يعد القارئ الاذاعي العملاق الشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي الملقب ب "العميد" و "عمدة القراء" أحد عباقرة التلاوة في القرن العشرين فما من مؤرخ ولا متخصص ولا باحث في حياة مشاهير القراء ينكر عبقريته في دنيا التلاوة كما يؤكدون انه ما من مدرسة قرآنية كبيرة كانت أو صغيرة إلا واقتبست من عميد المدرسة الزناتية الشيخ السعيد عبدالصمد بمن فيهم من كانوا يكبرونه سناً لدرجة جعلتهم يكونون في قمة السعادة والفخر عندما يطلب منهم أن يعيدوا ويكرروا الآيات بطريقة الشيخ الزناتي.. ولمن يجهلون مكانته ومنزلته فلهم أن يعلموا أن القارئ العملاق الشيخ مصطفي إسماعيل- قارئ مصر الاول- قام بزيارة الشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي في مدينة كفر شكر ثلاث مرات من شدة حبه له وأن الرئيس السادات عشقه عشقاً جماً لدرجة أنه كان يصطحبه معه في محافظات القناة وأوصي بأن يفتتح الاذاعة عقب الحريق الشهير بالاضافة إلي ان الداعية الاشهر الشيخ عبدالحميد كشك استضافه بمسجده وأقام احتفالية بتكريمه وأثني عليه وعلي أدائه المعجز أثناء خطبة الجمعة عقب تلاوته لقرآن الجمعة. عقيدتي حرصت علي التوجه إلي مدينة كفر شكر قليوبية لتكريم علم التلاوة الشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي أستاذ الحجاز كار في ذكراه وكان لها اللقاء التالي: البداية يقول ولده الشيخ محمود السعيد عبدالصمد الزناتي أحدث من اعتمدته الاذاعة المصرية قارئاً بها مؤخراً: لقد أنعم الله تعالي علينا أنا وإخوتي العشرة بأب حنون مثل هذا الاب الانسان الذي كان يوجهنا الوجهة الصحيحة فقد كانت البداية في قرية القيطون مركز ميت غمر دقهلية إلي أن نزح الوالد إلي مدينة كفر شكر في نفس العام الذي التحق به بالاذاعة 1960م وهناك أراد الله تعالي لوالدي رحمه أن ينطلق إلي العالمية بفضل ما أنعم عليه من موهبة صوتية هائلة وأداء محكم يندر وجوده وتكراره.. الثلاثية المقدسة ومما أنعم الله تعالي به علي الشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي كقارئ له مدرسته المتميزة في دنيا التلاوة أن وقع عليه الاختيار ليشارك بصوته العذب بأذانه في قصيدة "الثلاثية المقدسة" التي انشدتها سيدة الغناء العربي أم كلثوم "كوكب الشرق" لنطل تراثاً نافعاً إلي يوم أن نلقي الله مع القصيدة العصماء- الاسطورة- "ولد الهدي" لأمير الشعراء أحمد شوقي بك. الوزير والشيخ ويؤكد الشيخ محمود الزناتي أن إذاعة القرآن الكريم استضافت الوزير د. عبدالمنعم عمارة بمناسبة مرور 25 عاماً علي إنشاء شبكة القرآن وظل د. عمارة يتحدث لمدة ساعة عن علم من أعلام التلاوة في الاذاعة وهو الشيخ الزناتي الذي كانت تربطه به علاقة حميمة فيما كان يشغل منصب محافظ الاسماعيلية قبل توليه وزارة الشباب والرياضة وقال الوزير انه سعيد كل السعادة لامتلاكه مكتبة صوتية للشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي الذي حضر معه في العديد من الحفلات القرآنية بخط القناة حينما كان يرافق الرئيس الراحل محمد أنور السادات في جولاته.. وأضاف د. عمارة في الحلقة ان الشيخ السعيد كان يزوره بديوان عام المحافظة وانه لبي له دعوته وقام بزيارة الشيخ الزناتي بشقته بالاسماعيلية بحي الشيخ زايد وأنه تقابل معه وهو برفقة القارئ الكبير الشيخ مصطفي إسماعيل والشيخ مختار مدير أوقاف الاسماعيلية في تلك الفترة في احتفالية للجيش الثاني حضرها الرئيس السادات. عزة نفس وفي حلقة القرآن الكريم أكد الوزير د. عبدالمنعم عمارة ان الشيخ السعيد الزناتي كان يتمتع بأشياء عديدة فبالاضافة إلي كونه قارئاً متمكنا فقد كان حسن المظهر والاناقة وكانت عنده عزة نفس تفوق الوصف فكثيراً ما كنت أدعوه لشرب فنجان من القهوة فكان لا يأتي خشية ان يشغلني عن ممارسة أعمالي فكنت أحاول ان أتصل عليه أو ارسل له مدير مكتبي ليحضره لأسعد بلقائه. أعلام في حياة الشيخ ويقول الشيخ محمود: كان والدي رحمه الله صديقاً حميماً لكوكبة طيبة من الاعلام الافاضل أذكر منهم فضيلة الدكتور العالم الجليل الشيخ عبدالحليم محمود والداعية العصري الكبير الشيخ عبدالحميد كشك والعارف بالله الشيخ محمود أبو هاشم والعارف بالله الشيخ أحمد أبوالنور والفنان القدير ابراهيم سعفان الذي كتب طلب اختباره بالاذاعة بخط يده اقتناعاً منه بموهبته وأدائه القرآني المبدع. صورته مع الشيخ الطبلاوي ويحكي فضيلة القارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي نقيب القراء عن علاقته ومحبته للشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي فيقول: زاملته في العديد من السهرات القرآنية والحفلات والسفريات ومن المواقف الدالة علي حبي له اذكر أن وفداً من الناس حضر إلي بمنزلي يريدونني في حفل قرآني وقالوالي: نريد من فضيلتك احضار القارئ الذي كان معك عندنا في آخر مرة.. ولأن ليالي الشيخ الطبلاوي كثيرة فقد نسي من كان معه في الليلة الاخيرة في هذه البلدة. يقول الشيخ الطبلاوي لهم: ما اسم هذا الشيخ؟ فقالوا لم نحصل منه علي كارت ولم نتذكر اسمه. وبعد لحظات طلبوا من أن أرشح لهم قارئا آخر فهممت لان أخرج "المحفظة" التي بها بعض الاسماء من جيبي فإذا بصورة الشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي التي احتفظ بها تسقط من المحفظة فإذا بهم يقولون في نفس واحد: هو ده يامولانا اللي إحنا عايزينه فقلت لهم: سبحان الله. اللي انتم عايزينه ربنا "جابه ليكم".. الصوفية طريقه للإذاعة شاءت إرادة الله تعالي أن يدخل القارئ الشيخ السعيد عبدالصمد إلي عالم الصوفية بواسطة شيخه أحمد أبوالنور "العارف بالله" وكان الشيخ الزناتي لايخجل بتوصيله بسيارته المرسيدس إلي أي مكان يريده في الجمهورية وكان يسر قلبه كلما أطلقوا عليه "سائق الشيخ أبونور" ورافق الشيخ الزناتي في عشقه للصوفية الفنان القدير إبراهيم سعفان الذي عشق صوت الشيخ السعيد الزناتي وأقنعه بالالتحاق ليكون قارئاً بالاذاعة والتليفزيون وبالفعل قام إبراهيم سعفان بكتابة الطلب بخط يده وتقدم الزناتي ووفقه ربه تعالي لاجتيازه الاختبار من أول مرة عام 1960م ثم اجيز في نفس العام بالتليفزيون ليكون ثاني قارئ يلتحق به بعد القارئ العملاق الشيخ مصطفي اسماعيل. أستاذ الحجاز ورقم 60 عاصر الشيخ الزناتي وزامل أغلب قراء القرآن الكريم في سهراته وسفرياته أمثال المشايخ جودة أبوالسعود. عبدالحق القاضي. شعيشع. حصان. شعبان الصياد. عبدالباسط. الحصري. البنا. المنشاوي الكبير والصغير. الطبلاوي. الزامل. شكري البرعي. محمود محمد رمضان وغيرهم وكان للشيخ الزناتي مدرسته التي كانت تعتمد في مقامها الاول علي مقام الحجاز بجميع فروعه مما لقب "بأستاذ الحجاز" وليس ذلك من قبل المستمعين فقط بل جاء مهذا اللقب بشهادة أهل الخبرة والمهنة والموسيقيين انفسهم ومن أهم ما اشتهر به الشيخ الزناتي رقم 60 فقد نزح من الدقهلية إلي القليوبية عام 60 رقم السيارة 60 قليوبية رقم التليفون الارضي 60 كفر شكر التحق بالاذاعة عام 60 رخصة السلاح 60 ميلاد ولده سامي أكبر الذكور عنده عام 60 وقام ببناء مسجده عام 60 أيضاً. مدارس خرجت من عباءته ومما كان يميز الشيخ الزناتي انه كان يجيد العزف علي العود كما قالت ابنته ذلك حيث ينزل الشيخ عندها بنوبار شبرا ثم ينزل إلي النيل مستقلاً مركبا ويشدو بالعود ليلاً علي طريقة فريد وعبدالوهاب وعن أهم المدارس التي خرجت من عباءة الشيخ الزناتي لنا أن نعرف ان الشيخ محمد شبيب والمشايخ الشحات أنور ومحمد الليثي ومن غير الاذاعيين نجد ولده محمود وأحمد ثم المشايخ سعيد علي جمعة. أسعد أبوالجدايل. منصور جمعة وغيرهم من الجيل الجديد أمثال أحمد عبدالحي وجمال الجمال. التنفيس كفر» كان من أهم مبادئ الشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي انه لاينفس في القرآن وكان يضرب المثل بأقصر نفس في القراء وهو القارئ العلم الشيخ محمد عبدالعزيز رمضان والشيخ أحمد أبوعامر أحد عشاق طريقة الشيخ الزناتي ولاينكر أن يقال انه يقتبس طريقة الزناتي رغم انه يكبر الزناتي بخمس سنين. إضافة في عالم التلاوة ويؤكد الفنان طه عبدالوهاب خبير الاصوات ان الشيخ الزناتي يعد من القلاقل الذين أمتعونا علي مر العصور فهو صاحب مدرسة متميزة ويعد إضافة متميزة في عالم التلاوة لما له من جماليات في الصوت لا يضاهيها صوت آخر.