سأل الجد حفيده: اتدري من هي المرأة التي كانت شاهدة عيان علي وضوء الرسول صلي الله عليه وسلم النموذجي والذي أوصي به وقال لها: - من توضأ نحو وضوئي هذا تم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه! قال الحفيد متسرعا: - من المؤكد انها واحدة من أمهات المؤمنين زوجات الرسول صلي الله عليه وسلم. ضحك الجد من ذكاء الحفيد لكنه كشف له أمر هذه المرأة واسمها الربيع بنت معوذ بن عفراء وقد شهد والدها بيعة العقبة وعاد يتحدث في ذلك مع أخيه معاذ وهم من خزرج المدينة.. ولها الفخران والدها "معوذ" هو قاتل "أبي جهل" وعندما تزوجت الربيع من اياس بن البكير حضر النبي محمد صلي الله عليه وسلم عرسه.. وكان يزورها.. وذات مرة طلب منها ان تسكب له الماء لكي يتوضأ.. وارتبط حديث الوضوء بها.. وقد خرجت في غزوة أحد وكانت تسقي القوم وتداوي الجرحي وشهدت بيعة الرضوان.. ونقل عنها عبدالله بن عباس حديث الوضوء.. كما سألها عنه عبدالله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب ولما اشتد الخلاف بينها وبين زوجها قالت له: - اختلع منك بجميع ما أملك فقال زوجها: - وأنا قبلت بهذا!! وقدمت له كل شيء تملكه إلا درعها وقد احتفظت به.. فاشتكي إلي عثمان بن عفان وكان أمير المؤمنين وقتها.. فطلب منها الدرع لأنه حق زوجها وفعلت.. وكان أغلي ما لديها حلية ذهبية كانت مهداة إليها من الرسول صلي الله عليه وسلم عندما قدمت إليه ذات مرة طبقا من عنب وآخر من رطب وهو في خيافتها مع زوجها فقدم لها الحلية وقال له: - تحلي بهذا وكأنه بذلك يقدم لها وساما من باب التقدير والعرفان وقد عاشت الربيع بنت معوذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواء بن غنم بن مالك الانصارية البخارية وأمها أم يزيد بنت قيس بن زعواء وبن حرام ابن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار أي انها من قبيلة أم النبي صلي الله عليه وسلم.