* يسأل أحمد يحيي من حلوان ما الفرق بين حسب القبر وحساب يوم القيامة؟ وهل من الحديث ما يقال إذا مات ابن آدم قامت قيامته؟ ** يجيب الشيخ زكريا نور: بالنسبة للقول إذا مات ابن آدم قامت قيامته فهذا كلام مأثور. ونسبته إلي النبي - صلي الله عليه وسلم - ضعيفة "العراقي علي لاحياء ج4 ص421" والمعني أن الحياة الشخصية للإنسان قد انتهت بموته كما تنتهي الحياة كلها بقيام الساعة. حين ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات والأرض إلا من شاء الله. وعودة الروح إليه وهو في القبر تشبه عودتها إليه حيث يبعث من القبر إلي الحشر يوم القيامة. وإذا كانت العودة في كلتا الحالتين علي نحو يعلمه الله سبحانه. وما في القبر من نعيم وعذاب هو صورة لما يكون يوم القيامة من نعيم في الجنة وعذاب في النار. وقد ورد في البخاري ومسلم أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده.. ويقال: هذا مقعدك حتي تبعث إليه يوم القيامة" وفي الترمذي القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار". وحساب القبر يكون عن العقائد. وذلك باتفاق. وإن اختلفوا هل هو في كل العقائد أو بعضها. أم حساب يوم القيامة فهو لكل شيء قال تعالي: "ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شئياً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا به وكفي بنا حاسبين" "سورة الأنبياء 47". ومعني كلام ابن حجر أن من أكلته الحيوانات أو الأسماك سيحاسب ويسأل وهو في جوف الحيوانات أو الاسماك. ومن استخدم جسمه في منفعة علمية فيسأل أيضا. ولكن متي؟ قال بعض العلماء: إن كانت هناك نية لدفنه سيؤخر الحساب إلي أن يدفن. وقال بعضهم: يسأل قبل الدفن وبعد الدفن. لكن أحسن ما قيل في هذا الموضوع ما نقل عن العلامة الأمير: أن هذه غيبيات لا مجال للعقل فيها. فيترك أمرها إلي الله. ذكره العدوي في كتابه "مشارق الأنوار" ص.27 وبعد. فإني أعرض احياناً بعض الأقوال الاجتهادية في أمور غيبية لأبين ما شغل به العلماء من تفكير لا أدري هل خلا لهم الجو من كل العقد فصرفوا وقتهم في هذا الترف الذهني. ومع كل هذا فنشكرهم لاثرائهم الحياة الفكرية بكل ما يمكن من معلومات أو معارف أو تصورات.