فرضت قضية الإلحاد نفسها علي الموسم الثقافي لجامعة عين شمس. حيث طرح الدكتور عمرو شريف - المفكر الإسلامي ورئيس قسم الجراحة بطب عين شمس- خلال مناقشة كتابه ¢ خرافة الإلحاد ¢ عدداً من التساؤلات حول ماهية الإلحاد؟ هل يوجد ملحدون؟ ما هو سبب الإلحاد؟ هل انتقلت هذه الظاهرة للمجتمعات الإسلامية؟ كيف يواجه المجتمع تلك الظاهرة ؟ كان د. عبد الوهاب عزت نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة الموسم الثقافي والفني للجامعة قد افتتح الموسم بندوة تحت عنوان ¢ في بيتنا ملحد ¢. ووصف د. عمرو تلك الظاهرة بأنها مولود أوروبي ظهر في بداية العصر الحديث. فقد ظهر الإلحاد في العصور الوسطي من خلال المفاهيم العلمية والفلسفية السائدة في ذلك الوقت مثل الاعتقاد أن الأرض ثابتة وأنها مركز الكون. و أن الله خلق العالم عام 4004 ق.م 17 سبتمبر الساعة 9 صباحاً. وان القيامة في عام 4004 م. وأن رجال الكنيسة هم الوسيط بين الإنسان والإله . ومع ظهور قانوني الجاذبية والحركة والنظام الآلي سادت أفكار أخري تمثلت في أن الله يتدخل لتعديل مسارات الكواكب و غيرها من الأفكار. كما تناول تاريخ ظاهرة الإلحاد في العصور الإسلامية. مشيراً إلي منهج الزنادقة الذي تمثل في السيطرة علي الحُكم. وإفساد عقيدة المسلمين. والتمرد علي العبادات . وأكد د.عمرو أن الأسباب النفسية نتيجة للثورة العلمية في أوروبا أدت إلي نسب عالية من الإلحاد في المجتمعات الأوروبية تمثلت في العلاقة بين وجود الإنسان والآلة . حتمية القوانين الفيزيائية. التفسير الآلي ما يقدمه العلم للإنسان من رفاهية مطلقة النظير . كما ركز د.عمرو . علي فكرة بول فيتز PAUL VITZ أستاذ الطب النفسي بجامعة نيويورك حول أسباب الإلحاد و أهمها التقصير الأبوي و سوء معاملة الأبوين بالشكل الذي يؤدي إلي خلل نفسي ويزيد من نسبة الإلحاد . بالإضافة إلي ظهور توجهات لا دينية في مصر مع بداية القرن العشرين خاصة مع ظهور السماوات المفتوحة و انتشار استخدام شبكة المعلومات وشبكات التواصل الإجتماعي . مع قصور الخطاب الديني التقليدي عن مواجهة الأفكار الإلحادية . وتعثَّر تجربة الإسلام السياسي في مِصر. وذكر د.عمرو أنماط الملحدين في مجتمعنا المصري وهم "الإلحاد الصبياني. إلحاد المراهقين. إلحاد الندّية والكبر. إلحاد التمرد. إلحاد خالف تُعرَف. إلحاد الاستغناء . إلحاد الربوبية . إلحاد الجبر والتسّيير. إلحاد الإله العاجز. إلحاد الإله المخادع . إلحاد الإله الظالم القاسي . إلحاد التعنت والسفه. إلحاد عدم التصور. إلحاد المحامي الفاشل. إلحاد تحصيل الأهداف. الإلحاد الحسّي. إلحاد الشهوات. إلحاد عقدة النقص. إلحاد نقض العهد. إلحاد البساط . إلحاد الإله الآخر. إلحاد الشُبهات". كما استعرض د.عمرو عددا من الحلول لمواجهة ظاهرة الإلحاد و علي رأسها الاهتمام بالتنشئة والتربية والتعليم لما لهم من دورى كبير في التوجه الإلحادي. كذلك التركيز علي البنيّة النفسية للإنسان . ضرورة إلمام الدُعاة بالفلسفات المادية والإنجازات العلمية . والتعامل مع الشكوك بالرفق واللين والحوار. فالفكر لا يدحض إلا بالفكر.