،وبرغم ماأمتلكوا من نفوذ،ودعم القوى الاستعمارية قديمها،وحديثها،ولكاتب السطور مشاهدات حية اثناء زيارته لفلسطين فى قطاع غزة ضمن وفد لجنة الشؤون العربية لمجلس الشعب المصرى2012على الانقلاب وتداعياته على القطاع،والاصرار الاعمى على الاستمرار فى حالة الانقسام والانفصال دون مراجعة،وعلى ضوء ماذا كان ذلك يحقق الاهداف الوطنية للشعب الفلسطينى ،اما انه يمثل عقبة فى سبيل تحقيق الاهداف المنشودةوالوطنية للنضال الفلسطينى،وسجل كاتب السطور موقفه عند الحديث عن المصالحة بعد العودة ،وبحضورمن يمثلون امتدادا للحالة الحمساوية من اعضاء اللجنة بحكم الانتماء للتنظيم الام(ان من استوزر لن يعود الى المربع الاول)،(وان الامر ليس بخلاف فى الرأى ليمكن تداركه ولكن الامر فى المنشأوالتوجه)،(ومن يقبل ان يمارس هذا الحقد والاجرام،ويسقط مسيرة نضال وتضحية لشعب فلسطين بكل مافيه من ألم وأمل لايعرف معنى التعايش الوطنى،والتشارك فى المسؤولية)وبعد مرور ثمانى سنوات على وقائع هذة الزيارة لقد اثبتت الاحداث والمواقف وللأسف الشديد صحة موقفنا ان الانقسام والذى تحول مع مرور الوقت وبفعل فاعل الى حالة انفصال.
وهو مايعد رافعة للاحتلال الصهيونى،ومبررا للبعض للتهرب من الوفاء بتعهداتهم تجاه حقوق الشعب الفلسطينى بدعوى الانقسام وفشل الفلسطنيين فى علاج خلافاتهم.ورغم ذلك تحقق الدبلوماسية الفلسطينية على الساحة الدولية العديد من المكاسب ففى عام2012 تحصل فلسطين على140 صوتا من مجموع الجمعية العامة للامم المتحدة بمايمنح فلسطين صفة العضو المراقب(دولة تحت الاحتلال)،وبما يفتح الطريق امام فلسطين للانضمام الى عضوية مايصل الى(500)منظمة واتفاقية وهيئة تابعة للامم المتحدة،وللاسف كل المحاولات والجهود الفلسطينية لتحقيق مكاسب على المستوى الدولى كانت لاتخلو من المنكافات الحمساوية التى تسعى للنيل من القيادة دون تقدير للمسؤولية الوطنية التى تفرض على الاطراف المختلفة الارتفاع على الخلافات والمصالح الحزبية الضيقة وهو مالم تفعله حماس اوتفكر فيه وللاسف.
ورغم كل ماسبق الذى نورده على سبيل المثال لاالحصرفأن هناك من لايزال حسن النية بقيادة الانقلاب الحمساوى بأن الأزمات ،والمخططات،والتهديدات التى تستهدف تصفية الحق الفلسطينى ستدفع حماس للمراجعة والعودة الى الكل الفلسطينى،وحضن الحركة الوطنية الفلسطينية كحركة تحرر وطنى وتقرير مصير وليست قضية أنسانية تنتظر الهبات والصدقات لكن حماس لم ولن تفعل حيث أنها لم تعد اضافة للعمل الوطنى الفلسطينى بل اصبحت خصما عليه وليس له.واذا لم تراجع قيادة حماس مواقفهاوهى تضع نصب عينيها مصالح الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة ،وفى الوقت الذى تتزايد فيه الهجمة الصهيوامريكية،والتى اصبحت معلنة وغير خافية على أحد،وفى ظل تصاعد العداء الامريكى والاجراءات الانتقامية التى ينفذها بحق كل ماهو فلسطينى فمتى تراجع حماس نفسها؟،ان قيادات حماس فرحة وتختال بماتقيمه من علاقات وروابط مع بعض القوى الاقليمية و،وبعض الجماعات دون شعبها وقواه السياسية المناضلة،وفى ظل تفشى الوباء(كوفيد19)كورونا المستجد ومايتعرض له الشعب الفلسطينى من تحديات للانتصار فى معركة الوباء فى ظل الاحتلال،ومخاطر سياسة الضم والاستيلاء على الاراضى الفلسطينية بعد تشكيل التحالف الصهيونى الحاكم فى إسرائيل أليس ذلك مبررا ودافعا لقيادة حماس ان تراجع نفسها وتصحح من موقفها،والاعتذار لشعبها،حماس التى ربطت النضال الفلسطينى ومصير شعبها برهانات،وحسابات لاتمت بصلة لما ينتظره الشعب الفلسطينى ويعقد عليه الأمال وتقدم من أجله التضحيات،حماس التى تنكرت لكل الاتفاقات التى تم التوصل اليها عبر جوالات التفاوض منذقبل الانقلاب وحتى اليوم،حماس التى تتاجر بأحلام وأمال الشعب الفلسطينى لتحقيق مكاسب فصائلية بغض النظر عن الثمن الذى دفعه الشعب الفلسطينى (على سبيل المثال مسيرات العودة)،حماس التى تخشى ابوعمار بعد مضى السنوات على رحيله فتمنع أحياء ذكراه رحيلا ومولدا،وتمنع أحياء ذكرى الانطلاقة لحركة التحرر الوطنى الفلسطينى (فتح) لأنه يذكرها بالالتحاق المتأخر بركب الثورة وبحسابات ليس كلها خالصا للوطن وقضيته العادلة،حماس التى لاترى من المشهد ألا الامارة الاسلامية التى تسيطر عليها فى قطاع غزة لشعب تم أختطافه،وفى ظل حصار إسرائيلى،وبوهم التحرير الاول الذى ارادوا أن يلحقوا به التحرير الثانى من ابناء شعبهم لكونهم تربوا فى فتح،بعد (13)عاما يزداد العمى الاسود ليطمس كل رؤية وطنية عن قادة حماس،ونقول لهم الثورة أيمان..الثورة عنوان،وكما قالها السيد محمود عباس(ابومازن) صريحة لاتقبل تأويل لادولة فى غزة ولادولة بدون غزة ..ياأهل (حماس) فلسطين تناديكم..الآن..الآن ..وليس غدا فلنفشل المؤامرة
#وباء الصهيونية اخطر من كل وباء،والانقسام خير هدية تهدى لأعداء الشعب الفلسطينى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.