* يسأل أحمد سامح عبدالعال من القاهرة: هل هناك حساب للأنبياء والرسل يوم القيامة؟ ** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر: أحوال الآخرة من الغيب لا تعرف إلا بخبر صادق من القرآن ولسنة. واعتقاد هذه الأحوال يكون عن نص قطعي الثبوت والدلالة. وما وراء ذلك يدخل في دائرة الاجتهاد الذي لا يلزم اعتقاد نتيجته. ولا يكفر من لا يصدقها. وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالي: "فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين" الأعراف: .6 وهو سؤال عن التبليع لا عن الأعمال التي يمارسها كل مؤمن ليجازي عليها. فذلك ما يطلق عليه اسم الحساب الذي يتصل به عرض الكتاب وقراءته. "ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفي بنا حاسبين" الأنبياء: .47 غير أن هناك استثناءات من الحساب جاء بعضها في الحديث المتفق عليه أن سبعين ألفاً من أمة النبي صلي الله عليه وسلم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. وعنيهم بقوله: "وهم الذين لا يرقون. ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلي ربهم يتوكلون". ومن المعلوم أن الرسل قد عصمهم الله من الذنوب وغفر لهم ما عسي أن يكون قد صدر عنهم في صورة ذنب وهو ليس بذنب. ومادام الله قد غفر لهم فعلي أي شيء يحاسبهم حساب مناقشة. وإذا كان المذكورون من السبعين ألفاً لا يروقون إلي درجة الأنبياء والرسل قد أعفاهم الله من الحساب فهل يكون للأنبياء والرسل حساب؟ نعم سيسألون عن تبليغ الرسالة كشهادة علي أممهم أما سؤال الحساب وما يترتب عليه من جزاء فلا. وإذا كان الأنبياء لا يسألون في القبر فكيف يحاسبون يوم القيامة؟ يقول الشيخ العدوي في كتابه "مشارق لأنوار" ص29: اتفق جمهور السنة علي عدم سؤال شهيد الحرب. والسر في ذلك كونهم أحياء فلذلك لا يغسلون. وكذلك الرسل والأنبياء لا يسألون أيضاً علي التحقيق.