أعلنت وزارة الأوقاف الأسبوع الماضي، عن منع الداعية السلفى محمد سعيد رسلان، من الخطابة وإلقاء الدروس بالمسجد الشرقي بقرية سبك الأحد التابعة لمركز أشمون محافظة المنوفية، على خلفية مخالفته موضوع خطبتها الموحد الجمعة قبل الماضية، مطالبة إياه بالتقدم من أجل الحصول على تصاريح للخطابة والالتزام بما أعلنته الوزارة من ضوابط لصعود المنابر والالتزام بالخطبة الموحدة، وبالرغم من إعلان الوزارة مواجهة غير الحاملين لتصاريح إلا أن محافظة الإسكندرية من أكثر المحافظات التي شهدت تعدي دعاة سلفيين على أئمة الأوقاف وصعود المنبر بالقوة. وقال الداعية السلفى سامح عبد الحميد حمودة، إن الوزارة لا تستطيع إحكام السيطرة على المساجد حسبما تعلن، فمحافظة الإسكندرية على سبيل المثال ليس بها كلية لتخريج دعاة من الأزهر، ويتم الاعتماد على خطيب بالمكافأة وبعضهم لا يستطيع الوصول إلى مسجده سواء بالإسكندرية أو البحيرة نتيجة عدم كفاية العائد المادي، مشيراً إلى أن بعض رموز الدعوة السلفية يحملون تصاريح الخطابة بحكم انتماءهم للأزهر الشريف وفى مقدمتهم الدكتور ياسر برهامي. وتابع، محمد سعيد رسلان، ليس سلفياً، فهو مدخلي يقوم على تعظيم الدولة وسب الدعاة المخالفين له، ولا يسلم كلامه المعسول فى حق الدولة من لسان سليط على رموز الدعوة السلفية من الوسطيين أمثال الشيخ أبو اسحاق الحويني ومحمد حسان، مؤكداً أنه يقوم باستغلال المسجد فى تصفية حسابات شخصية مع الآخرين، ويستقبل أجانب فى مسجده خلاف ما يقوم به من شحن داخل المساجد، نتمنى ألا يعود مجدداً. وشدد مساجد مصر، اغلبها من الجهود الذاتية والتبرعات، وعددها يفوق دعاة الأوقاف، ولا يمكن أن يكون هنالك حل لتلك المشكلة إلا من خلال التعاون مع دعاة السلفية ومنحهم تصاريح الخطابة دون تشدد، واتخاذ قرارات تضر بسلامة الخطاب الديني، لافتاً إلى أن 90% على الأقل من المساجد لا تجد دعاة للأوقاف والمتاح منهم لا يتقن فن التخاطب ومحاورة الناس كما ينبغي، وما تفعله ضدنا الوزارة مجرد تعنت يضر أكثر منه يفيد العملية الدعوية، وبأمن مصر. فى حين، قال الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن الوزارة لن تسمح لغير حاملي الفكر الوسطي المعتدل من صعود منابرها، مشدداً على أن التعامل مع نائب الدعوة السلفية الدكتور ياسر برهامي يأتي لمؤهله الأزهري وليس لصفته الحزبية أو السياسية، فهو فى قوائم الوزارة إمام وخطيب لا غير. وقال طايع، أزمة سعيد رسلان كانت مخالفة لما عليه الوزارة من منهج فى توحيد الخطبة، ورحب بذلك، وامتثل للقرار الصادر بمنعه الجمعة الماضية، ويسعي الآن للحصول على تصريح شأنه شأن الكثيرين من الدعاة ونقوم بدورنا فى النظر لما يقدمه من منهج قبل أن يمنح التصريح، مؤكداً لا مكان لغير حاملي الفكر الأزهري المعتدل ممن تربوا فى الأزهر أو المعاهد التابعة للوزارة فوق المنابر، مشدداً على اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين لقرار منع صعود غير المصرح لهم بالخطابة والإمامة بموجب تصريحات الوزارة كجهة الولاية الشرعية الوحيدة على المساجد، محذراً السلفيين من المساس بمنابر الأوقاف أو محاولة التعدي على الأئمة.