تمثل محافظة الدقهلية، واحدة من اهم المواقغ الثقافيه فى مصر، ليس فقط بما تمتلكه من مواقع ثقافيه منها 7 قصور و17بيتا للثقافة و17مكتبة ثقافية تنتشر فى كل مدنها بل بما اسهمت به فى الحراك الثقافى والفكرى المصرى عبر تاريخ الوطن وبما قدمته من رموز واسماء لامعة فى كل مجالات الادب والفن المصرى المعاصر. الا ان الواقع الثقافى فى الدقهليه او ما يطلق عليها ابنائها « عاصمة النور « صار فى ازمة خاصة فيما يتعلق بالدور الذى تقوم به المؤسسة الثقافية الرسمية مما دفع المبدعون الى ابتكار انشطة وفعاليات خارج حدودها وتكوين صالونات واشكال ثقافيه مستقلة تلعب دورا هاما ومؤثرا فى الواقع الثقافى بالمحافظة. الشاعرة «رشا الفوال» اشارت الى ان مصر عموماً والدقهلية خصوصاً تفتقد الدور الاجتماعى للمثقف أو ما يطلق عليه المثقف العضوي فنجد التربية والتعليم فى واد والثقافة فى واد والجامعة فى واد آخر ولن تجد طالب يعرف معلومة عن أحد أدباء محافظته إلا من رحم ربه. المشهد الثقافى فى الدقهلية، تسيطر عليه الشللية ولعبة تبادل الكراسي ولن تجد التفات للدراسات البينية والنقدية إلا فيما ندر لكن ستجد الكثير من الصور والفعاليات التى تستوفى الشكل والمضمون خاوى وكأن هناك اتفاق ما لتهميش المثقف الذى يتسم بقدر من الوعى والقدرة على العطاء بينما يتصدر المشهد أصحاب العلاقات. الناقد سمير الامير يؤكد ان هناك صالونات للوجاهة وللصور ولا تهدف لشيئ سوي الادعاء والثقافة محصورة فى مجموعة وهي خارج السياق. ويعبر الامير عن دهشته من ان يعهد اقليم شرق الدلتا الثقافى بفحص الكتب لدكتورمعادي للادب الشعبي وشعر العامية. ولولا وجود مركز الرواد ومختبر السرديات.وبعض جهود على عبد العزيز فى نادى الادب لاصبحت المنصورة غائبة تماما. مضيفا، ان فرع اتحاد الكتاب يسيطر عليه مجموعة من محدودي او عديمي اومدعي الموهبة ويوجهون نشاطه فى اتجاه قضايا تافهة شرب عليها الزمان وبال لا لشيئ الا لان المنصورة لديها عضوية من بقايا سنوات ثروت اباظة. يشكلون قاعدة انتخابية ورغم ان معظمهم لا يكتب شيئا يستحق عليه عضوية الاتحاد مشيرا الى وجود شموع فى هذا الخضم من الزيف والادعاء فقد اسنطاع مختبر سرديات المنصورة ان يقدم نموذخا جيدا لما يمكن ان تكون عليه الحياة الثقافية من جدية ويرجع ذلك لجدية القائمين عليه كالناقد ايمن باتع فهمي والدكتور خالد ابو الفتوح والقاص عماد مجاهد والناقد فكري عمر وقد استطاع مختبر السرديات ان يضيئ اعمالا هامة لكتاب من الدقهلية كما اجتذب اسماء مهمة من كتاب مصر باسرها. وكذلك استطاع مركز الرواد للابداع، أن يقيم فاعليات فكرية وادبية هامة ونجح فى عقد مؤتمرين سنويين هامين استطاعا لفت انظار المثقفين والكتاب من كل ارجاء الوطن بل ومن العالم العربي فضلا عن نشره لثلاثة كتب ضمت دراسات واعمال بالغة الاهمية. المشهد الأول قال الروائى» نبهان رمضان» ان المشهد الأدبي الحالي فى الدقهلية لا يختلف كثيرا عن المشهد الأدبي فى مصر كلها. حيث المواهب الأدبية ملقاة على الطريق ولا تجد من يرعاها أو يرشدها إلى الطريق الصحيح رغم وجود مؤسسات حكومية ثقافية منتشرة فى كل مراكز المحافظة و قصور و بيوت الثقافة التي تعلن عن أنشطة على مدار العام لكن عندما ندقق النظر فى هذه الأنشطة نجدها مقتصرة على أشخاص محددين، يتم عدهم على أصابع اليد الواحدة. واشار الى ان صعوبات الحياة اليومية التي يعاني منها الشعب المصري يجعل مفاتيح الثقافة و المجالات الأدبية فى يد وزارة الثقافة المصرية دون غيرها من مؤسسات الدولة التي أخذت فى الانحدار و التردي لانصراف الموهوبين عن هذه الأنشطة التي وقعت فى يد موظفى الثقافة الذين يهتمون ب تستيف أوراق أكثر من الاهتمام بنتائج تفيد الثقافة مثل البحث عن مواهب أو إرشاد المواهب المبتدئة إلى الطريق الصحيح وما إلى ذلك. تواصل الأجيال وأكد ان تراكم الأجيال السابقة و عدم تواصل الأجيال فى المناصب الثقافية، أغلق كل المنافذ أمام الجميع و اقتصرت على فئة محددة تتبادل الأدوار و تستأثر لنفسها كل دعم ممنوح للأدباء من وزارة الثقافة لدرجة جعلت بينهم و بين موظفى الثقافة فى المحافظة ألفة و تبادل مصالح حتى أطلق أحد الظرفاء قائلا: عندما تعرف من هو رئيس نادي الأدب الحالي و السابق تعرف من يحل عليه الدور فى النشر الإقليمي. واضاف رمضان ان الكثير من أفراد ينتمون لجيل الوسط حاولوا إيجاد حلول بعيدا عن الشللية فتكونت صالونات متفرقة فى المحافظة و خاصة مدينة المنصورة تشجع الشباب عموما و تحث على حضورهم و إعطائهم فرص موازية لهؤلاء المبعدين من أنشطة وزارة الثقافة. هذه الصالونات تستقطب المواهب التي تعد بالنسبة لهم مجال تنافس و فخر فيما بينهم.امتلأت أجندة الأسبوع الثقافى بندوات ثقافية (الثلاثاء صالون المنصورة الثقافي، صالون عبير الشهري، أكاديمية الرواد الشهري، صالون ماهر عبد الواحد الشهري،صالون التجمع التابع لحزب التجمع، صالون هبة دربالة). لم تفرز الكثير من المواهب الجادة لكنها ظاهرة ملفته إلى النظر تستحق الدراسة للبحث عن أسبابها و تأثيرها فى الحياة الأدبية. تعدى الأمر تنظيم ندوات أسبوعية وتطور النشاط إلى تنظيم مؤتمرات اليوم الواحد سنويا و موسميا على مستوى مصر أو عربيا إلى حد ما يتم استضافة شاعر أو اثنان عرب من دول عربية مثل (مؤتمر سقراط للإبداع )ينظم مؤتمر كل ثلاثة أشهر و يستضيف شعراء من الوطن العربي مثل البحرين وتونس والجزائر ويشير « رمضان « الى انه من أهم التجمعات المتواجدة فى المنصورة نادي أدب رامتان المكون من بعض طلبة جامعة المنصورة يجتمعون فى أماكن لم تكن متوافرة للأجيال السابقة مثل مراكز تقدم خدمات لطلبة الجامعة( يطلق عليها سنتر خدمات)، من ضمن هذه الخدمات توفير مكان مناسب لطلبة جامعة يتدارسون فى مكان هادئ بعيدا عن صخب المقاهي و أسعار مناسبة، يستضيفون بعض المبدعين و كان آخرهم الروائي محمد عبد النبي و لم تقتصر اجتماعاتهم على الأدب أيضا يعرضون فيلم عالمي أو مصري و يتناقشون حوله أو لوحة فنية تشكيلية يطرحونها فيما بينهم و يتناقشون حولها. مؤكدًا ان مدينة المنصورة ستظل حاضنة للأدب و الفنون عموما، حتى لو تسلل مواهبها الى العاصمة المبهرة القاهرة لكن هناك من المبدعين و القامات لن ترضى عنها بديلا. غياب المثقف الفنان المسرحى محمد قطامش يؤكد ان المنصورة ستظل عاصمة النور بالفعل قد تأثرت محافظة الدقهلية مثل كل محافظات مصر غير مستقرة ثقافيآ فى جميع فروع الفنون والأداب من حيث تصدر المشهد الثقافى والقدرة الحقيقية على الفعل الثقافى وما يمارث من عشوائيات من مدعى الفنون والأداب من أنصاف المواهب مما أفرز العديد من التوجهات والتيارات الثقافية وإندثار تيارات أخرى متشددة ودخيله على المجتمع المصرى وقد أدى هذا إلى ارباك الواقع الثقافى المصرى وفتح الباب على للعديد من الثقافات المتعدده بظواهرها الخادعة لتغزو عقول باتت مؤهله لاستقبال ذلك فى غياب المثقف الحقيقى ولم يسلم من ذلك إلا من كان يؤمن بثقافته وموروثه الشعبى وتراصه الأصيل. وبرغم تراجع موجات ثقافية تعرف بتشددها إلا إنه سرعان ما دخلت على مجتمعنا موجات ثقافيه أخرى ربما تكون بل من المؤكد إنها أكثر شراسه ووحشية حيث أنها لاتعتمد على الحذف الثقافى بل تتعمد غرث ثقافات دخيلة أكثر خطورة على مجتمعنا فى الوقت الذى تتراجع فيه المؤسسة الثقافية الرسمية للدوله أو كادت تتلاشى وفقدت القيام بدورها الحقيقى بالحفاظ على ثقافة المجتمع لتنغمس فى دعم وتصدير ثقافات مغايرة موجهة تخدم أهداف بعينها عن طريق دعم منتجات أدبية وفنية ربما تتدنى لخدمة اشخاص على حساب الثقافة العامة للمجتمع مما جعل المثقف الحقيقى ينئى بنفسة عن هذه المؤسسات وإستحداث مؤسسات شبابية مستقلة يمارس فيها الفعل الثقافى الحقيقى ولكن الكثير من هذه المؤسسات الثقافية المستقلة وقعت فريسة لرد الفعل السلبى المتمثل فى الرفض للرفض دون اللجوء للفعل الثقافى الإيجابى. إلا إنه فى الأونة الأخيرة ظهرت فعاليات ثقافية اكثر وعيآ وإيجابية جمعت ما بين المؤسسات الرسميه المعطلة برغم ضعف امكانياتها وقدرتها على الفعل الثقافى والمؤسسات الثقافية المستقلة وقدرتها على التواصل مع المجتمع وبخاصه الشباب لخلق ثقافة متوازنة ومعتدلة تحتوى وتستوعب بداخلها تيارات ثقافية متعددة تعيد للمشهد الثقافى المصري قوته ورونقه وريادته والقدرة على مواجهة عشوائيات مدعى الثقافة من انصاف المواهب بالأداب والفنون ومما يتصدرون الوجة الثقافية من موظفى المؤسسة الثقافية الرسمية. وبالفعل كانت المنصوره بمثقفيها ومبدعيها فنار يهتدى إليه طليعة الثقافة ولتكن المنصوره بحق عاصمة النور. تكونت جماعة (مختبر سرديات المنصورة) التي اهتمت بالنقد و اختصت بالسرد فى المقام الأول من ضمن أهدافهم وضع الإبداع على طاولة البحث و التدقيق للخروج بمميزات و عيوب العمل السردي الإبداعي سواء كان قصة أو رواية و أحيانا عمل شعري. لم تهتم بكون المبدع نجم أو من الصف الأول المهم أن يكون العمل الإبداعي على مستوى جيد و محترم.