أختتم مؤتمر “قصيدة النثر المصرية” فعاليات دورته السادسة والتي حلت “الجزائر” ضيفا عليها وقد تم اصدار انطولوجيا للشعر الجزائري بهذه المناسبة ومختارات شعرية لاجيال مختلفة من اعداد وتقديم ميلود حميدة. وأكد الشاعر عادل جلال- منسق عام المؤتمر- ان المؤتمر عمل خلال دوراته السابقة والدورة الحالية علي القاء الضوء علي القصيدة الجديدة في مصر والعالم العربي واصدار عدد من المطبوعات الشعرية والبحثية. وقد صدر عن المؤتمر، كتاب للابحاث والدراسات تحت عنوان شجر ينبت علي ضفتي النهر” وتضمن دراسة لابراهيم عاطف تحت عنوان “قراءة في خصائص بناء الصورة الشعرية.. قصيدة النثر المصرية نموذجا” اكد خلالها ان الاهتمام النقدي بدراسة بناء الصورة يأتي من ان الصورة هي اساس الخلق الفني وهي التي تعبر عن تحولات النص الشعري, وتحمل المواقف الابداعية والاجتماعية, وتسهم في فهم تجربة الشاعر الابداعية من خلال قدرة الصورة الشعرية علي بناء الاشكال المجازية التي تنقل رؤي الكاتب للعالم, وتعمل علي تحويل الواقع الحسي المجرد الي عوالم شعرية خلاقة, لذلك قامت الصورة الفنية لقصيدة النثر علي انقاض الصورة الشعرية النمطية والتراكيب اللغوية الجاهزة, وعملت علي كسرالنوعية, وغامرت في ساحة اللغة اليومية عبر عملية اختيار شعري فاعل حيث تحل الشعرية في نصوص غير شعرية ترتبط بالحياة وتنقل معاناة الانسان المعاصر. أبعاد جمالية وجاء بحث د. احمد تمام سليمان تحت عنوان “البعد الجمالي في قصيدة النثر الحداثية” اشار فيه الي ان تحليل قصيدة النثر بالآليات ذاتها التي يحلل بها النقاد القصيدة العمودية او القصيدة التفعيلية امر لا يجوز, لان الذائقة والاداة اختلفت باختلاف الزمن ومع طياته وتجلياته, وان كان من الجائز ان تتلاقي القصيدتان من الناحية الجمالية بوصفهما شعرا. واضاف د. سليمان، قصيدة النثر غرضها التفكير لا التطريب, ويميل شعراء قصيدة النثر المحدثون الي تطارح الافكار واحيانا الي تصارعها, حتي تحدث المفارقة الشعرية بدلا من استعراض الزخرف اللفظي والمعنوي, فهي ليست قصائد غنائية ذات طابع شفاهي, لذا فهي قصائد لاتتطلب شاعرا يلقي لجمهور, وانما تتطلب قارئا متأملا لنصوص. وجاء بحث د. ناهد رحيل عن “حدود التجريب في قصيدة النثر النسوية” التى اكدت فيه أن الشاعرات المصريات عبرن عن قضايا المرأة في قصائدهن بخصوصية كبيرة,حيث بدأت الشاعرات بعرض تجربتهن من منظورهن الخاص في خطاب شعري ذا ابعاد رؤية وجمالية واضحة يحرص علي عدم محاكاة النموذج الذكوري وخطابه المهيمن. وتحدثت د. هويدا صالح في بحثها المعنون ب “جماليات قصيدة النثر المصرية” عن ان قصيدة النثر خيار “جمالي” حيث تقدم بناء وفضاء شعريا بمعايير فنية مغايرة لما هو سائد عن الصورة الذهنية التي كونها القراء منذ قرون طويلة عن الشعر العربي الذي يعتمد علي الوزن وتفعيلاته, وهي تساعد القارئ علي أن يكون خلاقا في استخراج الدلالة النفسية والفكرية وفرادة الرؤية التي يمتلكها شاعر عن اخر دون ان يكونواقعا تحت تأثير الموسيقي والصور المجازية المفرطة. قصائد جزائرية أما كتاب “قصائد تضىء الطريق من الجزائر الي القاهرة ” فتضمن مختارات للشعر الجزائري الحديث عبر ابرز اسمائه ومنها “الاخضر بركة” و”اسيا جبار” و”يوسف سبتي” و”لميس سعيدي” وعبد الرازق بوكبه” و”رشيد بو جدرة” و”اسماء مطر” وجان نياك” و”الخضر شودار” وغيرهم. واكد د. ميلود حميدة فى تقديمه للمختارات قائلا: إنه حاول من خلال هذه الانطولوجيا ان يقدم بحثا بانوراميا عن كل الاسماء التى تتقاطع مع شكل قصيدة النثر المعاصرة وتقديم نموزج لهذا العمق الابداعى فى الجزائر. وقد تضمن المؤتمر، عدة جلسات منها جلسة تحت عنوان مسارات ادار الشاعر عيدعبد الحليم وشارك فيها الشاعر محمود قرني وجلسة تحت عنوان “ذاكرة القصيدة” ادارها الاعلامي عمرو الشامي وشارك فيها الناقد د. صلاح السروي متحدثا عن “جدل الكلمات والاشياء في شعر حلمي سالم, والناقد احمد حسن متحدثا عن “فضاء الرؤية وجماليات التجربة في شعر اسامة الدناصوري”. وجلسة خاصة شارك فيها د. احمد بلبولة متحدثا عن “قصيدة النثر دراسة تفيكية”. ومدحت صفوت عن “الاربجاء في قصيدة النثر المصرية. امسيات شهرية كما شهد المؤتمر عدة امسيات شعرية، الامسية الاولي، ادارتها الاعلامية فاطمة السردي وشارك فيها الشعراء عيد عبد الحليم وعماد غزالي ومحمد ابو زير ومحمد الكفراوي ومحمود قرني ومحمد السيوفي, والامسية الثانية، شارك فيها احمد المريخي واسلامي سلامة وابراهيم النحاس وابراهيم محمد ابراهيم وحسونة فتحي وزيزي شوش ومن الجزائر اسراء زانه فهيم. اما الامسية الثالثة، التي ادارها الشاعر الجزائري محمد بوطغام فشارك فيها الشعراء امجد ريان وسيد التوني وعبد الله راغب وعربي كمال وكريم عبدالسلام وهبة عصام ومصطفي عبادة ووئام ابو شادي.