يتوهم البعض ان الميت إذا دخل قبره ينتظر حتي تأتي القيامة دون ان ينعم أو يعذب, وهذا كلام جانبه الصواب لعدة اسباب يوضحها الدكتور محمد فؤاد شاكر استاذ الدراسات الإسلامية بجامعة عين شمس . فيقول ان عذاب القبر أو نعيمه ثابت بالكتاب والسنة فمن خرجت روحه وأقبر إما أن يكون روضة من روض الجنة أو حفرة من حفر جهنم, وهذا ما اتفق عليه جمهور علماء الأمة سلفا وخلفا يقول الله تعالي: النار يعرضون عليها غدوة وعشية ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون اشد العذاب. والميت ايضا ينتفع بما يقدم له من صدقات وما يوهب له من أعمال صالحة يقدمها اهله أو غيرهم, ودليل علي ذلك قول الرسول صلي الله عليه وسلم: ينقطع عمل ابن آدم بعد موته إلا من ثلاث صدقة جارية, علم ينتفع به, ولد صالح يدعو له... فالحديث يتكلم عن انقطاع العمل وليس انقطاع النفع فلم يقل رسول الله انقطع نفع ابن آدم وانما قال انقطع عمل ابن آدم, وانقطاع العمل أمر ثابت حيث لايعمل بعد موته.إذن فالقضية تحتاج إلي فهم تشريعي من أهل التخصص وهو أولا: لو لم يصل النفع إلي الموتي في قبورهم ما امرنا رسول الله عند زيارة القبور كما في صحيح مسلم ان نقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين انتم السابقون ونحن اللاحقون يغفر الله لنا ولكم. ثانيا: لو لم ينتفع الميت بدعاء الحي ما قال النبي صلي الله عليه وسلم لأصحابه بعد ان دفنوا احد الصحابة في القبر: استغفروا لاخيكم فإنه الآن يسأل فلو لم يكن الاستغفار يصل الميت فلماذا امر به رسول الله صلي الله عليه وسلم. ثالثا: سأل رجل النبي صلي الله عليه وسلم ان يحج عن ابيه الذي مات فقال له الرسول: حج عنه ان دين الله احق ان يؤدي, وكذلك امرأة جاءت تسأل الرسول اتصوم عن أمها فقال لها صومي, فلو لم يكن اجر هذه الطاعات يصل الميت فلماذا يأمر به رسول الله صلي الله عليه وسلم. ويؤكد الدكتور محمد فؤاد شاكر امرا آخر وهو انه قد ثبت لنا في الشرع ان الميت يسمع ولذلك نحن أمرنا ان نسلم عليه عندما نصل إلي قبره, فيعرف من سلم عليه, وكذلك حديث النبي صلي الله عليه وسلم انهم اسمع بي منكم ويقصد موتي المشركين يوم بدر اذ الميت يسمع القرآن إذا قرأ بجوار قبره وسماعه يجعله في رحمة من الله لقوله تعالي:وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة ويوهب ثواب قراءة القرآن للميت مثل الصدقة والصيام والحج.