* يسأل محمود عبدالله من شبرا: ذهبت إلي المسجد لصلاة المغرب فوجدت سيارة تقف علي باب المسجد ووقوفها يؤدي إلي التضييق علي داخلي المسجد ولما نبه بعض المصلين صاحب السيارة إلي هذا الخطأ قال السيارة تقف في الشارع وأنا حر وحدثت مشكلة لهذا السبب ونريد معرفة الحكم الشرعي في مثل هذه التصرفات. * يقول د.صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: قال الله تعالي في سورة النور: "في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال رجالاً لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تنقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب". فهذه الآية الكريمة تؤكد لنا أن احترام بيوت الله واجب وأن المساجد ما بنيت إلا لذكر الله والتسبيح وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وبينت الآية أيضا جزاء من يخدم المسجد ويقوم بواجباته تجاه بيوت الله عز وجل وهذا لن يتحقق إلا بالالتزام بآداب المساجد فما بالنا بمن يضيق علي اخل المسجد بإيقاف سيارته أمام باب المسجد وكيف يكون حال أمثال هؤلاء من الطريق العام. وجاء في صحيح مسلم عن أبي برزة رضي الله عنه قال قلت يا نبي الله علمني شيئاً انتفع به قال: "اعزل الأذي عن طريق المسلمين والطريق ليس خاصاً بالمسلمين فقط بل هو عام لكل من يسلك هذا الطريق فإذا كان الدين يأمر الإنسان بإبعاد الأذي عن الطريق العام ففيه ترغيب في عزل الأذي بشتي صوره لأنه لا يجوز للإنسان أن يلقي في الطريق ما يخصه ولا يوقف سيارة بمكان تضر بالآخرين أو تؤذيهم. ولا يجوز له أن يلقي الفضلات في الطريق العام. جاء في صحيح مسلم سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إن شجرة كانت تؤذي المسلمين في الطريق فجاء رجل فقطعها فدخل الجنة. وجاء فيه أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك في الطريق فأبعده فشكر الله له فغفر له. وهكذا نري من سمو الإسلام وسمو توجيهاته وسمو الأمة التي تلتزم بالهدي الإسلامي تكون أمة حضارية لها مكانتها بين الأمم.