فى الذكرى الخامسة عشر لغزو العراق واحتلاله، يكرر الغرب الاستعمارى سواء داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية أو فى الدول الأوروبية نفس السيناريو لضرب سوريا وفرض التقسيم عليها. وبناء على مزاعم أمريكية ملفقة عن امتلاكه أسلحة دمار شامل، تم احتلال العراق، ونهب ثرواته النفطية، وآثاره التاريخية، وتدمير بنيته التحتية، وتحويله إلى كنتونات طائفية تدار شئونها من خارجه. وكان الكولونيل كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق قد اعترف فى حديث تليفزيوني، بأن تلك المزاعم لم تكن سوى أكذوبة، معتبرًا بعد خراب مالطة دفاعه عن التقرير الأمريكي حول امتلاك العراق أسلحة دمار شامل «وصمة عار فى مسيرته السياسية»!. وقبل أيام عَبَّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن رغبته فى سحب القوات الأمريكية من سوريا، لكن التصريح لم يصمد أكثر من 48 ساعة، حيث تقدم ممثلو المجمع العسكري الأمريكي، وشركات السلاح فى إدارة ترامب لاحتلال المشهد وإجباره ليس فقط على التراجع عن تصريحه، لكن أيضًا على تلفيق تهمة جديدة للنظام السوري الذي بات يسيطر على أكثر من 85% من مساحة الغوطة باتهامه باستخدام أسلحة كيماوية فى منطقة دوما السورية، والتوجه لمجلس الأمن لإحياء عمل لجنة التحقيق الدولية فى الهجوم الكيماوي وتلويحه بقرارات سريعة مهمة وبرد عسكري، وتأكيده أن القرارات ستحدد «إن كانت روسيا أو سوريا أو إيران أو جميعها خلف هجوم دوما»!. وأكد وزير الدفاع الأمريكي ما صرح به ترامب، من عدم استبعاد استخدام القوة العسكرية ضد سوريا متهمًا روسيا بأنها «لم تف بالتزاماتها لضمان تخلي سوريا عن أسلحتها الكيماوية!ّ. والسؤال الذي يتجاهله دعاة شن الحرب على سوريا، هل يعقل والدولة السورية باتت تسيطر على أكثر من نصف الأراضي السورية من أيدي المتطرفين الدينيين، وتحقق انتصارات فى استعادة المدن والمحافظات السورية إلى سلطة الدولة، هل من الحكمة أن تستخدم أسلحة محظورة وهي تعلم بتربص الغرب بها؟. لقد فاقت فضائح بريطانياوالولاياتالمتحدة والدول الأروربية فى قضية الجاسوس الروسي وابنته كل حد، وبدا منذ البداية وحتى تهريب بريطانيا بجوازات سفر مزورة للعميل وابنته خارج أراضيها، مدى التلفيق والتزوير والكذب، التي تدير بها تلك الدول صراعها مع روسيا الاتحادية، بعد الفوز الكاسح لبوتين فى الانتخابات الرئاسية، والدعم العسكري الروسي الهائل الذي يسر للدولة السورية القدرة على تحقيق انتصارات.. والهجمة الأخيرة على سوريا ونظامها الهدف الأول والأخير لها، هو ضرب النفوذ الروسي العائد بقوة إلى المنطقة، واستعادة أجواء الحرب الباردة التي تنعش الصناعات العسكرية الأمريكية والأوروبية، وتقسيم سوريا على الطريقة العراقية لنهب ثرواتها النفطية التي تعسكر فى مناطقها القوات الأمريكية، وتحجيم الدور الروسي فى المنطقة. لا يريد لنا أعداؤنا الغربيون فى أمريكا والدول الأوروبية أن نلتقط الأنفاس أو أن نهنأ باستقرار، أو نفرح بانتصارات محدودة. يريدون لنا أن نسلم بلداننا، بلداً وراء الآخر لأطماعهم التي لا سقف لها سوى تدمير تلك البلدان، بحيث لا يبقى لنا خيار سوى أن نذرف الدموع على دمار أوطاننا وتوديع شهدائنا واللهاث وراء لملمة كرامتنا العربية المهدرة فى فلسطينوسورياوالعراق وليبيا واليمن. على القمة العربية التي ستنعقد الأحد القادم فى المملكة العربية السعودية، أن تنحي جانبًا الخلافات بين أقطابها وترفض بقوة وبحزم أي ضربة عسكرية توجه إلى سوريا، لأن القبول بذلك أو حتى الصمت على حدوثه، يعني أن الأمة سوف تؤكل دولة وراء أخرى بعد أن أكُل الثور السورى!.