اقامت اسرة القارئ الإذاعي الكبير الشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي الملقب بالقارئ العمدة وأستاذ الحجاز كار احتفالية كبري بمسجده يوم السبت الماضي بمدينة كفر شكر قلوبية بمناسبة مرور 25 عاما علي رحيله حضرها العديد من قراء القران والعلماء والمبتهلين ومحبي وعشاق المدرسة الزناتية علي مستوي الجمهورية تضمنت الاحتفالية تلاوة قرانية مباركة لنجله القارئ الإذاعي الشيخ محمود السعيد عبدالصمد ثم الاستماع الي نوادر تسجيلات صاحب الذكري بحضور اهالي قرية القيطون التابعة لميت غمر دقهلية -مسقط رأس القارئ الراحل-.. حرصت "عقيدتي" كعادتها في تكريم السادة العلماء وقراء القران علي المشاركة الفعلية في هذه المناسبة مع اسرة الشيخ ومحبيه.. يقول الشيخ محمود السعيد عبدالصمد الزناتي - أحدث صوت اعتمدته الاذاعة المصرية - : رحم الله والدي رحمة واسعة فقد كان صاحب مدرسة بحق ويعد من الرعيل الاول لجيل القراء ولد في ابريل عام 1933م وقراء القران الكريم كاملا مجودا بالإذاعة المصرية مع السادة كبار قراء القران بمصر والعالم المشايخ مصطفي اسماعيل.. عبدالباسط.. المنشاوي.. الحصري.. البنا وغيرهم. زيارة الشيخ مصطفي اضاف نجل الشيخ لا انسي ان آتي الي منزلنا بمدينة كفر شكر القارئ العملاق سيدنا الشيخ مصطفي وكنت صغيرا وكان وقتها يلبس جلبابا وليس الزي الازهري ومرتديا نضارة شمسية وسأل علي والدي فقلت لفضيلته: اقول له مين حضرتك؟ فقال لي: قل له مصطفي اسماعيل وحين ابلغت والدي بوجود شخص يدعي مصطفي اسماعيل بالخارج وبمجرد أن سمع والدي الاسم اذا بي اجده يسرع بالخروج حافي القدمين لملاقاته وقال لي: يا بني انه شيخنا وعمنا مولانا الشيخ مصطفي اسماعيل قارئ مصر الاول فقال مولانا الشيخ مصطفي لوالدي: يا سعيد هذه هي المرة الثالثة التي أزورك فيها فمتي سترد الزيارة؟ قاريء الرئاسة وأكد الشيخ محمود الزناتي ان الرئيس السادات كان دئما ما يحرص علي اصطحاب الشيخ مصطفي اسماعيل والشيخ الزناتي معه في رحلاته والتي كان آخرها في خط القنال ومدن الاسماعيلية حيث كان الشيخ مصطفي يفتتح الحفل ووالدي يختم حتي ان الشيخ مصطفي كان لا يرتاح في سفرياته الا بمرافقة والدي ولدي ماحتفظ به تلك الصورة النادرة التي تجمع بينهما في اسطنبول بتركيا. اللقاء الأول ويلتقط السعيد البيومي - احد محبي الشيخ - خيط الحديث عن علاقة الشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي والشيخ مصطفي اسماعيل رحمهما الله فيقول: كان الشيخ السعيد مدوعا لإحياء حفل المولد النبوي الشريف برفقة احد القراء بقرية الرحمانية مركز ميت غمر وحين وصل الشيخ الزناتي ومن معه الي القرية وجدا بها سرادقا كبيرا ولأن الساعة كانت مازالت تمام الثانية والنصف والجو شديد الحرارة لذا فقد دخلا إلي السرادق ليستريحا بعض الشئ وكان حفل المولد موعده عقب صلاة المغرب وبالفعل جلسا في السرادق وأذن لصلاة العصر وفجأة امتلأ السرادق بالمعزين وتأخر الشيخ المدعو عن العزاء فما كان من اصحاب العزاء الا أن طلبوا من احدهما انقاذ الموقف فقام الشيخ السعيد عبدالصمد باعتلاء تخت التلاوة وظل يقرألمدة 25دقيقة وسط انفعال الجمهور مع تلاوته وتشجيعه وفجأة اخذت عيون الحضور تتجه ناحية باب السرادق وهاج السرادق عندما شاهدوا الشيخ مصطفي اسماعيل يدخل عليهم السادق وعندما وقعت عين الشيخ السعيد عليه هم بالتصديق وسرعة النزول من علي التخت احتراما للشيخ مصطفي فما كان من الشيخ مصطفي الا أن طلب منه ان يستمر في التلاوة وعقب الانتهاء من التلاوة توجه الشيخ السعيد لمصافحته وتحيته فقال له الشيخ مصطفي: الله يفتح عليك واكمل: والله انا خارج السرادق من عشر دقائق حيث كنت استمع اليك بإصغاء وحين صعد الشيخ مصطفي وانتهي من تلاوته أراد الشيخ السعيدان يستأذن من الشيخ مصطفي حتي يذهب لإحياء احتفالية المولد النبوي في نفس القرية فطلب منه الشيخ مصطفي ان يستمر معه كقارئ في العزاء وسمح له ان يذهب للقراءة في حفل المولد ثم يعود ليكمل معه القراءة في العزاء وبالفعل ذهب الشيخ السعيد وقرأ افتتاح حفل المولد وعاد الي السرادق مرة اخري ليشارك بالتلاوة بناء علي رغبة الشيخ مصطفي اسماعيل وحين انتهي العزاء نادي الشيخ مصطفي علي صاحب العزاء وطلب منه اعطاء الشيخ السعيد عشرة جنيهات بعدما تقاضي الشيخ مصطفي اجره 50 جنيها فضحك الشيخ السعيد وقال في نفسه: سبحان الله تقاضيت اربعة جنيهات في الامسية وعشرة في العزاء. الالتحاق بالإذاعة ورقم 60 يقول احمد اسعد من محبي الشيخ لقد كان لرقم 60 حكاية عجيبة مع الشيخ الزناتي رحمه الله فقد نزح من القيطون مركز ميت غمر عام 60 وبني منزله ومسجده بمدينة كفر شكر قليوبية نفس العام 60 رزقه الله بمولد ولده الاول من الذكور سامي وتصادف ان يكون رقم التليفون الأرضي لمنزله 60 ورقم سيارته 60 اضافة الي رقم رخصة السلاح 60 كما أن الاذاعة المصرية كانت قد اعتمدت صوته قارئا بها عام 60 والتليفزيون في نفس العام وكان الفنان الكبير إبراهيم سعفان قد نصح الشيخ السعيد عبدالصمد بالتوجه لاختبار الاذاعة حيث انه يعد من الخامات القرآنية الممتازة وبالفعل قام الفنان ابراهيم سعفان بكتابة الطلب بخط يده لينجح الشيخ من المرة الاولي ليسعد بصوته العذب العالم شرقا وغربا ويتخرج من مدرسته العديد من مشاهير التلاوة في مصر والعالم من اهمهم الشيخ الشحات محمد أنور والشيخ محمد الليثي وولده الشيخ محمود السعيد الزناتي. أستاذ الحجاز كار تميز الشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي بين اقرانه بأدائه العالي والراقي للمقام الموسيقي الحجاز كار حيث انه استطاع ان يفرض نفسه بتمكنه في اداء هذا المقام بشهادة كبار الموسيقيين والملحنين وقراء القراء حتي جعلت من كانوا يكبرون الشيخ الزناتي في السن يقومون باقتباس طريقته ولا يخجلون عندما يطلب منهم القيام بالقراءة بطريقة الشيخ الزناتي بل يكونوا في قمة سعادتهم مع اعترافهم بأنه رغم مرور ربع قرن من الزمان علي رحيله الا أنه مازال في المقدمة. الشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي في سطور ولدعام 1933م بقرية القيطون مركز ميت غمر دقهلية حفظ القرآن الكريم في العاشرة من عمره علي الشيخ ابراهيم موسي بقرية القيطون وجوده علي يد الشيخ ابراهيم بكر بكفر ايوب مركز بلبيس بمحافظة الشرقية - عرف عنه انه كان متصوفا ويتبع طريقة الشيخ احمد ابوالنور. قرأ القرآن في سن صغيرة له بجميع محافظات الجمهورية. -اختارته وزارة الاوقاف المصرية والازهر الشريف ليكون سفيرا للقران بدول العالم شرقا وغربا مما جعل الكثير من غير المسلمين يسلمون علي يديه من خلال سفرياته الي العديد من الدول العربية والافريقية والغربية والاوربية حيث سافر لإحياء ليالي شهر رمضان المعظم بالمراكز الاسلامية تاليا للقرآن وامامة المسلمين سواء كنت بدعوات خاصة أو موفدا من الأزهر او الاوقاف كان آخرها الجزائر .. باكستان .. الهند.. استراليا.. الامارات العربية المتحدة.. سنغافورة -عشقه الرئيس السادات واصدر قراراه وكلف الدكتور عبدالمنعم عمارة محافظ الاسماعيلية بجعله قارئا للسورة بالمساجد الكبري لخط القناة منها جامع ناصر والمطافي - سجل الختمة المجودة مع كبار قراء القرآن الكريم بمصر - في عام 1960م التحق قارئا بالإذاعة ثم التليفزيون - ترك تراثا نافعا للمكتبة الاسلامية من نوادر التسجيلات كما سجل القرآن للعديد من الدول العربية والخليجية. -وفي الثامن من مارس لعام 1990م رحل عن عالمنا الشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي بعد رحلة عطاء ثرية اثري فيها الاذاعة المصرية والمكتبة الاسلامية بالعيد من التلاوات. رحم الله الشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي رحمة واسعة.