أيام قليلة وبدأ عام هجري جديد . أو ما يمكن أن نطلق عليه ¢ عيد الهجرة ¢ التي وحد فيها الرسول صلي الله عليه وسلم المسلمين بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وعقد صلح او صحيفة المدينة مع اليهود وغيرهم ممن يسكنون المدينة ونجح الرسول الكريم وصحابته رضوان الله عليهم في تأسيس اشرف وأنبل واكبر دولة في تاريخ البشرية لأنها تسلحت بالأخلاق. أجدني - ونحن علي مشارف العام الجديد - قد أصبحنا نعاني من كل ما حذرنا منه الله ورسوله رغم تشدقنا بأننا علي وعي ديني .. ولنا أن نتصور أن الله سبحانه وتعالي قد بعث رسوله صلي الله عليه وسلم ليري حال أمته وقد حذرها في أحاديث كثيرة إلا أننا أبينا إلا أن نخالف ما قاله. أين نحن من قول النبي في الحديث الذي روته زينب بنت جحش رضي الله عنها. أن النبي - صلي الله عليه وسلم - خرج يوما فزعا محمرا وجهه يقول: ¢لا إله إلا الله. ويل للعرب من شر قد اقترب. فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه. وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها. قالت: فقلت: يا رسول الله. أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم. إذا كثر الخبث¢. اسأل نفسي في جنون أين نحن من تحذيرك يا رسول الله قبل أربعة عشر قرنا من الزمان حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :¢ يوشك الأمم أن تداعي عليكم كما تداعي الأكلة إلي قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت ¢ ألسنا إمعة الأمم نقلدهم تقليد القرود مع أن رسول الله صلي الله عليه وسلم حذرنا من ذلك بقوله : ¢لا تكونوا إمعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنا. وإن ظلموا ظلمنا. ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا. وإن أساءوا فلا تظلموا¢ ألم نتنازل عن هويتنا في تقليد أهل الكتاب لدرجة أن البعض تنازل عن أمور عقائدية إرضاء لهم. في النهاية. لست مبالغا إذا سألت نفسي: هل نحن مسلمين حقا أم أننا عار علي الإسلام؟ كلمات باقية: يقول الله تعالي : ¢وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَي شَفَا حُفْرَةي مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ¢ آية 103 سورة آل عمران