* يتساءل ه. ط: كيف أتعامل مع إساءة شديدة ممن بيني وبينه علاقة حميمة. علما بأنه يتكلم عليَّ كلاماً قد يؤدي إلي قطع رزقي وأرزاق أختي وزوجتي. فماذا أصنع معه؟ ** نسأل الله العلي القدير أن يصلح ذات بينكم ويحفظكم من كل مكروه. وفي تعاملك مع الإساءة المذكورة ينبغي أن تحذر من التسرع ومن ردود الأفعال لأن ذلك سيزيد تفاقم الأمور. ومما يعينك كثيراً في تجاوز هذه المشكلة: 1 لا تتكلم في هذا الموضوع إلا بكلمة حسنة. قال الله تعالي: "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا" الإسراء: 53. وقال العلامة الشعراوي رحمه الله في تفسيره: "ويمكن أن نقول "التي هي أحسن" الأحسن هو: كل كلمة خير. 2 تشاور مع أختك في أفضل وسيلة لدفع زوجها إلي التوقف عن الإساءة. وليكن الدفع بالتي هي أحسن هي الطريقة المعتمدة عندكم وإذا لم تنفع طريقة معينة فابحثوا عن أحسن منها. قال الله تعالي: "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم" فصلت: 34 35. قال العلامة القرطبي رحمه الله في تفسيره: قوله تعالي: "ادفع بالتي هي أحسن السيئة....." أمر بالصفح ومكارم الأخلاق......" قال ابن عباس رضي الله عنهما: أمره الله تعالي في هذه الآية بالصبر عند الغضب. والحلم عند الجهل. والعفو عن الإساءة. فإذا فعل الناس ذلك عصمهم الله من الشيطان". 3 أكثر من الأدعية المأثورة عموماً ومن الدعاء: "اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عورتي". 4 توجه إلي الله دائماً ليحفظك في نفسك ومالك وأهلك وذلك بالمحافظة علي أذكار الصباح والمساء وبالاستقامة علي أمر الله. روي الترمذي في سنته: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف رسول الله صلي الله عليه وسلم يوماً فقال: "يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك......". وإذا استقمت علي هذا المنهج وصبرت عليه فتأكد أن إساءة ذلك الرجل ستتحول بإذن الله إلي إحسان وصلة. وسيكون لك من الله ظهير ونصير مصداقاً لقول النبي صلي الله عليه وسلم فيما يرويه مسلم في صحيحه: "عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني. وأحسن إليهم ويسيئون إلي. وأحلم عنهم ويجهلون علي. فقال: "لئن كنت كما قلت. فكأنما تسقهم المل ولا يزال معك من الله ظهير". وأعمل بقول الله تعالي: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" أي تعفو عمن ظلمك وتعطي عمن حرمك وتصل من قطعك. فالعفو من أعظم الدرجات عند الله يقول النبي صلي الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بما يشرف به البنيان ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلي. قال: أن تعفو عمن ظلمك وتعطي زمن حرمك وتصل من قطعك".