أثار البروتوكول الجديد، الذى تم توقيعه بين الهيئة الوطنية للإعلام وإعلام المصريين، الجدل والتساؤلات داخل أروقة ماسبيرو والوسط الإعلامى، وتباينت الآراء ما بين مؤيد ومعارض وبين طموحات وتفاؤل من جانب البعض ومخاوف من جانب البعض الآخر، فهناك من يرى أنه من الأفضل أن يأتي التطوير من داخل ماسبيرو وبأيدى أبنائه خشية أن يصبح مجرد صورة من القنوات الخاصة الموجودة التى قد يكون عليها كثير من الملاحظات. البعض الآخر المؤيد للتعاون، يراه ضرورة ملحة وفى توقيت مناسب لدعم هذا الصرح الذى اثقلته الديون والأوضاع المالية السيئة، والتى ترتب عليها عجز قدره 6.2 مليار جنيه فى 30 يونيو 2018، ورصيد مرحل من الخسائر"خسائر تراكمية" تقدر بنحو 42 مليار جنيه، وفقا للحساب الختامى للهيئة الوطنية للإعلام عن السنة المالية 2017/2018، سواء بسبب وجود سوء إدارة فى الهيئة، متمثلة فى عدم استغلال لأصول الهيئة المتمثل فى مثلث ماسبيرو وغيره، إضافة إلى تزايد عدد القنوات، دون أن يكون لها أى عائد، فالإذاعات وصلت ل 60 محطة، و23 قناة، وهذه نسبة كبيرة بلا جدوى!. شراكة بغرض الربح يرى خالد السبكى، مدير عام بالقطاع الاقتصادى بالهيئة الوطنية للإعلام، ضرورة أن نفهم بشكل صحيح هذه الشراكة والتعاون بين الهيئة وإعلام المصريين، والذى تم الإعلان أن من أهدافه تطوير ماسبيرو وتقديم محتوى أفضل على الشاشة، من خلال دمج الخبرات بين الطرفين طيلة الخمس سنوات مدة الشراكة، موضحا أن ما حدث ماهو إلا شراكة إعلامية استراتيجية هدفها ربحى بحت، ولكن الأهم هل سيعود بالنفع على ماسبيرو والعاملين فيه أم النفع للشريكين فقط؟!. وأشار" السبكى"، إلى أن إعلام المصريين كوكيل إعلانى يهدف للربح هو المستفيد الأكبر من الصفقة، لأن ماسبيرو لديه مكانة كبيرة بحكم التاريخ لا تستطيع القنوات الخاصة منافسته عليها، كما أن فكرة تطوير المحتوى وإنشاء قناة فضائية موجهة للمنطقة العربية تكون باكورة مجموعة قنوات فضائية تبث من خلال النايل سات، جاءت مواكبة ومتزامنة لفرصة وجود بطولة الأمم الإفريقية فى مصر، لذلك فوجود قناة مخصصة لتغطية البطولة الأفريقية بجودة HD نجاح ومكسب. إخفاق فى التطوير من جانبه، أكد الخبير الإعلامى، ياسر عبدالعزيز، أنه لا يوجد أى مانع من أن تقوم هيئة بث ما بعمل شراكات أو بروتوكولات مع هيئات أخرى لتعزيز ادائها، مشيرا إلى أن ماسبيرو يمتلك طاقات وقدرات كبيرة، ولكنه أظهر إخفاقًا مستمرًا فى السنوات الأخيرة فى إصلاح أوضاعه المالية والإدارية، وبالتالى فى تطوير المحتوى الإعلامى الذى يُقدمه ولم يبرهن على قدرته على البقاء فى دائرة المنافسة وارتفعت حجم خسائر اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وبالتالى لا يوجد ما يمنع من عمل هذه البروتوكولات أو الاتفاقات لتعزيز الأداء والعمل على انماط جديدة فى المحتوى ذات الطبيعة التنافسية فهو يحتاج أفكارا جديدة حتى يعود لموقع تنافسى. وأوضح، أنه لا يمكن الحكم على أى بروتوكول بمجرد توقيعه، وبالتالى نحن فى حاجه إلى الانتظارومعاينة المحتوى والأداء الذى سينتج عن هذا التعاون وبعد ظهور المحتوى يمكننا الحكم عليه وعلى مدى نجاحه من عدمه. ماسبيرو الأصل فيما أضاف محمد الطوبجى، المذيع بالقنوات المختصصة بماسبيرو، أن توقيع هذا التعاون أمر طبيعى فى ظل أن مؤسسات الدولة تلعب دورًا مهمًا مع الإعلام سواء كان حكوميا أو خاصا، مشيرًا، إلى أنه أرسل رسالة إلى "تامر مرسى" يطلب منه الاستعانة بأبناء ماسبيرو فى حالة التطوير والاستفادة منهم حتى يتنسى له فعل ما لم يقدر عليه قيادات الاتحاد حيث اكتشاف المواهب التى اخنفت داخل هذا الصرح. واعترض" الطوبجى" على استخدام مصطلح "تطوير ماسبيرو" المنوط ل" اعلام المصريين" العمل عليه، موضحًا أن هذا الصرح العملاق لديه من القدرة على تطوير جميع قنوات الإعلام الخاص الذى يديره بالفعل على أرض الواقع أبناء الاتحاد، ضاربا مثال بقناه mbc مصر التى يديرها "محمد عبد المتعال" ابن قطاع الأخبار، وكذلك "محمد وابراهيم طمان" أبناء الأسرة والطفل ومسئولا الإخراج بقنوات "الحياة و أون تى فى" وغيرها. قفزة جديدة بينما يرى رئيس لجنة تقييم الأداء الإعلامى السابق دكتور محمود علم الدين، أنها خطوة جيدة فى ظل القدرات التسويقية العالية لشركة" إعلام المصريين" والتى يمكن أن يستفيد منها التليفزيون ليحقق قفزة جديدة يحتاج لها فى الوقت الحالى، مطالبًا بضرورة الوقوف على الوضع القائم لماسبيرو حتى يتنسى لنا تقييم التجربة بعد نهايتها، وهل أضافت لهذا الصرح، وهل رفعت من الكفاءة المهنية للعاملين أم لا؟، وذلك من خلال خبرات مستقلة ومحايدة لا تنتمى لأى من الطرفين، مشددا على أهمية الحفاظ على هوية ماسبيرو، بعيدًا عن النسخ والتكرار للقطاع الإعلامى الخاص، خاصة أن كل ما نحتاجه هو تطوير المحتوى والأفكار ودراسة جادة لأسباب بعد المعلنيين عن التليفزيون ومتابعة البرامج التى يشاهدها الجمهور عبر الفضائيات ويريدها على شاشات ماسبيرو. وطالبت الإذاعية بالبرنامج العام، منى بطاح، بضروة دراسة البرتوكول وعرضه على لجنة متخصصة لمعرفة الاستفادة منه قبل العمل به، مشيرة إلى أن ماسبيرو كان دائما وسيلة للتربية والثقافة، وحتى البرامج الحوارية كانت تحترم الرأى والرأى الآخر، فلذلك كان المواطن يلتف حوله لأنه يلبى احتياجاته، وشددت على ضرورة الاهتمام بالتطوير الفكرى للإعلام وإلقاء الضوء على الإنجازات التى تقوم بها الدولة حتى يتفاعل معها المواطن ويقترب منها وحتى لاتصبح الشراكة مجرد سوق تجارى. خصحصة الإعلام أما دكتور حسن مكاوي، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، فقد اعتبر هذا التعاون إعلان صريح أن القيادات الموجودة فى ماسبيرو عاجزة عن إيجاد حلول لمشكلات هذا المبنى العريق وبناء عليه اضطروا الى اللجوء للشركات الخاصة لانتشال الإعلام العام من أزمته، مُضيفًا أن ماسبيرو يمتلك من الخبرات والكفاءات القادرة على إقالته من عثرته بشكل صحيح، وهم من يضعون الحلول ويُمكنهم الاستعانة بخبراء من خارج المبنى، ولكن قرار ترك المبنى للغير لإعادة الهيكلة والتطوير يجانبه الصواب، وأن هذا معناه أن قيادات ماسبيرو لابد أن تُبعد عن المشهد، لأنها غير قادرة على الحل. واوضح " مكاوى" أنه لابد التفريق بين إعلام الدولة والإعلام الخاص، فخصخصة الإعلام العام أو اللجوء إلى شركات إعلامية خاصة لحل أزمات ماسبيرو لن يُجدى نفعًا، وسيستمر الإعلام فى معاناته وتدهوره دون حلول فعليه، وذلك لأن الإعلام الخاص يهدف إلى الربح، بينما يعنى الإعلام العام بتقديم خدمة عامة، وتنوير الرأى العام والارتفاع بمستوى ذوق الجمهور، وكل هذه الأمور واجب أصيل للدولة. البيان من جانبها، اصدرت شركة "اعلام المصريين" بيانا تعلن خلاله عن توقيع عدة بروتوكولات، تعاون بينها برئاسة تامر مرسى وبين الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة حسين زين، وذلك بهدف تقديم محتوى أفضل ومتطورخاص بالمحطات المملوكة لماسبيرو، ومن خلال تعاون الخبرات الموجودة فى كل من التليفزيون ومجموعة إعلام المصريين، خلال خمس سنوات، هى مدة البروتوكولات التى تم الانتهاء من توقيعها، وبموجب تلك البروتوكولات اتفقت الهيئة مع المجموعة على انشاء قناة فضائية جديدة تهتم بخدمات الأسرة العربية ويكون محتواها بالدرجة الأولى موجة للمنطقة العربية وان تكون تلك القناة هى باكورة مجموعة قنوات فضائية تبث من خلال النايل سات لتغطية المنطقة العربية بخدمات اعلامية متنوعة ومتطورة فى عدة مجالات تهم المنطقة العربية، كما اتفق الطرفان أيضا على تطوير المحتوى الإعلامى بالقناة الفضائية المصرية والقناتين الأولى والثانية للتليفزيون، وجاء ضمن بنود الأتفاقية الشراكة فى الحقوق الاعلانية على القنوات التى سيتم تطويرها من أجل تعظيم العائد المادى لتلك القنوات سواء الموجودة حاليا منها أو القنوات الجديدة، حيث تتم دراسة إطلاق قناة أرضية لبث مباريات بطولة أمم أفريقيا وفق نسبة حددها التعاقد بين الطرفين بحصول اعلام المصريين على 40٪ من عائد الإعلانات بينما يستحوذ التليفزيون على 60٪ منها.