أكد نبيل عبدالفتاح. مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية. والمفكر السياسي المعروف. أن التعاون بين المثقفين والأزهريين مستحيل في ظل الظروف الراهنة. لأن الأمر يحتاج الي حوار مباشر مع الإمام الأكبر شخصيا بشكل مباشر كما حدث من قبل مع بعض كبار المثقفين خاصة من حدثت هزات في علاقتهم بالأزهر المؤسسة والتاريخ مما أدي إلي توسيع شقة الخلاف.. وطالب بتشكيل منتدي دائم بين المثقفين والأزهر. لأن المعطيات الحالية تسببت في فقدان الثقة. وعنف بعض المقربين من شيخ الأزهر تسبب في الأزمة. وأعترف بأنه لا يستطيع المثقفون أو غيرهم نزع هوية المجتمع. والتراث الإسلامي يعيش بين الناس.. وأوضح أن مصر بلد يمكن أن يكون له مستقبل لكن الطريقة التي تعالج بها الأمور من قبل بعض رجال الدين وبعض المثقفين ومن قبل من يسمون خطأً بالنخب في مصر للأسف تتسم بالعقم. ويفتقد للإحساس بحجم وعمق المشكلات التي تواجه المجتمع المصري والدولة المصرية في هذه اللحظة التاريخية الفارقة.. وأشار إلي أن تغيير الأفكار والاتجاهات الدينية ليست بسيطة أو سهلة كما تطرح سياسيا نعيش أزمة في العقل المعاصر تعوق التطوير. وأنه إذا لم تقم أولا بمثل هذه الدراسات فأي كلام عن تجديد في الخطاب الإسلامي وبالأحري تجديد الفكر الديني لأن الخطاب جزء من الفكر الإسلامي لا قيمة له. * بداية هل تري أن هناك إمكانية للتعاون بين الأزهر والمثقفين في تجديد الخطاب الديني؟ ** لن يكون هناك أي شكل من أشكال التعاون بين الأزهر والمثقفين. وجهد المثقفين مع الأزهر في الوثائق لم يستكمل حيث توقفنا في الوثيقة الرابعة المرتبطة بالمرأة بسبب ضغوط الإخوان والسلفيين الذين أعاقوا خروج وثيقة الأزهر بشأن المرأة. ونعترف بأن الأزهر تصدي لمحاولات التيارات الإسلامية فرض رأيهم عليه. لكن بكل أسف التعاون بين المثقفين والأزهريين مستحيل في ظل الظروف الراهنة وحالة التمسك بتلابيب وجهات النظر القائمة التي تعتمد الفكر الاقصائي ولا يستمع لوجهات نظر من دوائر من خارج الأزهر. وثائق الحريات * سبق أن تعاونتم مع الأزهر في إنتاج وثائق الحريات والدولة المدنية والثورات العربية فلماذا لا يمكن البناء علي ما اتفق عليه وتجنيب الخلاف؟ ** أعتقد أن الأمر يحتاج الي حوار مباشر بين الإمام الأكبر شخصيا بشكل مباشر كما حدث من قبل وبعض كبار المثقفين خاصة من حدثت هزات في علاقتهم بالأزهر المؤسسة والتاريخ مما أدي إلي توسيع شقة الخلاف. في حين ان ما طرحه الدكتور جابر عصفور أو غيره أمور قابلة في مجملها للنقاش فلا أحد يملك الحقيقة المطلقة. ولا يملك أحد المصادرة علي رأي أحد أو فكره فنحن في مرحلة وفي عالم ليس بإمكان اي شخص استبعاد فكره أو شخص خاصة ونحن أمام ثورة اتصالات غير محدودة النطاق. فإذا كنا لا نستطيع أن نتحمل بعضنا بعضا حول بعض الأفكار التي تبتغي بناء مصر لتستعيد دورها في العالم من حولها وفي الإقليم. فمصر بلد ذو رسالة وليست بلدا نافلة. فهذا بلد له جذور وله تاريخ وحضارة وثقافة ممتدة عبر آلاف السنين.بلد يمكن أن يكون له مستقبل لكن الطريقة التي تعالج بها الأمور من قبل بعض رجال الدين وبعض المثقفين ومن قبل من يسمون خطأً بالنخب في مصر للأسف تتسم بالعقم والنزعة اللاعلمية واللامنطقية والإحساس اللاتاريخي وأيضا يفتقد للإحساس بحجم وعمق المشكلات التي تواجه المجتمع المصري والدولة المصرية في هذه اللحظة التاريخية الفارقة. تغيير الفكر * لكن هل التعاون لتغيير الفكر ممكن بهذا الشكل؟ ** تغيير الأفكار والاتجاهات الدينية ليست بسيطة أو سهلة كما تطرح سياسيا نعيش أزمة في العقل المعاصر تعوق التطوير الأزهر مليء بالتوجهات المختلفة التجانس التام مستحيل في أية مؤسسة. إشكالية الأزمة * في وجهة نظرك أين تكمن إشكالية أزمتكم مع الأزهر وقضية التجديد؟ ** المشكلة الحقيقية أنه يوجد حول شيخ الأزهر من يدفعونه للابتعاد عن التعاون مع المثقفين. * هل تري أن الرئيس السيسي وضع علماء الأزهر والمثقفين علي حد سواء أمام مسئولياتهم التاريخية تجاه تجديد الخطاب الديني؟ ** السيد رئيس الجمهورية فيما قاله حتي هذه اللحظة قدم دعوة. والدعوات في الخطاب السياسي يمكن ان تطلق او تقال في أي وقت. ولكن لكي تترجم تلك الدعوات من مجرد كونها دعوة الي مجال الفعل والحركة والسياسات علي الأرض فالأمر يتطلب أولا وجود دراسات حول الخطاب الديني في مصر الآن حالته علي الطبيعة. وكذلك دراسة الخطابات الدينية في السوق الديني الإقليمي بمصطلحات علم الاجتماع الديني. وهذا التزاحم والصراع والتضخم في السوق الديني العولمي الموجود في العالم. ونوعية الخطابات الدينية داخل ديانة وكل مذهب وبين المذاهب وبعضها بعضا. وللأسف لا توجد مثل هذه الدراسات وبالتالي كيف تجدد خطابا أنت لم تدرسه. فالناس يحصرون الخطاب الديني ف خطبة الجمعة أو خطبة الإمام في الدرس الديني أو علي هامش الصلوات. وأعتقد أن هذا تبسيط مخل بمعني وتعريف مفهوم الخطاب الديني. فالخطاب الديني منتج من منتجات الأجهزة الاصطلاحية في مجال اللغويات أو الألسنيات وفي مجال العلوم الاجتماعية وانتقل الي كافة فروع العلم الاجتماعي. وله تعريف محدد. وله مقررات في تحليله. إذن إذا لم تقم أولا بمثل هذه الدراسات فأي كلام عن تجديد في الخطاب الإسلامي وبالأحري تجديد الفكر الديني لأن الخطاب جزء من الفكر الإسلامي لا قيمة له. مجرد دعوة * ذكرتم أن ما طرحه الرئيس مجرد دعوة.. فهل ترون أن الأمر يحتاج من الرئيس إصدار قرار سيادي ملزم؟ ** لا علي الإطلاق. الأمور المتصلة بالإنتاج العقلي والفكري والشرعي لا تعتمد علي قرارات سياسية. وإنما هي تعبير عن اتجاهات موجودة في الواقع. الاتجاه التجديدي في الفكر الإسلامي لا يزال اتجاها محاصر ليس فقط من داخل الأزهر وإنما أيضا محاصرا من قوي سياسية لها بعض من الشوكة والغلبة. ومن بعض المثقفين الغلاة وبالتالي لكي يحدث اتجاه للتجديد أنت تحتاج لوقت لتغيير القيم وسلوكيات الدينية وغير الدينية تحتاج الي وقت كاف ولا يمكن ان تتغير بمجرد قرار أو توجه. مشكلة الغلاة * هل نستطيع القول بأن الغلاة في الجانبين هم السبب الرئيس في الأزمة؟ ** لا أستطيع أن أعمم لأن هناك عناصر بالفعل تتمني إحداث إصلاح في الفكر الإسلامي وفي المؤسسة الدينية. فهل الأزهر الآن هو الأزهر الذي نتمناه جميعا؟ ولا هو الأزهر الذي يتمناه فضيلة مولانا الإمام الأكبر لأنه لكي تحدث إصلاحا فأنت تحتاج الي تمويل. وقبل التمويل تحتاج الي رؤية وتصورات ودراسات تعتصم بالمنهج العلمي في دراسة أوضاع المؤسسة الأزهرية الجامع والجامعة وكذلك وزارة الأوقاف والدعاة هل يحصلون بالفعل علي ما يكفي. وهل يتلقون دورات للتدريب غير تقليدية بعيدا عما هو مألوف وما أنتج الذهنية الحالية. وجهات النظر * ألا تري أن كلا الجانبين يوجد بداخلهما تعدد في وجهات النظر واختلافات؟ ** تعدد الأزهر يقابله تعدد واختلاف بين المثقفين. والصورة النمطية لكل من الأزهر والمثقفين سبب في المشكلة. ومن بين فوائد الحوار بين الجانبين أنه أسقط كثير من الصور النمطية لكل من الجانبين لدي بعضهما أطالب بتشكيل منتدي دائم بين المثقفين والأزهر. والمعطيات الحالية تسببت في فقدان الثقة. وعنف بعض المقربين من شيخ الأزهر تسبب في الأزمة. لا يستطيع المثقفون أو غيرهم نزع هوية المجتمع. والتراث الإسلامي يعيش بين الناس. إنشاء منتدي * طالبت بضرورة إنشاء منتدي للمثقفين وعلماء الازهر.. فكيف يمكن تطبيق هذا الاقتراح علي الأرض؟ ** ما أراه هو أن مولانا الإمام يبدأ بتصفية الخلافات القائمة مع بعض المثقفين وكانت هناك محاولة لذلك وأعتقد أنها لم تكن الظروف مواتية لاكتمالها. وبعض من توترت علاقاتهم بالإمام شيخ الأزهر. نحتاج لحوار صريح هاديء جدا سينتهي في تقديري الشخصي برأب الصدع وإعادة بناء جذور الثقة. مجموعات بسيطة لأننا لسنا في مهرجانات. ولا في تجمعات يحتاج كل طرف لإثبات وجهة نظره للإعلام. وإنما نحتاج الي حوار هاديء رصين جاد يعتمد علي دراسات وأوراق معدة سلفا حتي يمكن أن نخلص من مجموع هذه الدراسات والمناقشات المستفيضة ما هي الرؤية التي يمكن تبنيها علي أن تراعي أيضا الضغوط ومنطق الدولة والتوازنات السياسية والاجتماعية. التعاون مع الأزهر * نستطيع أن نخلص ونحن نتحدث باسم المثقفين أنه ليس لدي المثقفين مانع من التعاون مع الأزهر؟ ** بعضهم ليس لديه مانع من التعاون مع الأزهر. وليس كلهم كما أن البعض من أساتذة الأزهر ومن خارجه من أساتذة الشريعة لا يقبلون التعاون مع المثقفين. * الأزهر نجح في تشكيل بيت العائلة كملتقي للحوار بين المسلمين والأقباط.. فهل يمكن إنشاء منتدي للحوار مع المثقفين علي ذات الشاكلة؟ ** لا لأنني أرفض أن يتحول الأمر لمجرد يافطات للإعلام دون لا شيء. فمثل هذا المنتدي يجب أن يأتي بعد ميراث من الثقة المتبادلة لكي تتغير الصورة النمطية لدي الجانبين. فنحن حين نناقش رأي لأحد علماء الأزهر يتحول الأمر الي حرب باردة وهذا الأمر لا يجوز علي الإطلاق.