ابن البحيري يظن. وبئس ما يظن. أنه يضع قواعد جديدة لفهم وتفسير القرآن الكريم. ولأنه يجهل. ويجهل أنه يجهل. صار يعتقد أن ما يفتريه من كذب له أثر في نفوس مشاهديه!!. وفي سبيل إثبات أن أهل الكتاب ليسوا كفاراً استدل ابن البحيري بآية من كتاب الله وخالف القاعدة التي يتوهم أنه اخترعها وهي قديمة وأخذ بها كل من تعرض لتفسير كتاب الله .. ألا وهي قاعدة عدم نزع الآيات من سياقها. فإذا به ينزع الآية 113 من سورة آل عمران من سياقها ليدلل علي معتقده الفاسد وسياق الآيات كالآتي: "لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةى قَآئِمَةى يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ "113" يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ "114" وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْري فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللَّهُ عَلِيمى بِالْمُتَّقِينَ "115". وحين نعلم فيمن نزلت هذه الآيات نجد أنها تثبت عكس مراده. فقد نزلت فيمن آمن من أحبار أهل الكتاب. كعبد الله بن سلام وأسد بن عبيد وثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وغيرهم. أي: لا يستوي من تقدم ذكرهم بالذم من أهل الكتاب وهؤلاء الذين أسلموا. ولهذا قال تعالي: "ليسوا سواء" أي: ليسوا كلهم علي حد سواء. بل منهم المؤمن ومنهم المجرم. ولهذا قال تعالي: "من أهل الكتاب أمة قائمة" أي: قائمة بأمر الله. مطيعة لشرعه متبعة نبي الله. فهي قائمة يعني مستقيمة "يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون" أي: يقومون الليل. ويكثرون التهجد. ويتلون القرآن في صلواتهم "يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين" وهؤلاء هم المذكورون في آخر السورة: "وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ" آل عمران/199. من ¢تفسير ابن كثير¢.پ إذن من الذي ينزع الآيات من سياقها ليدلس علي الناس ويفتري علي الله الكذب .. ابن البحيري ناقص الفهم عديم الدراية بعلوم القرآن أم أئمة التفسير العظام الذين اتقوا الله فعلمهم الله؟!.پ المسألة بمنتهي البساطة أن الدين عند الله الإسلام وقد جاء به كل الرسل فمن آمن بسيدنا موسي فهو مسلم ومن آمن بسيدنا عيسي فهو مسلم ومن آمن بخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد فهو مسلم أما من عاصر دعوة سيدنا عيسي من اليهود ولم يؤمن به وبرسالته فهو عند الله كافر بما أرسل به نبيه عيسي عليه السلام وكذلك من عاصر دعوة سيدنا محمد من اليهود والنصاري ولم يؤمن برسالته فهو عند الله كافر بما أرسل به خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد الذي أرسله كافة للناس بشيرا ونذيرا. فمن آمن به وأطاعه أدخله الله الجنة. ومن كذب به وعصاه أدخله الله النار. لا فرق في ذلك بين اليهودي والنصراني وغيرهما. قال الله تعالي : "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ" آل عمران/ 19. والآيات في هذا المعني أكثر من حصرها في هذا المقال. ولكن ما أوضح حديث النبي صلي الله عليه مسلم الذي يقطع لسان ابن البحيري ومن ينهج نهجه ويلف لفه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه. عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدي بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدى مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيىّ وَلَا نَصْرَانِيىّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ. إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ" رواه مسلم "153". وللحديث بقية إن شاء الله تعالي.