آخر ما افتراه ابن البحيري كذباً علي علماء الإسلام من خلال برنامج ¢مع إسلام¢ الذي سيذهب غير مأسوف عليه من قناة ¢القاهرة والناس¢ أنهم أجازوا زواج الصغيرة مستدلاً بما قاله المفسرون في قوله تعالي: ¢وَاللائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثََلاثَةُ أَشْهُري وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ .. "آية4 من سورة الطلاق". حيث قالوا ¢وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ¢ أي الصغيرات دون الحلم. ولم يأت ابن البحيري بجديد. فقد أورد هذه الشبهة العلمانيون أسياده من قبل حيث قالوا: إن القرآن يبيح الزواج بالبنات اللاتي لم يبلغن الحلم مما أدي ببعض المسلمات في أوروبا آنذاك أن يتشككن في كون القرآن نزل من عند الله. فليس من فطرة الله ولا يقبل أصحاب النفوس السوية أن يجامع إنسان بالغ طفلة صغيرة لم تبلغ سن الحيض. ولو كان ذلك بعقد زواج صحيح. وقد رد علماء الإسلام علي هذه الشبهة وبرأوا دين الله الحق من هذه الفرية بل أوضحوا أن هذه الآية الكريمة فيها من الإعجاز العلمي ما يؤكد أن القرآن الكريم من عند الله تعالي. ابتداء: ابن البحيري يجهل أن الأحكام الفقهية لا تؤخذ من كتب التفسير. ولو كلف نفسه هو أو معدو برنامجه الساقط بالرجوع إلي كتب الفقه لعلموا أن الفقهاء وإن أجازوا عقد القران علي الصغيرة دون الحلم إلا أنهم منعوا الدخول بها أو تسليمها إلي زوجها قبل بلوغها أو تحمل الوطء. وفي السنة ما يدل علي ذلك ولا يتسع المقال لذكره. أما الحقيقة العلمية التي تدحض هذه الفرية وتدلل علي الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم يستطيع أن يتوصل إليها كل إنسان إذا توجه لطبيب نساء وولادة وسأله: هل يمكن لامرأة أن تنضج بحيث تكون مؤهلة للزواج وهي لا تحيض؟. وستأتي الإجابة: طبعاً ممكن. يعني ممكن يكون عمرها عشرين أو ثلاتين سنة ولم تحض؟ .. وتعيش عمرها كله ولم تحض. وكم نسبة هؤلاء؟ .. لا تزيد علي7% من مجموع النساء. نصفهن يأتيه الحيض بعد ذلك والبعض يستمر حاله هكذا. وهل تستطيع هذه المرأة الزواج ولا ينقصها شئ من الناحية الجسدية وبالتحديد الجنسية والعاطفية؟ .. لا ينقصها شئ علي الإطلاق سوي أن فرصتها في الحمل نادرة وتقترب من العدم. ولكي نفهم موقع قوله تعالي ¢واللائي لم يحضن¢ من الإعجاز العلمي والتشريعي علينا أن ننظر إلي المرأة عمومًا في شأن العدة لنجد أن لها ست حالات: 1- تحيض وطلقت من زوجها. وهذه عدتها ثلاث حيضات. 2- تحيض ومات عنها زوجها. وهذه عدتها أربعة أشهر وعشرة. 3- كانت تحيض وانقطع عنها الحيض فترة طويلة لتقدمها في السن. مما يجعلها تيأس من أن تحيض مرة أخري. وهذه عدتها ثلاثة أشهر. 4- لم تحض من قبل رغم تعديها السن التي تحيض عندها المرأة غالياً. وطلقت أو مات عنها زوجها قبل أن تحيض. وهذه عدتها ثلاثة أشهر كالتي يئست من المحيض. 5- تحمل جنينًا في رحمها. وهذه عدتها أن تضع حملها. 6- تحيض وطلقها زوجها قبل الدخول أو توفي عنها. وهذه لا عدة لها. فلو أن القرآن الكريم لم يذكر الحالة الرابعة فيما سبق ¢واللائي لم يحضن¢ لكانت هناك مشكلة في تحديد عدتها. وهي حالة نسبة وجودها بين النساء قد تصل إلي 7%. الله وحده هو الذي يعلم هذه الحقيقة منذ الأزل. وأنزلها في كتابه الذي لا يأتيه الباطل. وكانت الدقة في استخدام حرف النفي ¢لم¢ الدال علي الزمن الماضي. وليس حرف ¢لا¢ الدال علي الزمن الحاضر. وأيضًا ليس حرف ¢لن¢ الدال علي المستقبل. ذلك لأن التي لم تحض قد تحيض في الحاضر أو المستقيل. أرأيتم كيف بالآية التي يرونها نقطة للهجوم علي كتاب الله. تصبح ذاتها صورة من صور الإعجاز العلمي والتشريعي التي يزخر بها القرآن العظيم؟