عقدت وزارة التربية والتعليم حواراً مجتمعياً حول تطوير وإصلاح التعليم، وذلك فى ضوء تكليفات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، خلال المؤتمر الوطنى الأول للشباب الذى عُقِد بمدينة شرم الشيخ الشهر الماضى، مع كل المعنيين بالتعليم فى مصر، للوصول إلى ورقة عمل وطنية لإصلاح التعليم خارج المسارات التقليدية، ومن المقرر ان يتم عرض توصيات المؤتمر مدعومة بالمقترحات والحلول على المجلس الرئاسي، فى ديسمبر المقبل وفقًا لرؤية مصر 2030، لإستراتيجية الدولة لإصلاح التعليم خارج المسارات التقليدية، وبما يتفق مع التحديات والظروف الاقتصادية الراهنة. اشتباك وقال د.ضياء الدين زاهر " استاذ التخطيط التربوي بجامعة عين شمس " خلال المؤتمر، ان قضية التعليم مشتبكة مع قضايا اخري مع وزارات الشباب والثقافة والبحث العلمي، ويعد التعليم قضية امن قومي، وقاعدة اساسية لاحداث تقدم فكرى واقتصادي. مضيفاً انه لايوجد اهتمام وتقدير محمود من قبل الدولة اتجاه المنظومة التعليمية بما يتناسب مع دور التعليم، على الرغم من ان قضية التعليم تعد قضية إلحاحية لاى دولة تريد ان تنهض. لافتاً الى اهمية تفعيل الانشطة فى المدارس فى ضوء امكانيات الدخل المحدودة، وتطوير المناهج لانتاج فكر جديد مستنير يستطيع ان يتواكب مع مستجدات العصر. تربية وقالت د.عبلة حنفى " استاذ التربية بجامعة حلوان " ان التربية جزء اساسي من العملية التعليمية، والانحدار الاخلاقي الذى يشهده المجتمع دليلا على تدنى مستوى التربية والتعليم. مضيفه ان تربية الفرد تشمل تنميته من الناحية الوجدانية والعقلية والعملية، وان تتضمن المناهج انماط التفكير المختلفة منها التفكير الناطق والابتكاري، ولا تقتصر فقط على تنمية الناحية العقلية فقط القائمه على الحفظ والاسترجاع، وإنما تشمل الاستفسار والتساؤل ايضاً لتنمية فكر قادر على بناء المجتمع والوطن. لافته الى اهمية الاهتمام بالتعليم الصناعي والفنى ويكون لدي رجال الاعمال ووزارة الصناعة دور فى تنمية هذا النوع من التعليم وتشجيعه، لتحويل المجتمع من مجتمع استهلاكى الى مجتمع منتج. تطوير وقال د.سعد الدين الهلالي " استاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر " ان مناهج التربية الدينية تحتاج الى تطوير بحيث تشمل معلومات دينية لا تفرق بين المسلم وغير المسلم ، لافتاً الى اهمية عودة التربية القومية فى المدارس والتى تعلم الاطفال القيم والسلوك، والحفاظ على الممتلكات العامة وتنمي روح الانتماء لديهم، خاصة ان مصر مستهدفة من جماعات دينية ارهابية. مطالباً وزارة التعليم بألا تترك الطلاب طوال فتره الاجازة الاربعة شهور، وان تقيم ندوات تثقيفية فى المدارس وانشطة طوال العام، والتى من شأنها ان تنمي وعى الطلاب ولا تتركهم كى لا يستقطبهم الفكر المتطرف. مؤكداً اهمية العمل على محو الامية كما نص الدستور المصري، وإنشاء قطاع لملاحظة المتسربين من التعليم والتعامل معهم ومحو أميتهم. الكثافة وتناول الحوار المجتمعي، مشكلة الكثافة الطلابية والتى تعد من المشكلات التى تؤرق العملية التعليمية، ومن عوامل طرد المدرسة للطالب والمعلم لعدم قدرته على التعامل مع فصل يصل عدد الطلاب فيه الى120 تلميذا ، بما يصعب عليه السيطرة وشرح وتوصيل المعلومة للتلاميذ. ووفقاً للإحصائيات يوجد 42 % من المدارس بها كثافات طلابية ويزيد عدد الطلاب فى الفصل الواحد على 45 تلميذا، ونحتاج لبناء 53 الف فصل لحل الازمة، و هناك 18% من المدارس تعمل بنظام تعدد الفترات، ونحتاج لبناء 52 الف فصل لحل الازمة، بالاضافة الى الزيادة السكانية التى تقدر ب2 مليون طفل سنوياً يحتاجون الى اماكن لإستيعابهم. وقال اللواء يسري سالم " مدير هيئة الابنية التعليمية " ان الهيئة لديها 52 ألف مدرسة يدرس فيها ما يقرب من 20 مليون طالب، ومنذ إنشاء الهيئة تم تنفيذ ما يقرب من 22 ألف مشروع بإجمالى 52 ألف فصل.، وتشمل المشروعات زيادة معدلات بناء المدارس، وتحسين وصيانة الابنية التعليمية القائمة والمتهالكة. مضيفاً ان ندرة الاراضى وزيادة معدلات النمو السكانى وعدم توفير التمويل، يعد من المعوقات التى تواجه عمل الهيئة فى توفير الابنية التعليمية للطلاب. لافتاً انه من المستهدف بناء 100 فصل خلال عام ( 2017 : 2018 )، وجار حصر الاراضي التى يمكن البناء عليها بالتعاون مع وزارات الاسكان والاوقاف، وتحديد الاماكن الاكثر إحتياجاً فى المحافظات. تعليم ذوى الاعاقة وتناول الحوار المجتمعي ايضاً، جانب التربية الخاصة ومدارس ذوى الاعاقة، وقال د.اشرف مرعي " رئيس المجلس القومى لشئون الاعاقة " ان فئة ذوى الاحتياجات الخاصة يمثلون من 15 الى 20% من المجتمع، ويوجد حوالى 98% من ذوى الاعاقة فى التعليم. مضيفاً ان هناك قصورا فى اعداد المدارس والمتخصصين، حيث يوجد 40 الف تلميذ ملحق بالمدارس ويوجد 921 مدرسة فقط، و60 طالبا متوسط عدد الطلاب فى المدرسة، مؤكداً اهمية وضع ضوابط ومعايير للتعامل مع ذوى الاعاقة. وقال د.رضا حجازي " رئيس قطاع التعليم العام " ان خطة الوزارة ( 2014 : 2030 ) تتضمن برنامجا خاصا بالتربية الخاصة بهدف تطوير جودة التعليم فى مدارس ذوى الاحتياجات الخاصة وإنشاء مراكز اكتشاف الموهوبين فى ضوء الخبرات الداعمة لعدم التمييز بين الطلاب وذوى الاحتياجات الخاصة. مضيفاً انه يوجد اهتمام بمجال التنمية المهنية للمعلمين بمدارس ذوى الاعاقة، وتم تدريب15 الف معلم على برامج الدمج، و80 معلما بمدارس الصم بالقاهرة والجيزة، و1800 معلم على الأنشطة المختلفة لذوى الاعاقة. لافتاً الى انه تم وضع أول مواصفات للورقة الامتحانية لمدارس الدمج، وتم الانتهاء من اول وثيقة معايير للتربية الخاصة بالتعاون مع مركز تطوير الامتحانات، وجار تنفيذ مبادرة أنا معاق من حقى أن أتعلم، بهدف تزويد المتعلمين والموهوبين من ذوى الاحتياجات الخاصة.
