أكد الدكتور علي ليلة - أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس- أن الثورة المصرية شكلت نقطة تحول في صناعة الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط. مشيرا إلي أن ثورة 25 يناير جاءت لتكشف عن الغضب الجماهيري في مصر. حيث أدرك الشباب أنه لم يعد بالإمكان الوصول الي المزيد من التردي وسوء الأوضاع فجاءت الموجة الثورية كامتداد طبيعي للغضب الشعبي الذي وصل ذروته مع ظهور مؤشرات التوريث للحكم خاصة بعد نتيجة انتخابات مجلس الشعب 2010 . فأدرك الشباب أنه لا فائدة سوي الثورة علي النظام للتخلص من طغيانه . و أشاد بالموجة الثورية الثانية في 30 يونيو والتي بدأت بعدها السياسة المصرية في التحرك وبدأت تتفاعل مع الدول المحورية العربية كالمملكة العربية السعودية والامارات والكويت . جاء ذلك في الندوة التي نظمتها كلية الآداب بجامعة عين شمس بعنوان ¢دور ومكانة مصر في النظام العربي والعالمي¢ موضحا ان مصر في الوقت الراهن تحاول أن تهدئ الاوضاع الثورية وتسعي الي تحقيق تواصل مع الدول المحيطة. مشيرًا الي التعامل الحكيم مع دول حوض النيل . واشتراك السودان في مشكلة مياه النيل في محاولة منها لتجنب إثيوبيا التي تخوض صراعًا مع مصر . مشيرًا إلي أن هذا الصراع مؤجل حاليًا حتي تستعيد دورها الفاعل في المنطقة. وقد أعلنت مصر أن أمنها القومي يمتد حتي يشمل الخليج العربي ويمتد حتي الحدود التركية. وبذلك استردت مصر بالثورة مكانتها ووضعها بشكل أساسي في العالم العربي حيث أصبحت هي الفاعل الاساسي في مجريات الامور . وعلي المستوي العالمي حرصت مصر علي تنمية علاقاتها بشكل إيجابي وفعّال مع روسيا وإيران وقبرص ضد تركيا. وكذلك تحالفت مع دول الاتحاد الأوروبي. كما طالب ¢بوتن¢ رئيس روسيا بضم مصر لمجموعة ¢شانغ هاي¢ برغم انها ليست دولة آسيوية . ومن هنا استعادت مصر مكانتها العالمية المفقودة منذ عقود. وبدأت الآن في مفاوضات قوية مع الاتحاد الأوروبي باسم فلسطين. كما تؤكد قيادتها السياسية في كل اللقاءات مع زعماء العالم علي وحدة الأراضي العراقية والسورية في مواجهة مباشرة مع القوي العالمية مما يرسخ التواجد المصري علي مسرح الاحداث في الشرق الاوسط الذي يؤثر بدوره في الاحداث العالمية .