على مدى الأشهر القليلة الماضية، أصدرت وزارة الأوقاف قرارًا بوقف تراخيص الخطابة الممنوحة لغير الأزهريين، بهدف التصدى لممارسة العمل السياسى من خلال المساجد، الذي يأتي في إطار حماية مؤسسات الدولة. كما أعلنت الوزارة قائمة تضم أبرز مشايخ الدعوة السلفية الممنوعين من اعتلاء منابر المساجد للخطابة ومن بينهم: "الشيخ عبدالفتاح أبوإدريس رئيس الدعوة السلفية، وأشرف ثابت عضو مجلس شورى الدعوة وأحمد فريد، وعبدالمنعم الشحات، أعضاء مجلس شورى الدعوة". كما رفضت الوزارة صعود الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، ومحمد حسين يعقوب، عضو مجلس شورى العلماء السلفي، منابر المساجد التابعة للوزارة، حتى وإن طلبا التصريح لهما بذلك، خاصة بعد أن شهدت مساجد وزارة الأوقاف تسللا للسلفيين إلى المنابر. ورغم نجاح وزارة الأوقاف في معركة "المنابر" خلال الفترة الماضية، إلا ان برهامى حاول التوسط لدى شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب لإنهاء ازمة "الخطابة" بين السلفيين والاوقاف، لكن محاولات برهامى فشلت؛ ليبحث عن مخرج جديد يمكنه من صعود المنبر. تأتى المسابقة التحريرية التى تجريها وزارة الاوقاف، لتجدد أمل برهامى في العودة للخطابة؛ ليتقدم نائب رئيس الدعوة السلفية، اول أمس الخميس، بأوراقه للشيخ جابر طايع مدير أوقاف القاهرة؛ للحصول على تصريح الخطابة للعمل كخطيب بالمكافأة في مساجد وزارة الأوقاف، ضمن مسابقة تحريرية تجريها الوزارة، والتى تم فتح باب التقدم لها نهاية نوفمبر. يحتوى اختبار الأوقاف الذي يحصل من يجتازه على تصريح لصعود، إبداء الرأى فى قضايا تخص جواز المضاربة فى البورصة ومعاملات البنوك من عدمه، وحكم النقاب والعديد من القضايا الخلافية بين منهج الأزهر ونقيضه السلفى، وتشترط الأوقاف المصرية نجاح المتقدم للخطابة فى الامتحان وتجنب السياسة وحصوله على مؤهل أزهرى. وتضاربت الروايات بين مسئولين بالوزارة وقيادات الدعوة السلفية حول عدد المرات التى تقدم فيها الدكتور ياسر برهامى، للحصول على الترخيص؛ ليؤكد برهامى انه تقدم للمرة الخامسة بأوراقه لوزارة الأوقاف لخوض الاختبارات التى تجريها الوزارة للحصول على تصريح الخطابة. فى المقابل أكد الشيخ جابر طايع، وكيل وزارة الأوقاف المصرية بالقاهرة ورئيس لجنة تلقى طلبات راغبى الحصول على تصاريح أداء الخطبة بالمساجد، أن الداعية السلفى الدكتور ياسر برهامى لم يتقدم قبل اليوم للحصول على تصريح الخطابة، وأن تقدمه بأوراقه للجنة منذ قليل هو المرة الأولى. ورغم هذه التضارب إلا أن تقدم برهامى بطلب تصريح من وزارة الأوقاف لصعود المنبر .. يمثل انصياعاً للوزارة ومفاوضة جديدة لإنهاء الأزمة.