نواصل حديثنا عن الشبهات التي يروّجها المبطلون ويُسقطونها علي القرآن.. فنقول وبالله التوفيق: ثانيا: أما نوبات الصرع. فلن نتكلم عنها مطولا. فالعالم النصراني كله يعلم أن شاؤول "بولس الرسول". الذي تحول فجأة من ألد أعداء يسوع وأتباعه. إلي رسول مبشر بما جاء به يسوع. كان مصابا بداء الصرع. وهذه حقيقة يعلمها كل نصراني مطلع. ومن هنا جاء إسقاط "الصرع". والعاقل يعلم. أن المصابين بالصرع. حافظتهم معطلة في نوبات صرعهم. وسيدنا محمد حافظته أجود ما تكون عند هبوط الوحي. والنصاري لا ينكرون الوحي ظاهرة. ويعترفون به للأنبياء. ولكنهم ينكرونه لسيدنا محمد. وكما قلنا لو نزل عليه القرآن الكريم اليوم. بعد كل اكتشافات العلم المذهلة. مع سبر أغوار الأرض والمحيطات. والتحليق في أعماق الكون. لما اختلفت نظرته إلي الكون. أو الحياة. أو الإنسان. والمكابرة في هذه الحقيقة. هي مكابرة في المحسوس الملموس. ثالثاً: الناسخ والمنسوخ سنة إلهية إن أعداء الإسلام قد اتخذوا من النسخ في الشريعة الإسلامية أسلحة مسمومة. طعنوا بها في صدق الدين الحنيف. ونالوا من قدسية القرآن الكريم. ولقد أحكموا شبهاتهم. واجتهدوا في ترويج مطاعنهم. عن طريق القنوات الفضائية التنصيرية. حتي سحروا عقول بعض المنتسبين إلي العلم والدين من المسلمين. فجحدوا وقوع النسخ وهو واقع. وأمعنوا في هذا الجحود الذي رَكَبُوا له أحسن المراكب. من تمحلات "حيل" ساقطة. وتأويلات غير سائغة. وبداية نقول: إن الله تبارك وتعالي حين ينسخ شريعة بشريعة أخري. أو حكماً بحكم آخر. فإنما يكشف لنا بهذا النسخ عن شيء من علمه السابق الأزلي. ويدل ذلك علي الحكمة الإلهية من التدرج في تشريع الأحكام شيئاً فشيئاً. حتي يذعن الناس لدين الله تعالي. وتتقبله نفوسهم دون غضاضة. وينبغي أن يفهم أن السنة الإلهية التي اقتضت رسوخ الدين وثباته وعدم تبدله. كما قال تعالي: شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّي بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ "الشوري:13". هي السنة التي اقتضت نسخ شريعة سابقة بشريعة لاحقة. رعاية لحكم الضرورة. أو مسايرة لسنة الترقي. ومضياً مع نضج العقل الإنساني. وبهذا يتبين أن نسخ شريعة سيدنا محمد لجميع الشرائع السابقة هو إيذان بأن هذه الشريعة صالحة لهداية البشرية في كل زمان ومكان. وللحديث بقية إن شاء الله.