توارث الشعب المصري العديد من العادات والتقاليد والأعراف منها ما يخالف العقيدة ومنها ما يتمشي مع الشريعة الإسلامية ومن هذه المعتقدات المشاهرة أو المشوهرة ومع أن غالبية العوام ينكرونها طبقا لقولهم " العين حق والمشوهرة باطل " إلا أنهم النقيض في نفس الوقت يعتقدون فيها وهناك مفاهيم كثيرة منتشرة علي مستوي الجمهورية لفكرة المشوهرة خاصة في الصعيد والوادي الجديد ولكل منهم طقوس في فكها وحلها وأسباب مختلفة لها رصدناها في هذا التحقيق. تقول الحاجة "أم أحمد" من قرية كوم أبو شيل: المشوهرة تحدث إذا دخلت امرأة حامل أو حائض أو "فاطمة"- أي التي تفطم طفلها عن الرضاعة- علي عروسة أو إحدي النساء بعد الولادة. فهي لا تحمل مرة ثانية! ولعلاج هذه المشكلة نتوجه إلي قرية "بني زيد الأكراد" حيث يوجد ما يسمي ب"المشاهر" يتم الخطا عليها سبع خطوات وبهذا تعافي من المشاهرة. كذلك يمكن تجنبها من خلال عقد فتل في اليد بها سبع عقدات. وأضافت "أم محمود" من منطقة الوليدية بأسيوط: لدي بنت أصيبت بالمشوهرة ولم يكن لها نصيب في الإنجاب فذهبنا ودورنا حول مقام الشيخ عبدالباسط وتم العلاج! واسترسلت "أم محمد" من قرية دوينة مركز أبوتيج قائلة: المشوهرة موجودة بالفعل وعلاجها يتجسد في شيئين. الأول: أما الذهاب للمذابح ورؤية الدم أو الاستحمام بليفة وصابونة ميت. وأوضحت "أم عمر" من الوادي الجديد. أن هناك طقوسا معينة لعلاج المشوهرة وهي شراء ذهب جديد وارتدائه في أول الشهر الهجري عند الغروب مع ظهور أول نجم ويمكن تجنبها من خلال تعليق قطعة من سعف النخيل سواء في اليد أو الرقبة. موروث اجتماعي لبيان رأي علم الاجتماع يؤكد د. أحمد البريري- عميد كلية الخدمة الاجتماعية- أن المشوهرة من الناحية المجتمعية موروث إجتماعي موروث من أيام الفراعنة وهو مرتبطة كل الارتباط بالحسد والتفاؤل والتشاؤم والإيحاء النفسي وعلاج المشكلة يكمن في التوعية والإيمان بالله سبحانه وتعالي للتغلب علي المعتقدات الخاطئة. خرافة مرفوضة من جانبه يشير د. مصطفي عبدالرازق- المدرس بكلية أصول الدين جامعة الأزهر- إلي أن هناك الكثير من العادات والتقاليد التي تعج بها البلاد في كل مكان ومصر ذات طابع خاص بها الكثير من الأمور التي تندرج تحت بند العادات والتقاليد أو حتي الخرافات. ولعل ذلك راجع إلي تاريخها الموغل في القدم وكونها أقدم حضارة - وأذا عدنا بالذاكرة إلي الوراء ووقفنا عند حادثة عروس النيل التي كانت علي عهد عمر بن الخطاب وأميره علي مصر آنذاك عمرو بن العاص حيث كانت تلك عادة فرعونية حتي يأتي النيل ويفيض بمائه وإلا قلّ الماء وكان الجفاف وعمّ القحط - فما كان من عمرو بن العاص إلا أن وقف أمام هذه القضية حائرا وأرسل إلي عمر بن الخطاب يستفتيه فرفض تلك العادة وقضي عليها بفضل الله. يؤكد د. مصطفي أن ديننا واضح ينبذ التخلف ويدعو إلي التقدم والرقي والأخذ بالأسباب - ويأمرنا أن نتيقن بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" فما كان فما كان عندنا من العادات الموروثة له مستند شرعي أقررناه وإلا حاربناه وعاديناه وأنكرناه سواء كانت تلك العادة المشوهرة أو غيرها فلا يمكن أبدا أن نترك عقولنا لعبة للهواجس وشياطين الأنس والجن بل نحن أحوج ما يكون إلي المعرفة الحقيقية لمعني التوكل علي الله - ومع الأسف ضيق العيش والفقر تجعل الناس أكثر استسلاما للإيمان بمثل تلك الأشياء لأنها يمكن أن تصادف معه حقيقة فيؤمن بها دون أن يعلم أنها صدفة وافقت مراد الله في تحقيق الشفاء بعد الداء. وساوس شيطانية