خلال مناقشة مع مجموعة من الأصدقاء من سكان مدينة 6 أكتوبر، فوجئت بشكواهم من عدم إمكانية استخدام شبكة الإنترنت إلا من خلال تليفوناتهم المحمولة، وعندما تساءلت عن السر فى ذلك، اتضح أن السبب هو عدم وصول خدمات التليفون الأرضى إلى المناطق التى يقيمون فيها. فقلت لعلهم من سكان الصحراء التى تحيط بالمدينة، فأكدوا لى أنهم من سكان الأحياء الرئيسية، فبعضهم من سكان الحى الثالث، وبعضهم من سكان الحيين الخامس، والسادس. كانت المفاجأة مروعة، وبمثابة الصدمة لى لدرجة أننى لم أصدقهم، وأكدت لهم أن ما أعرفه بحكم متابعتى لأخبار وزارة الاتصالات، والشركات، بما فيها الشركة المصرية للاتصالات، أن مدينتا أكتوبر وزايد من المدن التى تتربع على رأس أولويات وزارة الاتصالات، ولهما أولوية فى أجندة جميع شركات الاتصالات المحمولة والأرضية، لدرجة أن المشاريع الحديثة التى تتم تجاربها الاسترشادية Pilot Projects يتم تطبيقها فى هاتين المدينتين باعتبار الطبيعة السكانية والجغرافية لهما. واستطردت فأكدت أن مختلف وزراء الاتصالات بما فيهم وزير الاتصالات الحالى المهندس ياسر القاضى، قاموا بزيارات ميدانية متكررة إلى المدينتين، وخصوصا، مدينة 6 أكتوبر. وأن الوزير المهندس ياسر القاضى حرص بنفسه على زيارة «سنترال أكتوبر أول» عدة مرات للاطمئنان على خدمات الاتصالات فى المدينة، وأكدت لهم أن مشاريع مثل إحلال كبائن التليفونات القديمة بأخرى حديثة، ومشروع استبدال الكابلات النحاسية بأخرى من الألياف الضوئية، تم تطبيقها فى هاتين المدينتين قبل مدن أخرى كثيرة على مستوى الجمهورية. كما أن المسئولين بالشركة المصرية للاتصالات دائما ما يؤكدون لوزير الاتصالات أن الأمور على ما يرام، ورضا العملاء عن أداء الشركة مضمون. كل محاولاتى لإقناعهم فشلت أمام الواقع المرير الذى يعايشونه شخصيا، فمنهم من أكد أنه تقدم بطلب للحصول على تليفون أرضى منذ ما يقارب العام، ومنهم من تقدم منذ نحو 4 شهور، وفى كل مرة يتابعون موقف التركيبات، يقال لهم تابعونا بعد سنة!!! استغربت لماذا بعد سنة؟ فأكدوا أن الموظفين بالسنترالات من كثرة الضغوط عليهم، وإحراجهم من عدم وجود ردود مقنعة، وكثرة تردد العملاء على السنترال للسؤال والاستفسار، وتكرار وعودهم للمواطنين بمعاودة السؤال، دفعتهم فى نهاية الأمر إلى إعطاء وعود طويلة الأجل، لعل وعسى. أحياء سكنية بأكملها، ومناطق وتجمعات يقطنها مئات الآلاف من المواطنين، وساتثمارات بالمليارات لا توجد بها خدمات التليفون الأرضى، وبالتالى، لا يتمكن المواطنون من الحصول على خدمات الإنترنت، والغريب أن كل هذه الأشياء تحدث فى نفس الوقت الذى تشكو فيه الشركة من تناقص أعداد عملاء التليفون الأرضى، وعدم الإقبال عليه، وطبعا.. التهمة «جاهزة» و «معلبة».. التليفونات المحمولة هى السبب، والشركة لا أمل لها فى المنافسة بدون محمول. قلت لهم لعل السبب سرقة الكابلات النحاسية التى لم يتم استبدالها بعد.. فأكدوا أن المسألة ليست تعطل فى الخطوط، بل إن الخدمة لم تصل لمناطق بأكملها من الأساس. أبديت اندهاشى من المعلومات، وأكدت أن الشركة المصرية للاتصالات على وشك تقديم خدمات المحمول من الجيل الرابع، فكيف يهمل مسئولوها هذه الحقائق، ويتجاهلون هذا الواقع؟ دفعهم تحفزى الدفاعى عن موقف وزارة الاتصالات، والشركة المصرية للاتصالات، لمواجهتى، فأكدوا لى أنه لا توجد لديهم أى نية للتعامل مع «محمول المصرية للاتصالات»، وأوضحوا أن من العبث، بل، والجنون، أن يفكر أحدهم فى التعامل مع المصرية للاتصالات فى ظل هذا المستوى من الإهمال، واللامبالاة. وقالوا كيف نترك خدمات عملاء شركات المحمول الثلاث، وهى على أعلى مستوى من الجودة، لنذهب إلى المصرية للاتصالات، وهى لا تهتم بنا؟ ثم سألونى هل أنت راض عن مستوى خدمات العملاء التى تقدمها المصرية للاتصالات؟ لكى تقنعنا بخدمات المحمول التى سيقدمونها؟ ألجمنى الصمت، وأصابنى الاحباط، فوعدتهم بالكتابة عن الموضوع لعل المعلومات غائبة عن المهندس ياسر القاضى، ولعل الأمور تتغير بعد كتابة هذه السطور.